رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا تعرف عن مجالس الرعايا في كنيسة الروم الأرثوذكس؟

كنيسة الروم الأرثوذكس
كنيسة الروم الأرثوذكس

أطلق الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية لكنيسة الروم، تصريح صحفي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تحت شعار: مجالس الرعايا.

وقال الأنبا نيقولا متحدث الكنيسة ووكيلها للشؤون العربية: في مجالس الرعايا تتمثل العائلات، والأحزاب، والزعماء، ومن غيرهم بحسب هوى الجماعة. مع أن بعض الأشخاص لا يكونون من المؤمنين، بل من المنتمين بالهويّة الى المسيحيّة. ولهذا نسمع دائماً تذمّر في الرعيّة يا سيدنا، يا أبونا لماذا مجلس الرعيّة لا يتواجد في الكنيسة أو الصلوات. وهو سؤال محق. 

إن انتخاب مجلس الرعيّة يجب أن يكون بناءً على الديمقراطيّة المسيحيّة المعتمدة على المواهب والخدمة، والملاحظة، وليس على أساس الأكثريّة العدديّة أو القوة الماديّة.

هل يتشكّل مجلس نقابة الأطباء، أو المحامين، أو المعلمين، أو الصيادلة، أو الصناعيين ممن ليس لهم اختصاص في نوعية النقابة. أكيد لا يمكن ذلك بل يمكن الإستعانة في المجلس بأصحاب الاختصاص. إذاً بشكل طبيعي يجب أن يتشكّل مجلس الرعيّة من أناس مؤمنين غيورين يعيشون إيمانهم، وليس فقط من أناس لهم على هويتهم اسم مسيحي.

نرجو من كل أبنائنا أينما وجدوا أن يحترموا هذه الخدمة، وأن لا يتقدم إليها من لم يعشها في حياته العامّة والخاصّة. لأن انتقاء أعضاء مجالس الرعايا والأبرشيات يتم على أساس أننا نلاحظ الشخص بناءً على شهادة أبناء الرعيّة وملاحظتهم للشخص في تقواه وعيشه للإيمان، وسلوكه في الحياة الاجتماعيّة.

للأسف نجد أنفسنا في كثير من الأحيان مضطرين أن نقبل أشخاصاً ممن لا يعيشون الإيمان كما تُرتب عيشه الكنيسة بل على مزاجيتهم، وخبرتهم، ومفاهيمهم لأنهم على الأغلب يكونون على المستوى المدني مفيدين.

إن مجلس الرعيّة يختلف إختلافاً كبيراً، وليس كلياً عن وكلاء الوقف. وكيل الوقف يهتم بضبط أموال الكنيسة، ومراقبة الأوقاف إذا وجدت.

أما مجلس الرعيّة فله بنية داخليّة فيتألف من لجان وخدمات تعطَى لأشخاص ليقوموا بها، وهكذا يتعاونون على إتمام حاجات الرعيّة من كافة الجوانب. التعليميّة، الثقافيّة، الماديّة، الإجتماعيّة، أعمال الرحمة. ومجلس الرعيّة له الصلاحيّة أن يصرف ما يرد إلى الرعيّة من أموال على حاجات الرعيّة، وليس عمله أن يكون جامعاً للمال فقط للتباهي.

إضافة لجمع مال الرعيّة على مجلس الرعيّة أن يعمل على ابتكار طرق للحصول على المال لصرفه في مجالات الخدمة التي ذكرنا، ومنها أعمال الرحمة "لأن الديانة المرضيّة عند الله هي افتقاد الأرامل، والمرضَى، والمعوزين في ضيقاتهم". 

إن الانضواء لعضويّة مجلس الرعيّة تكليف وتشريف لأنه خدمة مجانيّة. من أحسن القيام بها وأعطاها حقها يذكره الناس بالمديح، ويقيم له الله المكافأة في هذه الحياة، فرحاً ورضَى، وفي الآتية يقيمه عن يمينه لأنه هو القائل: "حيث أكون أنا هناك يكون خادمي".