رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسسها 15 طالب من أزهريا

«طريقك أخضر».. مبادرة بيئية تستهدف زراعة 10 آلاف نبتة فى «البلكونات»

مبادرة طريقك أخضر
مبادرة طريقك أخضر مع الدستور

دشن مجموعة من طلاب كلية الإعلام جامعة الأزهر، مبادرة في مجال النشاط البيئي تحت عنوان "طريقك أخضر"، واجتمع 15 طالبًا على هدف رفع الوعي لدى طلاب الجامعة بالثقافة البيئية، ولكن فاقت توقعاتهم كل الخطط، ولاقت المبادرة استحسانًا لدى فئات عمرية عدة عقب الإعلان عن المبادرة في محتوى توعوي عبر صفحتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

الدستور تحاور مؤسسي مبادرة طريقك أخضر

أحمد الششتاوي، مؤسس المبادرة، طالب في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام في جامعة الأزهر، كان يحلم أن يكون له دور في خلق بيئة نظيفة في محيط سكنه ودراسته وفي كل مكان تدوسه قدماه ويقع عليه نظره، ومن أجل هذا الحلم فكر في تأسيس هذه المبادرة ومن وحي الفكرة خرج عنوان المبادرة "طريقك أخضر".

يقول الششتاوي في لقائه مع "الدستور"، إن المبادرة انطلقت في منتصف ديسمبر 2022، عقب انتهاء استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27، عندما لاحظ عدم اهتمام لدي الكثير من الطلاب بأهمية المؤتمر والهدف منه، فقرر أن يعمل على شيء يلفت انتباههم به وفي الوقت نفسه يرفع لديهم الوعي بأهمية البيئة وكيف يتم الحفاظ عليها بممارسات يومية بسيطة وغير مكلفة ولكن نفعها كبير والعائد منها أكبر.

أحمد الششتاوي

الششتاوي واجه صعوبة في التعامل مع طلاب الجامعة خاصة وأن هذه الفئة العمرية تحديدًا لديها من الآمال والطموحات ما يجعلها لا تهتم بشيء آخر سوى مستقبلهم الوظيفي والاجتماعي، يقول: "نحن بدأنا من الفئة العمرية الأقل من طلاب الجامعات بكثير، بدأنا بأطفال الروضة، ذهبنا إلي إحدي الحضانات، وتواصلنا مع الأخصائية الاجتماعية بها، وشرح لها فكرتنا والهدف منها هو تعليم الطفل كيف يزرع".

ويضيف: "وكان من الطبيعي أن نبدأ بالأطفال، ولما قابلنا الأخصائية الاجتماعية في روضة الأطفال، تحدثت معنا عن سيكولوجية الطفل، وكيف يمكن أن نؤثر على وعيه وفهمه وإدراكه بالبيئة المحيطة به، والاهتمام بالمساحات الخضراء".

أحمد الششتاوي

 وأضاف: "في البداية كانت الأخصائية الاجتماعية منزعجة بعض الشيء، ولكنها فكرت في أن الكلام عن البيئة وأهداف المبادرة سوف يكون أكبر من وعي الأطفال، ولكن يمكن أن نختصر هذا كله في فكرة تعلم الزراعة وأهميتها في الحفاظ على البيئة، وهكذا سارت الأمور في إطلاق المبادرة مع الأطفال".

تدريجيًا، انطلق مؤسسو مبادرة "طريقك أخضر" نحو تحقيق الهدف البيئي من هذا العمل، واستهدفوا فئة عمرية جديدة تعرف بمصطلح "سن المراهقة" وهم طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، فيقول "الششتاوي": "لقد أصبحت لدينا خبرة بسيطة في آلية التعامل مع الفئات العمرية، وسيكولوجية سن الشباب، وقررنا أن تكون لدينا خطة لكل فئة عمرية، وفكرنا في تغيير طريقة عرض المبادرة على طلاب المدارس، وبدأنا الحديث معهم بسؤال: هل زرعت يومًا شجرة؟".

مبادرة "طريقك أخضر"، الهدف منها هو وضع زرعة واحدة في 10 آلاف بلكونة، ولكي يتحقق هذا الهدف استعان أعضاء المبادرة بمهندس زراعي ليعاونهم في تقديم النصائح العلمية بآليات زراعة النباتات في المساحات الفضاء في المنازل وكيفية العناية بالنباتات خاصة التي تزرع داخل المنازل.

في خلفية هذا العمل، كان هناك شخص آخر يعمل على توثيق كل الجهود التي يقوم بها أفراد فريق العمل، يدعى إبراهيم عبدالمنعم في الفرقة الرابعة كلية إعلام جامعة الأزهر، ومسئول التواصل الاجتماعي، يقوم إبراهيم بنشر المحتوى التوعوي الخاص بالمبادرة عبر صفحة المبادرة على "فيسبوك".

إبراهيم عبدالمنعم 

يقول "إبراهيم" لـ"الدستور": "لما فكرت في إدارة التواصل الاجتماعي للمبادرة، قررت استخدام منهج علمي في تسويق أفكاري، وهذا بناءً على دراستي في كلية الإعلام، وقررت أن المحتوى المقدم عبر صفحتنا هيكون تدريجي من حيث بساطة تطبيقه، وبدأت فعليًا في تقديم محتوى مقروء عن زراعة بعض النباتات المحببة لدى الأسرة المصرية في المنازل".

يقدم إبراهيم أفكاره في محتوى بسيط عن زراعة نبات الريحان كمثال، فيحدث متابعيه عن أنه أحد النباتات العطرية التي تدخل في الطعام والتوابل والعطور، وأجمل نباتات الزينة الفواحة، وبذوره متوفرة لدى العطارين وبائعي مستلزمات الزراعة.

إبراهيم عبدالمنعم 

هكذا يدير "إبراهيم" عمله عبر صفحة مبادرة "طريقك أخضر"، فهو لا يتوقف عند هذا الحد من المعلومات، ولكن يستطرد إلى أنواع هذا النوع من النبات وطريقة زراعته وأنواع السماد الجيدة التي يجب استخدامها لإنتاج أفضل من النبات المراد زراعته.

يأمل فريق مبادرة "طريقك أخضر" أن يحقق هدفهم الأول بأن يكون هناك 10 آلاف زرعة في البلكونات، لينتقلوا إلى المرحلة الثانية والتي يستهدفون بها زراعة 100 ألف زرعة في المنازل المصرية.