رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لاتين مصر» يحتفلون بعيد تقدمة السيد المسيح إلى الهيكل

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية، مساء الخميس، بذكرى عيد تقدمة المسيح.

وقالت الكنيسة، في نشرتها التعريفية بالعيد إنه ينفرد الإنجيلي لوقا بذكر تقدمة يسوع إلى الهيكل وهو ما تسميه كنيستنا "دخول السيد إلى الهيكل".

يأتي هذا في سياق انفراد القديس لوقا بذكر أحداث عدة حصلت قبلاً يذكرها دون غيره من الإنجيليين، "ختانة الرب" عند تمام يومه الثامن في آية وحيدة، ويندرج الحدثان ضمن إطار تشديد لوقا على طاعة مريم ويوسف والطفل يسوع للشريعة.

بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ مدينة الناصرة هي المدرسة حيث نبدأ في فهم حياة الرّب يسوع، إنّها مدرسة الإنجيل. هنا نتعلّم أن ننظر إلى المعنى العميق والغامض لتجلّي ابن الله بهذه الصورة الشديدة البساطة، والشديدة التواضُع والجميلة جدًّا، كما نتعلّم أن نستمع إليه، وأن نتأمّل وأن نستوعبه. وربّما نتعلّم أيضًا عن غير وعي أن نقتدي به... كم نودّ أن نعودَ أطفالاً وأن نرجع إلى مدرسة الناصرة المتواضعة والسامية؛ كم نوُد، جنبًا إلى جنب مع مريم العذراء، أن نكتسب مجدّدًا علم الحياة الحقيقي والحكمة العلويّة عن الحقائق الإلهيّة!

لكن في البداية درسٌ في الصمت: ليَنبثق فينا مجدّدًا تقديرُ الصمت، هذه الحالة الذهنيّة الأساسية والمثيرة للإعجاب، فينا نحن الذين نرزح تحت وابلٍ من الصخب والضجيج والصراخ في حياتنا الحديثة والصاخبة. يا صمت الناصرة، علِّمنا الخشوع، والتأمّل الداخلي، والاستعداد للاستماع الى الإلهامات الجيّدة وإلى كلمات المعلّمين الحقيقيّين؛ علِّمنا حاجة وقيمة التحضيرات والدراسة والتأمّل والحياة الشخصيّة والداخليّة، والصلاة التي لا يراها سوى الله في الخفيّة.  

درسٌ في الحياة العائليّة: لتعلِّمنا الناصرة ما هي العائلة، وشراكتها في المحبّة، وجمالها الصارم والبسيط، وميزتها المقدّسة والمصونة؛ لنتعلّم من الناصرة كيف أن التنشئة التي نتلقّاها لطيفة وغير قابلة للاستبدال؛ لنتعلّم ما هو دورها الأساسي على المستوى الاجتماعي.

درس في العمل: الناصرة، وطن "ابن النجار": هذا هو المكان الذي فيه نريد فهم شريعة العمل البشري الصارمة والخلاصيّة، والاحتفال بها. هنا، نريد إعادة ضمير نبالة العمل؛ هنا، نريد التذكير بأنّ العمل لا غاية له بحدّ ذاته، إنّما حريّته ونبله يأتيانه من القيم التي تكمّله إضافة إلى قيمته الاقتصاديّة، كم نودّ هنا أن نحيّي عمّال العالم كلّهم، وأن نُظهر لهم مثالهم الأعلى، أخاهم الإلهي...المسيح ربّنا.