رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا أثار «الفيروس الحليمي» جدلا في مصر خلال الفترة الأخيرة؟

الفيروس الحليمي
الفيروس الحليمي

أثار الحديث عن الفيروس الحليمي ضجة كبيرة في مصر، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة للسرطان، كذلك عقب الإعلان في الفترة الأخيرة عن تسببه في وفاة أعداد كبيرة من النساء حول العالم، بعد أن إصابتهن بسرطان عنق الرحم.

في عام 2020، تم تشخِّيص حالات نحو 89800 امرأة مصابة بسرطان عنق الرحم ، وتُوفيت أكثر من 47500 منهن، أما في مصر تم تشخيص حوالي 1320 في العام نفسه، وكان عدد حالات الوفاة بسببه 744 حسب تقديرات الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC .

وحسب وزارة الصحة فإن جميع حالات سرطان عنق الرحم (99%) منها مرتبطة بالعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري الشديد الخطورة.

عرّف الدكتور محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الجلدية والتناسلية الفيروس الحليمي في أحد اللقاءات التليفزيونية بأنه فيروس متناهي الصغر يعيش على خلية حية يدخل بيها ويؤثر فيها وطالما استطاع أن يميتها يدخل إلى الأخرى وينتج عن ملايين الفيروسات الأخرى لتنتشر في الجسم.

 وتابع أن الفيروس الحليمي يظهر في صورة زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية (ثآليل)، وهو كذلك ما يدعى"نفرة الحمار"أو"السمطاية" مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأنواع منه فهناك ما يهاجم الأطفال مثل السمط المسطح، وهناك ما يظهر على صورة "كتل" كثيرة إلى الدرجة التي فيها إن أصابت الأعضاء التناسلية لدى المرأة تمنع خروج المولود من فتحة المهبل، ويضطر إلى فتح البطن مشيرًا إلى أن ذلك يكون هو الأفضل لأن في حال كانت الأم مصابة تنتقل العدوى إلى الطفل في منطقة اللوزتين والحنجرة.

 

وأضاف أن الفيروس الحليمي ينتقل بالاختلاط الجسدي مثل السلام  ومشاركة الأدوات كالفوط وغيرها، وهناك كذلك ما ينتقل خلال المشاركة الجنسية، مشيرًا إلى أن ذلك هو أخطر أنواع الفيروس الحليمي، و الذي يمكن بسهولة أن يتحول إلى سرطان عنق رحم، وأوضح أنه ينتقل من الزوج المصاب إلى السيدة التي لديها استعداد للعدوى.

 

وأشار محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الجلدية والتناسلية، إلى أن فرص الإصابة بسرطان عنق الرحم تزداد مع الزوج متعدد العلاقات الجنسية، ولكن في الوقت نفسه أكد أن الفيروس لا يهاجم فقط الرجل والمرأة فحسب  بل هناك أطفال تتعرض للإصابة بالفيروس الحليمي التناسلي، وذلك نتيجة التحرش بهم من قبل البعض حاملي هذا الفيروس.

 

كيف ينتقل؟

بينما أكد مركز مكافحة الأمراض المعدية الأمريكي CDC، أنه يمكن للشخص المصاب بفيروس الورم الحليمي البشري أن ينقل العدوى إلى شخص ما حتى عندما لا تظهر عليه علامات أو أعراض، وإذا كان الشخص نشيطًا جنسيًا، فقد يصاب بفيروس الورم الحليمي البشري حتى لو مارس الجنس مع شخص واحد فقط، ويمكن تطوير الأعراض بعد سنوات من ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالعدوى.

 

العلاج

حسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية يتوافر في مصر 5 لقاحات للحماية من بعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري في فروع المصل واللقاح، وكلاهما ينصح بتقديمهما للأفراد بين عمر 9 و26 عامًا بعد استشارة الطبيب:

 

1- سيرفاريكس Cervarix:  وهو يحمي من نوعين من فيروس الورم الحليمي البشري، ثمن الجرعة الواحدة 300 جنيه مصري، والبروتوكول يتكون من ثلاث جرعات.

 

2- جارداسيل Gardasil: يحمي من نفس النوعين اللذين يحمي منهما سيرفاريكس بالإضافة إلى نوعين آخرين يسببان الثآليل التناسلية. البروتوكول يتكون من ثلاث جرعات وثمن الجرعة الواحدة 750 جنيها.

 

ومن جانبها، أكدت رنا الحجة مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية أن هناك 4 لقاحات تقوم بإنتاجها شركة "فاكسيرا" ولديها أولويات لإنتاج اللقاحات، مؤكدة أن فاكسيرا قادرة على إنتاج لقاح الفيروس الحليمى البشرى الذى يقى من الإصابة بسرطان عنق الرحم، وأضافت أنه يجب أن يكون هناك توعية بأهمية الوقاية من سرطان عنق الرحم، مشيرة إلى أنه يجب الوقاية منه بإعطاء اللقاح لـ  90% من السيدات وفحص 70 % منهن.

 

 وتابعت: هناك نحو 600 ألف امرأة تصاب بسرطان عنق الرحم كل عام في العالم، ومعظم هؤلاء النساء بين سن 35 و44 عامًا مشيرة إلى أنه في عام 2018، فقدنا نحو 11000 امرأة بسبب سرطان عنق الرحم في الإقليم، ولفتت إلى أن البُلدان ذات الدخل المنخفض يقع فيها نحو90% من الحالات والوفيات الجديدة تنيجة ضعف الرعاية الصحية.

 

مبادرة الصحة العالمية

كانت قد أطلقت منظمة الصحة العالمية في عام 2020، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة رائدة للتخلص من سرطان عنق الرحم على مستوى العالم حتى نهاية القرن، كما أكدت المنظمة أن جرعة واحدة من اللقاح يمكن أن توفر فعالية وحماية مماثلة لنظام الجرعتين، مما قد يؤدي إلى زيادة الوصول العالمي إلى هذا اللقاح المنقذ للحياة وأوصت بجرعة واحدة أو جرعتين للفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و 20 عاماً، وجرعتين بفاصل ستة أشهر للنساء في سن 21 عاماً وما فوق.