رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بكرة لينا.. منتدى شباب العالم.. منصة عالمية لتحقيق السلام وحل الأزمات من «أرض الفراعنة»

بكرة لينا
بكرة لينا

جمع منتدى شباب العالم شبابًا واعدًا يطمح فى بناء مستقبل أفضل لوطنه، لإرسال رسالة سلام وازدهار من أرض مصر، منذ عقده أول مرة عام ٢٠١٧، فى مدينة شرم الشيخ، «عاصمة شباب العالم»، و«مدينة السلام»، وهما الوصفان المناسبان للمدينة التى احتضنت العديد من مؤتمرات السلام الدولية.

بدأ كل شىء فى النسخة الرابعة من المؤتمر الوطنى للشباب عام ٢٠١٧، حين دعت اللجنة المنظمة للمؤتمرات الوطنية للشباب، المنبثقة من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، عقولًا لامعة من أصحاب الرؤى من جميع أنحاء العالم لحضور منتدى شباب العالم فى نسخته الأولى، الذى عقد فى وقت لاحق من العام نفسه فى شرم الشيخ، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتتوالى منذ ذلك التاريخ نسخ الحدث العالمى بشكل سنوى وسط حضور شبابى عالمى غير مسبوق.

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» أهم محطات منتدى شباب العالم فى نسخه الأربع السابقة.

منصات لريادة الأعمال والقصص الملهمة.. ونماذج محاكاة لأهم المنظمات الدولية

من التنظيم المتميز إلى معدل المشاركة الهائل، نجح منتدى شباب العالم فى خلق تجربة ثرية لا تُنسى للشباب من جميع أنحاء العالم، ومهد الطريق للمنتديات اللاحقة، للحصول على الدعم المستمر من الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدار ٤ نسخ من المنتدى منذ ٢٠١٧ حتى ٢٠٢٢.

وعلى الرغم من تطور المنتدى كل عام، من حيث المحتوى والتكنولوجيا المستخدمة، والزيادة الملحوظة فى معدل المشاركة، ما زال وفيًا لأهدافه التأسيسية والركائز التى بُنى عليها، وهى السلام والإبداع والتنمية.

منح المنتدى على مر الأعوام فرصة للشباب للتواصل مع صانعى القرارات والسياسات، وحضور حلقات النقاش وورش العمل، وذلك بحضور الخبراء والقادة، مع السماح لهم بتبادل الآراء وتقديم المقترحات مع هؤلاء الخبراء وصناع القرارات.

ومنح المنتدى فرصة للشباب للتعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة من خلال مبادرات عدة، على رأسها «مسرح الشباب العالمى»، الذى يهدف لإتاحة الفرصة للشباب الموهوبين لعرض مواهبهم والتواصل مع العالم من خلال الفن، وحظى بمشاركة ٤٠٠ شاب من ٣٢ دولة.

كما خصص المنتدى ‏منصة لريادة الأعمال، تضم ٩٥ شركة ناشئة مصرية ودولية، و٥ حاضنات أعمال، و٦ شركات أجنبية كبرى، وتهدف إلى إتاحة الفرصة للشركات الناشئة ورواد الأعمال الناجحين للتحدث عن تجاربهم لتشجيع الآخرين.

وناقش المنتدى، من خلال المنصة، الحلول المبتكرة لبعض التحديات التى تواجهها الشركات الناشئة والمؤسسون الشباب، وأخذ على عاتقه دعم الأفكار ذات الإمكانات الواعدة، وتبنى الشركات الناشئة المشاركة، لتسريع وتيرة نموها وصقل مهارات مؤسسيها.

وأتاح المنتدى تجربة نماذج المحاكاة لتوفير فرصة قيمة وتفاعلية وتعليمية للمشاركين، للحصول على فهم أعمق للنقاشات الدولية.

وأقام المنتدى، فى هذا السياق، نموذج محاكاة الأمم المتحدة، ونموذج محاكاة القمة العربية والإفريقية، ونموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط، ونموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وخصص المنتدى منصة «INSPIRE.D»، التى تتيح للشباب فرصة المشاركة والاستماع إلى القصص الملهمة من كل العالم، لإلهام الآخرين وتشجيعهم، فى إطار سعى القائمين على المنتدى لتكون المنصة سببًا فى استلهام الأفكار وحدوث تغيير فى العالم.

ومن خلال هذه المنصة، تمكن الشباب المُلهم من أن يحكى عن تجاربه الشخصية، لمساعدة الآخرين، وتأكيد أن كلًا منا لديه تجربة بالإمكان مشاركتها مع الآخرين.

وتشدد هذه المنصة على أن كل شخص لديه قصص إنجاز وأمل وأحلام وحتى فشل تستحق أن تُروى، وبدأت أعمالها لأول مرة فى منتدى شباب العالم عام ٢٠١٩، حين استقبلت رواة القصص البارزين على خشبة المسرح لفتح عقولهم واستيعاب قصصهم وإلهام الحضور.

هناك، أيضًا، منصة «Freedom»، وهى المساحة التعبيرية والترفيهية والابتكار عن طريق التكنولوجيا، ويقيمها المنتدى للمشاركين لاكتشاف واختبار العديد من الأنشطة فى مكان واحد.

