رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفها نتنياهو بـ"اللحظة التاريخية".. كيف ستسفيد إسرائيل من افتتاح سفارة التشاد؟

نتنياهو وديبي
نتنياهو وديبي

قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس دولة تشاد محمد إدريس ديبي بافتتاح سفارة تشاد الخميس الماضي في إسرائيل. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان نتنياهو والرئيس التشادي في يناير 2019 استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما.

واستقبل نتنياهو الرئيس التشادي نهاية الأسبوع الماضي، ورحّب به قائلاً: "إسرائيل وتشاد أقامتا علاقات بينهما منذ أيام والدك المرحوم. نحن نعتبر تلك العلاقات مع أكبر دولة في وسط إفريقيا مهمة جدًا، ونريد تطويرها ورفعها إلى درجات جديدة أعلى، وزيارتك اليوم إلى إسرائيل هي تعبير عن ذلك".

وقال "ديبي"، في شريط فيديو لحفل التنصيب: "هذا يوم عظيم، يوم تاريخي لتشاد وإسرائيل أيضا، من خلال الافتتاح الرسمي لسفارتنا هنا، العلاقات بين بلدينا ستعطي قيمة لكلا الشعبين  شعبكم وشعبنا". وقال نتنياهو، وهو يقف إلى جانب الرئيس التشادي: "إننا نعزز صداقتنا، ومصلحتنا المشتركة في السعي لتحقيق السلام والأمن والازدهار، ووصفها باللحظة التاريخية.

كانت التشاد قد قطعت علاقتها بإسرائيل عام 1973 بسبب الصراع العربي- الإسرائيلي، واستأنفتها عام 2019 خلال الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى تشاد، وكان يومها رئيس تشاد الحالي هو رئيس الوزراء، وفي مايو من العام الماضي، قدم سفير إسرائيل غير المقيم لدى العديد من الدول الإفريقية، بن بورغيل، أوراق اعتماده إلى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي 

فيما ذكر موقع "N12" أن الموساد لعب دوراً مهماً في عملية استئناف العلاقات مع تشاد. فيما تضمنت زيارة "ديبي" زيارة نادرة في مقر الموساد الإسرائيلي- في إشارة إلى أن العلاقات الثنائية التي أعيد تأسيسها قبل خمس سنوات لها أهمية أمنية وطنية.

الأهداف

تريد إسرائيل تحقيق ثلاثة أهداف من استئناف علاقتها بتشاد يمكن رصدها على النحو التالي:

الهدف الأول: هو هدف دبلوماسي، وهو اتساع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والإفريقية، فمن شأن هذه الخطوة أن تشجع دول إفريقية أُخرى كي تحذو حذوها. بالإضافة إلى ذلك، هناك هدف آخر وهو إحراز تقدُّم في التقرب من السعودية، انطلاقاً من الإدراك أن دولاً إسلامية كبيرة، مثل إندونيسيا وماليزيا، حيث تنتظران إشارة من السعودية لإقامة علاقات مع إسرائيل.

والحقيقة أن نتنياهو علاقته مع تشاد كمحفز لقيادة العديد من العلاقات التي تم تشكيلها منذ ذلك الحين مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، وهو يريد أن يستخدمها مرة أخرى لتشديع دولاً أخرى على التطبيع.

الهدف الثاني: هو هدف اقتصادي، إذ إن عودة العلاقات بين إسرائيل والتشاد سيسمح للشركات التكنولوجية الأمنية الإسرائيلية بتصدير منتجاتها الأمنية إلى تشاد، في الوقت الذي تريد إسرائيل تنمية نشاطها الاقتصادي.

الهدف الثالث: هو هدف استراتيجي، إذ عودة العلاقات الإسرئيلية والتشادية، ستسمح بالمزيد من الخطوات والتعاون في سياق محاولة إسرائيل تطويق نشاط إيران حزب الله في منطقة الساحل بإفريقيا، وهي سياسة تحالف المحيط التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن جوريون، والتي تهدف إلى تطويق الأعداء بعلاقات مع الأصدقاء.

 ولم يصدر تعليق فوري من طهران حول عودة العلاقات، وفي بيروت، رفض المكتب الإعلامي لحزب الله التعليق على الخبر فقاً لـ"رويترز".