رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتدى الشباب.. العمل لمواجهة الأزمة

القرارات التى أعلنتها إدارة منتدى الشباب يوم السبت الماضى اتسمت بالواقعية والإحساس بالشارع، والأهم أنها طرحت فكرة العمل لمواجهة الأزمة.. المنتدى كان بين اختيارين.. أن يواصل الانعقاد حتى يحافظ على كيانه والخبرات المتراكمة لشبابه.. أو أن يقرر عدم الانعقاد أو الانعقاد بطريقة أخرى.. انحاز المنتدى للاختيار الثانى، وهو أن يوجه عوائد الرعاية الخاصة به لبرامج تنموية على الأرض.. هذه البرامج تتلخص فى تشجيع الشركات الصغيرة ودعمها وتشجيع الصناعات وتشجيع الزراعة بالتعاون مع المنظمات الدولية من جهة والمبادرات التى راكمت خبرات نوعية من جهة أخرى، مثل مبادرة «ابدأ» لدعم الصناعة وشركة «انطلق» وغيرها من المبادرات النوعية التى راكمت خبراتها فى مجالات مختلفة.. وعلى مستوى المهارات الفردية فقد أطلقت إدارة المنتدى مبادرة «التعلم للكسب» التى تهدف لتنمية المهارات الفردية للشباب، مثل العمل عبر الإنترنت مثلًا أو غيرها من عشرات المهارات الحديثة.. من اللافت للنظر أيضًا إقدام إدارة المنتدى على إطلاق برنامج لدعم الصحة النفسية الذى يستهدف تقديم الدعم النفسى، خاصة للاجئين والمهاجرين والوافدين من مناطق الصراعات والحروب.. ومن وجهة نظرى الخاصة فإن هذه الخدمة يجب أن تتسع لتشمل المصريين ممن أصابهم الضيق من كروب الحياة المختلفة أو تعرضوا لضغط زائد.. سواء كان هذا الضغط حقيقيًا بفعل ارتفاع الأسعار فى مصر والعالم أو بسبب الدعايات السوداء والمصنوعة، التى تحاول صبغ حياة المصريين باللون الأسود.. وبالإضافة للدعم النفسى للمهاجرين واللاجئين، قرر شباب المنتدى إطلاق مبادرة لدعم اللاجئين والمهاجرين ودمجهم فى الأنظمة التعليمية والصحية وبرامج الحماية الاجتماعية بالتعاون مع الأمم المتحدة.. والحقيقة أن مصر تستوعب ملايين اللاجئين العرب كشقيقة كبرى لكل عربى ألم به خطب.. وما زلت أذكر تأثر صديق يمنى سألته عن أحواله فى مصر فقال لى.. مصر أم الدنيا يا أستاذ وائل أنا أعالج بخمسة جنيهات فقط.. وهناك آلاف القصص عن رجولة المصريين مع ضيوف مصر من اللاجئين السوريين والسودانيين واليمنيين والأفارقة.. والحقيقة أن الموقف من ضيوف مصر من المواقف التى يتطابق فيها موقف الدولة مع موقف الشعب ويتناغمان، بحيث تشعر أن الجميع يتسابقون فى الترحيب بشعوب هذه الدول التى راحت ضحية لمؤامرات السياسة والتخفيف عنهم.. ورغم أهمية البنود الخمسة التى أعلن منتدى الشباب عن توجيه جهوده وحقوق الرعاية الخاصة به إليها.. إلا أن البند السادس هو أهم هذه البنود، وهو ينص على تأسيس منصة للشباب المتطوع أو توسيع قاعدة التطوع فى هذه المبادرات، بحيث تتسع لجهود الآلاف من الشباب المصرى ولا تقتصر على الشباب المرتبطين بفعاليات المنتدى فقط.. وفى ظنى فإن هذه أهم النقاط فى إعلان منتدى شباب العالم هذا العام.. حيث آن الأوان أن يذهب المنتدى للشباب فى كل أنحاء مصر.. بعد أن كانوا هم من يذهبون لحضور فعالياته فى مدينة شرم الشيخ.. إن توسيع قاعدة الشباب وتوظيف طاقاته لمواجهة الأزمة هو حل سحرى لكل من يريد المتاجرة بمشاكل الشباب المصرى أو بمشاكل المصريين عمومًا.. وهو إعلان عن أن العمل والمشاركة هما جواز المرور من الأزمة والعبور للتنمية.. وهما اللبنة الأولى فى «صناعة الأمل»، وهى صناعة لا بد من التوسع فيها فى الأيام المقبلة.. حيث أظن أن على منتدى الشباب أن يطلق نشرة يومية يطلع فيها الشباب المصرى على الخطوات التى يخطوها يوميًا فى اتجاه تنفيذ أهداف المنتدى هذا العام مع تصوير الجهود التدريبية المختلفة فى كل مجال من المجالات.. ولا أعرف هل كان من المناسب توجيه جزء من الجهود لدعم صناعة السياحة.. أو تعديل سلوك الشارع المصرى تجاه السائحين؟ أو جهود التغيير الثقافى فى اتجاه تطوير نظرة المصريين للآخر المختلف الذى هو السائح فى كثير من الحالات؟.. إن الصناعة والسياحة هما سفينة نوح التى ستخرجنا من هذه الأزمة بأقصى سرعة.. والمؤشرات تقول إن كلا المجالين حقق تقدمًا كبيرًا خلال العام الماضى.. ولكننا بالتأكيد نريد المزيد والمزيد والمزيد.. ولا مانع من أن يحس الشباب المصرى أنه جزء من هذا التقدم وأنه مشارك فى صناعته.. حيث إن هذا إن لم يكن مفيدًا فهو بكل تأكيد ليس مضرًا.. فالمشاركة الشبابية والشعبية فى جهود مواجهة الأزمة هى أكبر رد على تجار الأزمات ومثيرى الفتن ومروجى الشائعات.. ذلك أن العمل والعمل وحده هو الرد المناسب على هؤلاء.