وتفتح ساحة الابتكار والإبداع «Freedom» أبوابها أمام المشاركين من الشباب، وتجمع كل المهتمين بالتكنولوجيا، وتقدم عددًا من التطبيقات والحلول للموضوعات التى يجرى مناقشتها خلال المنتدى، مع إقامة الأنشطة والفعاليات بشكل افتراضى رقمى.

وتضمنت الساحة المخصصة للإبداع والابتكار عددًا من الأنشطة والألعاب والعروض المبتكرة، تطبيقًا لكل الموضوعات التى تجرى مناقشتها فى جلسات المنتدى طوال أيام الانعقاد، وكما وصفها المنتدى، تعد بمثابة الفضاء الترفيهى الذى سمح لكل هذا أن يتم تحت مظلة واحدة.

احتفاء بـ«الهوية المصرية».. ونقطة انطلاق لـ«ابدأ» و«تحالف العمل الأهلى»

فى عام ٢٠١٨، احتفلت النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بالركائز السبع للهوية المصرية، والتاريخ الثرى وراء ثقافتنا الفريدة.

وفى «النصب التذكارى لإحياء الإنسانية»، نحت ١٢٠ فنانًا من مختلف أنحاء العالم تفسيرهم لقلب الإنسان، فى منحوتات صغيرة تقف اليوم كرمز للحب واللطف والوحدة، وكتذكير بأنه مع تغير العالم ستبقى بعض الأشياء كما هى إلى الأبد، مثل قيمنا ورؤيتنا لعالم أفضل.

وفى ٢٠١٩، شدد المنتدى على أنه رغم اختلافنا وتبايننا فإننا نشترك جميعًا فى إنسانيتنا، حيث تلتقى الحضارات، وحتى فى أحلك الأوقات، أثبت شباب العالم أنه لا يزال بإمكانهم الاتحاد والعمل معًا للتغلب على أى تحديات، وهذا هو جوهر النسخة الأخيرة من منتدى شباب العالم بالتزامن مع جائحة فيروس «كورونا».

ونجح منتدى شباب العالم فى تمكين الشباب المصرى، وإحداث تأثير محلى وإقليمى وعالمى، وخرج بعدد كبير من التوصيات بلغ ٦٣ توصية، إلى جانب قرارات تحولت إلى مبادرات ومشروعات، مثل مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعة المصرية للاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

ولا يُنسى لمنتدى شباب العالم، أيضًا، أنه كان نقطة انطلاق لإعلان ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدنى، ما مهد لانطلاق «التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى»، وهو أكبر تحالف للمجتمع المدنى فى مصر، ويهدف لتوفير الرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا.

32 ألف مستفيد عربى وإفريقى من «الأكاديمية الوطنية للتدريب» 

تعد الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب أحد أهم مكتسبات منتدى شباب العالم، بعد أن تحولت فى غضون بضعة أعوام إلى ركيزة أساسية لتدريب كوادر مؤسسات الدولة، إضافة إلى تدريب كوادر من الدول العربية والإفريقية، بإجمالى ٣٢ ألف متدرب، من خلال أكثر من ١٨٥ برنامجًا تدريبيًا لأكثر من ٦٠ جنسية عربية وإفريقية.

كما لعب المنتدى دورًا إقليميًا فى تمكين الشباب العربى والإفريقى، وذلك من خلال «ملتقى الشباب العربى والإفريقى»، الذى عقد فى أسوان، بالإضافة إلى «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى» للقيادة، المقدم من الأكاديمية الوطنية للتدريب.

أما عالميًا، فقد تواصل منتدى شباب العالم مع الشباب على مستوى العالم، من خلال جولاته الدولية فى مختلف القارات. كما نجح فى الحصول على اعتراف دولى من عدة منظمات دولية، مثل مجلس حقوق الإنسان الدولى فى نسخته الحادية والأربعين، باعتباره منتدى دوليًا يناقش القضايا العالمية من منظور الشباب. كذلك شهد كل من المجلس الاقتصادى والاجتماعى فى الأمم المتحدة خلال نسخته الـ٥٩، ومنظمة الاتحاد من أجل المتوسط، بالمساهمات القيّمة التى قدمها منتدى شباب العالم.

ومنذ بداية المنتدى فى شرم الشيخ، استمر فريق منتدى شباب العالم بكوادره الشابة فى تنمية خبراته واكتساب المعرفة اللازمة لتنظيم الأحداث الضخمة، حتى عاد مجددًا إلى المدينة نفسها عام ٢٠٢٢، لكن فى حدث هو الأضخم عالميًا، ضم أكثر من ١٩٠ دولة والمئات من المنظمات الدولية.

عاد فريق منتدى شباب العالم إلى شرم الشيخ، ليأخذ دورًا محوريًا فى إدارة وتنظيم الدورة الـ٢٧ من أعمال قمة المناخ، التى حظيت بإشادة الوفود المشاركة، لما لمسوه من احترافية على مستوى التنظيم والاهتمام الملحوظ بالجوهر والمظهر فى كل تفاصيل المؤتمر.

ومع التغيرات العالمية وتزايد ضبابية المشهد، سيظل منتدى شباب العالم هو الوجهة الآمنة التى تستضيف شباب العالم وتجمعهم لمواجهة التحديات، واستعادة شغفهم بالتعلم، سعيًا لتحقيق أحلامهم بنظام عالمى يتجاوز الصراعات، ويحقق الخير والأمل للإنسانية.