رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفة نجاح.. أماني يوسف حولت 10 جنيهات لـ مليون (فيديو)

أماني يوسف
أماني يوسف

قابلتها في مدخل عمارة قديمة في أحد أحياء القاهرة الأعرق "شبرا" صعدت سلم بعضه متكسر وعلى جانبيه زجاجات بلاستيكية بها ماء أدركت أنه لإبعاد قطط الشوارع، مثلما تفعل الجدات، أصرت أماني أن تقابل "الدستور" في أول مكتب لها وهو نفس المكان الذي بدأت فيه منذ ما يقرب من العقد، والذي أصبح اليوم مخزنا تصطف فيه المنتجات بعيدا عن الشمس والأتربة، والذي لا تريد التنازل عنه حتى بعد أن صار لديها مصنعا ومعملا ومخزن ثلاجات، ويبدو أن البدايات علقت في ذاكرتها وأثرت عليها حتى يومنا هذا.

 أماني يوسف زوجة وأم لثلاثة أطفال وصاحبة شركة يظهر اسم الشركة في بطاقتها الشخصية وهو أمر فخرت به لدرجة أنها يوم استلام تلك البطاقة بعد تعديل الوظيفة من ربة منزل إلى صاحبة شركة شاركت الصورة بعد إخفاء بياناتها الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي، وكأنه انتصار، حتى أن بعض أصدقائها الذين كانوا يتنمرون على مكان مكتبها في بدايتها، صفقوا وهللوا.

عرفتها أثناء بحثي عن نماذج متحققة، تكتب وتعبر عن نفسها بقوة اللفظ والمعنى، وتحكي عن يومياتها في العمل والعناية الشخصية، ولكني لم أكن اتخيل أن هذه المنشورات تعود لسيدة رقيقة النبرة وخفيضة الصوت وترتدي فستانا، تخيلتها خشنة، ولكنها أثبتت أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعكس كل الحقيقة، أماني اليوم لا تخاف من العراقيل.

وقالت: "اليوم لم أعد أخاف لأني تعلمت أن كل شيء في الدنيا له حل، كل ما علينا هو أن نبحث عنه، بل المشكلات هي هبة من الرحمن، لأنك فور أن تنتهي منها تكسب الخبرة، وصار عندي يقين أن كل المشاكل ستنتهي سواء طال أو قصر الزمن، هذا رأيها الآن ولكنه لم يكن هذا هو رأيها منذ عشر سنوات في بدايتها، بل كانت تخاف من أن تكتب عنها أي عميلة "ريفيو" سيء عن منتجاتها ويتسبب هذا في تدمير سمعتها، بالرغم من أن منتجاتها حاصلة على شهادات جودة، ولكنها قررت أن التجربة خير دليل، وليس عليها سوى العمل وابتكار منتجات جديدة، وأن التحديات كما قال فؤاد حداد تجعل "إيدك أخشن وقلبك أرق".
 


بدأت أماني مشروعها بعشر جنيهات كرأس مال وهذا تحول خلال ١٠ سنوات لرأس مال يزيد عن مليون جنيه، وينقسم رأس المال إلي الأصول وتكلفة المنتجات المتوفرة في الشركة وتكلفة الأجهزة في المعمل وتكلفة ثلاجات حفظ المنتجات، بالإضافة إلى عدد الموظفين ومرتباتهم.

تقول أماني إنها لم تمسس رأس المال، بل جعلت لها مرتب شهري نظير عملها في المشروع ويزيد كأي موظف في الشركة سنويا، وحذرت من الخطأ الشائع في بداية المشاريع وهو الفرح بالمكسب "وبعزقته" على حد قولها بدلا من الاستثمار، وأكدت أن تجديد وتطوير المعدات لا يقل أهمية عن التسويق خاصة "الأونلاين".

وأكدت أن البيع أونلاين سواء عبر موقعها أو المواقع التسويقية الشهيرة جعل من الممكن لأي سيدة وأم أن تمتلك مشروعها الخاص من المنزل عبر تخصيص مساحة حتى لو غرفة صغيرة في البداية ثم تطويره بخطوات صغيرة كحبو الأطفال، لا يهم كم من الوقت مر، كل ما يهم هو أن كل يوم هناك تطوير ولو طفيف فأي نسبة في المائة هي قطعا أفضل من صفر ٪.

وهذا المشروع لم يكن سهل مطلقا، خاصة لأماني الشابة التي جاءت من مسقط رأسها السعودي عائدة إلى وطنها مصر، كونها كحال أبناء الثمانينات الذين ولدوا أثناء اغتراب أهلهم في الخليج، كانت في البداية بلا أصدقاء ولم تكن أحلامها أن تصبح مالكة لشركة مستحضرات تجميل، بل كانت تتمنى أن تصبح فنانة تشكيلية أو مهندسة معمارية حسبما ذكرت، ولكن كان مكتب التنسيق ومجموعها في الثانوية العامة صخرة تحطمت عليها أحلامها، أو لنقل أحلامها الأولى.

ولأنها ترى أن النجاح لا يرتبط بسن قررت أن تبدأ في مجال التجميل في بدايات الثلاثين من عمرها بـ "علبتين" كما قالت مجرد عبوتين من أحد منتجاتها "بعد بيع المنتجين بربح، صنعت اربعة والاربعة صاروا ثمانية وهكذا على مدار السنوات حتى وصلت للوضع الحالي".

لم يكن لأماني أن تنجح دون زوجها، كون "محمود" خطيبها قبل أن يصبح زوجها دعمها في تصميم العبوات ومنحها الكثير من خبرته حيث يكبرها بعدد من السنوات، أما أفضل خصاله في رأيها أنه "استحمل تقصيري" فبطبيعة الحال يصعب الموازنة بين العمل والمنزل والأبناء دون مساعدة وفي بدايتها لم يكن هناك مساحة لتواجد خادمة أو حتى مربية للأطفال.

ورغم أن منتجات الشركة وصلت لكل محافظات مصر ودخلت بيوتا في قرى بعيدة لم تكن تعرفها أماني، وأدركت وجودها عندما تخبرها العميلة بمكان إستلام شحنتها من المنتجات، ولكنها ترى أن هذا لا يكفي بل تحلم بأن تكون لعلامتها التجارية المصرية مكانا في أرفف محلات التجميل في كل دول العالم.

أما وصفة أماني للنجاح مكوناتها الصبر والتعلم الدائم وتجديد المعلومات لتواكب التطور في مجالك و"رشة" أمل وإضافة علم التسويق والتوسع فيه لأن في عصرنا الحالي المنافسة شرسة فحتى إن كان منتجك ذو جودة عالية ونافع للعملاء لن ينال النجاح بلا خطط تسويقية تبى على الإبداع والأسس العلمية معا.