رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مترجمو لغة إشارة يتطوعون لمساعدة زوار معرض الكتاب 2023: غطينا 60% من الندوات

«اسمعوا معانا»
«اسمعوا معانا»

تتباهى مصر فى شهر يناير من كل عام بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يستضيف ناشرين وكتّابًا من كل دول العالم، فى أكبر حدث ثقافى فى منطقة الشرق الأوسط، لكن نجاح هذا الحدث الضخم ليس مرهونًا بجهود شخص واحد أو مجموعة أشخاص، لكنه مرهون بجهود عدة جماعات تبذل كل الجهود الممكنة فى سبيل تشريف اسم مصر، ومن بين هذه الجماعات يبرز اسم المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة من خلال خدمات الترجمة إلى لغة الإشارة، ليتسنى لضيوف المعرض من أصحاب الإعاقات السمعية أو الكلامية فهم ما يدور حولهم من نقاشات أو التعبير عما بداخلهم من أفكار.

يشارك المجلس بـ١٥ مترجمة ومترجمًا، ١٤ فتاة وشابًا، تطوعوا لتقديم خدمة الترجمة من وإلى لغة الإشارة، وتكبدوا عناء السفر من محافظات بعيدة لخدمة ضيوف مصر.

 

رشا أرنست: معظم المشاركين من خارج القاهرة ولا يتقاضون أجرًا 

قالت المديرة الثقافية بالمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، رشا أرنست، إنه يوجد أكثر من جناح للمركز فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، يضم منتجات صنعها أصحاب الإعاقات البصرية أو السمعية أو الحركية، وعددهم أكثر من ٢٥٠ عارضًا، يدعمهم المجلس من أجل تمكينهم اقتصاديًا ورفع وعيهم الثقافى من خلال المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب. وأضافت، لـ«الدستور»: «نظمنا العديد من الندوات فى معرض الكتاب واستضفنا الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق ذوى الإعاقة فى الأردن، باعتبار البلد ضيف شرف المعرض هذا العام، ومستمرون فى تنظيم الندوات التى تتحدث عن الأشخاص ذوى الإعاقة فى مصر، إضافة إلى المساهمة فى قاعة الطفل من خلال ورش لدمج الأطفال من أصحاب الهمم مع أقرانهم العاديين». وعن مترجمى لغة الإشارة المتطوعين، قالت «أرنست»: «هم موزعون فى قاعات معرض الكتاب لترجمة أكبر عدد من الندوات، وأعتقد أننا نجحنا فى تغطية ٦٠٪ من الندوات».

وأوضحت: «رغم أن معظمهم من خارج القاهرة ولا يتقاضون أجرًا مقابل خدماتهم فإنهم حريصون جدًا على الحضور والمشاركة فى معرض الكتاب»، مؤكدة أن وجودهم فى المعرض هذا العام أكسبهم العديد من المهارات الحياتية واللغوية.

ونوهت بإدارة مجموعة المتطوعين التى تتولاها خبيرة لغة الإشارة فى المجلس، فيروز الجوهرى، لأنها تحرص على إثراء حصيلتهم اللغوية بتعبيرات ومصطلحات جديدة من مختلف الثقافات، من خلال الاحتكاك المباشر مع زوار المعرض من مختلف الجنسيات.

وعن آلية اختيار المتطوعين، قالت «أرنست»: «سبق أن أعلنّا عن حاجتنا لمتطوعين من خلال الحسابات الرسمية للمجلس على منصات التواصل الاجتماعى، وعقب اختيار قائمة قصيرة ممن تنطبق عليهم الشروط أجرينا مقابلات شخصية لاختيار الأنسب عبر تطبيقات مكالمات الفيديو».

 

هاجر كمال: زملائى أضافوا لى مصطلحات جديدة

كشفت هاجر كمال، مترجمة لغة إشارة، من جامعة الزقازيق، من سكان مدينة الإسماعيلية، عن أنها تأتى إلى المعرض كل يوم وتعود فى نهاية اليوم للإسماعيلية مرة أخرى، بسبب حماسها وحرصها على المشاركة، مضيفة: «عناء السفر كل يوم يهون فى مقابل الخبرات التى أكتسبها من المشاركة فى هذا الحدث الاستثنائى».

وأضافت: «نحن بحاجة ماسة لزيادة الوعى المجتمعى بحقوق الصم والبكم، وأهمية توفير مترجمى إشارة متخصصين فى جميع الفعاليات الثقافية، وغيرها من الفعاليات، وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة لهم».

واختتمت: «تعلمت من المشاركة فى المعرض تحسين لغتى وإشاراتى، واكتسبت من زملائى إشارات جديدة لم أكن أعرفها من قبل».

 

علا سليمان: تعلمت إشارات بحرينية وأردنية مختلفة

قالت علا سليمان، مترجمة لغة إشارة، إحدى المتطوعات، حاصلة على درجة الماجستير فى الإعاقة السمعية من جامعة عين شمس، إنها المرة الأولى التى تشارك فيها كمترجمة متطوعة بمعرض الكتاب.

وأضافت: «اكتسبت العديد من الخبرات وأثريت حصيلتى بإشارات جديدة من ضيوف المعرض من الأردن والبحرين، لأن لديهم إشارات مختلفة للتعبير عن الأشياء وهذا أمر مهم جدًا لأى مترجم».

وتابعت: «يتوجب على مترجم لغة الإشارة أن يتحرى الدقة فى ترجمته وأن يكون صادقًا وأمينًا فيما يترجمه، لأن ما يفعله قد ينقذ حياة إنسان أو يتسبب فى إيذائه بشدة».

 

آية هشام: عرفت اللغة من أبى وأمى وأصقلتها بالدراسة

أشارت آية هشام، مترجمة متطوعة، من جامعة القاهرة، إلى أنها تعلمت لغة الإشارة من أبيها وأمها لأنهما من أصحاب الهمم، ثم قررت أن تصقل معرفتها بالدراسة المتخصصة، وأن تكون ترجمة لغة الإشارة مهنتها الأساسية. وأضافت: «ترجمت أكثر من ندوة فى معرض الكتاب واكتسبت العديد من المصطلحات الجديدة، فالممارسة تجعلنا نتعلم أكثر، والمعرض فرصة عظيمة للاحتكاك بعدة جنسيات». وتابعت: «عززت ثقتى فى نفسى وكسرت حاجز الخوف من مواجهة الجمهور أو التواصل الشخصى مع أشخاص من مختلف الفئات العمرية أو الثقافية».

 

مصطفى حسن: حصلت على خبرات عديدة

أكد مصطفى حسن، مترجم لغة إشارة، أنه يشارك فى المعرض للمرة الثانية على التوالى، كما سبقت له المشاركة فى معرض «ديارنا» من تنظيم وزارة التضامن الاجتماعى لعرض أعمال الأسر المنتجة.

وأضاف: «اكتسبت العديد من الخبرات مثل الثقة فى النفس والقدرة على التعبير بدقة عن المصطلحات، وفتحت مداركى على عالم آخر من الجنسيات والثقافات، وأصبحت خبيرًا فى مواجهة الجمهور دون خوف أو قلق».