رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السياحة الدينية وكنيسة شهداء الوطن والأيمان بالعور ‏

مصر تمتلك كل الموارد والعوامل السياحية التي تجعلها المقصد الأول للسياحة في ‏العالم، ومن ضمن ما تمتلكه السياحة الدينية، هناك كنز لم يتم استغلاله عبر كل ‏تاريخ مصر تقريبًا، وهو مسار طريق العائلة المقدسة، ذلك الطريق له ارتكازات ‏في الكثير من الأماكن في مصر وأهمها مرتكز دير العذراء بجبل الطير بمدينة ‏سمالوط محافظة المنيا، هذا المرتكز المقدس يحتوي على الكثير من الأسرار ‏والآثار المقدسة أهمها «كف الطفل يسوع» والذي منع سقوط صخرة من الجبل ‏على العائلة المقدسة أثناء إبحارها في النيل، وظلت هذه الصخرة موجودة حتى ‏أخذها الرحالة في أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر وهي الآن موجودة في المتحف ‏البريطاني باسم الآثار المصرية أو قسم الأحجار، وأيضًا  يضم الدير كنيسة ‏السيدة العذراء التي تعد من أقدم الكنائس الأثرية بصعيد مصر، وتضم المغارة ‏التي اختبأ فيها السيد المسيح وأمه السيدة مريم البتول لمدة ثلاثة أيام هربًا من ‏بطش الرومان.‏

‏ بجانب الكثير من الآثار الأخرى في تلك المنطقة، هناك فندق العائلة المقدسة ‏الشهير الذي أقيم مؤخرًا مقابل كنيسة العذراء على صفح الجبل، ذلك الفندق ‏سيكون حلقة الوصل ونقطة الارتكاز السياحية الذي سيربط طريق العائلة المقدسة ‏بكل أنواع السياحة الأخرى في مصر، بسبب موقعه الجغرافي الذي يتوسط ‏جغرافية السياحة المصرية، وعلى بعد عدة كيلو مترات من هذا المكان هناك ‏كنيسة ابسخيرون الفليني الأثرية، والتي لها ارتباط تاريخي وإيماني وثيق ‏بتواجدها في هذا المكان، حيث تم نقلها بمعجزة للقديس ابسخيرون الفليني في ‏القرن الـ‎16‎‏ من مدينة قلين في كفرالشيخ إلي مدينة سمالوط في المنيا وبالتحديد ‏قرية البيهو. ‏

وفي نفس الدائرة الجغرافية تقع قرية العور شمال غرب مدينة سمالوط، صاحبة ‏أحدث وأشهر وأكبر واقعة استشهاد في القرن الواحد والعشرين، حيث استشهد ‏‎20‎‏ من أبناء تلك القرية في ليبيا عام ٢٠١٥،  وأصدر السيد الرئيس عبدالفتاح ‏السيسي  قرارًا بإنشاء كنيسة بقرية العور تحمل اسم شهداء الوطن والإيمان ‏بليبيا، الذين قتلوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك تكريما وتخليدًا لهم، ‏تلك الكنيسة يتوافد عليها عشرات المئات وربما الألف يوميًا، وغالبًا ذلك العدد ‏يقوم بزيارة باقي الآثار الدينية في المنطقة  دير العذراء بجبل الطير، كنيسة ‏ابسخيرون بقرية البيهو، بجانب ذلك يتفقد معظمهم المشروعات المتنوعة التي ‏أقامتها إيبارشية سمالوط على يد الحبر الجليل المطران الدكتور الأنبا بفنوتيوس، ‏وأبرزها مستشفى الراعي الصالح ومدارس العهد الجديد والمشروعات ‏الاستثمارية الأخرى، كل ذلك يقوم بخدمة سكان مدينة سمالوط ومحافظة المنيا.‏

ولأهمية تلك البقعة الهامة داخل مسار طريق العائلة المقدسة والذي سيتوافد ‏عليه الملايين من خارج مصر عند اكتمال استراتيجية العمل به، يلزم أن تتوافر ‏بنية تحتية أولية تقوم بخدمة ذلك المشروع الوطني الكبير، وهنا سأطرح على ‏السادة المسئولين الآمنين والتنفيذيين طلبا بسيطا يجب توافره، حيث تقدمت به ‏مطرانية سمالوط للجهات والمسئولين المعنيين، وهو تفريعة «طريق» من محور ‏سمالوط الذي يربط الدائري الغربي بالشرقي والذي يمر بجانب كنيسة شهداء ‏العور بعشرات الأمتار، تلك التفريعة "طريق" من المحور إلى مدخل الكنيسة ‏طوله تقريبًا ‏‎300‎‏ متر، حيث تكمن أهميته  في التالي، أن معظم الوافدين على ‏الأماكن الأثرية في المنطقة، سواء أجانب أو مصريين، يأتون من الوجه البحري ‏القادم من القاهرة إلي المنطقة، من الدائري الغربي عبر محور سمالوط فتكون أول ‏وجهة للزيارة هى كنيسة  شهداء الوطن والأيمان بالعور، فتلك التفريعة تسمح لهم ‏بالدخول مباشرة إلي الكنيسة، وهو ما يجنب هؤلاء الوافدين عبر وسائل ‏مواصلاتهم المختلفة الذهاب إلى سمالوط أولًا ومن ثم الرجوع إلى كنيسة شهداء ‏الوطن والأيمان بالعور مرة أخرى عبر طريق ضيق بطول حوالي‎10 ‎‏ كيلو مترات ‏وعرض لا يتعدى ‏‎6‎‏ أمتار ومدخل ضيق وحيد يؤدي إلى الكنيسة عبر قرية اسمها ‏‏«السوبي» والتي لا تتحمل ضغط وأعداد الوافدين، مما تسبب سابقًا في الكثير من ‏الأحداث والمناوشات ضد الوافدين الزوار وهذا ما يعرض حياتهم للخطر وليس هذا ‏فقط، بل استقرار وأمن تلك المنطقة الجغرافية التي تشمل الكثير من القري ‏والنجوع.‏

وأخيرًا أتمنى من السادة المسئولين الموافقة علي طلب مطرانية سمالوط «التي ‏ستتحمل التكلفة» لخدمة أمن الوطن ومشروع مسار العائلة المقدسة.‏