رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حقن «يوسف» بمضاد حيوي مغشوش.. احذر السرنجة فيها سم قاتل

أرشيفية
أرشيفية

زيارة إلى الصيدلية لتناول مضاد حيوي بهدف التغلب على آلام اللوزتين كانت السبب في أن يدفع الطفل «يوسف» حياته بعد أن تم حقنه بالصيدلية بحقنة مضاد حيوي مغشوشة تسببت في وفاته.

تلك الواقعة التي أبكت أهالي محافظة أسيوط على الطفل الذي يبلغ من العمر11 عامًا بعد أن دفع حياته ثمنًا لحقنة المضاد الحيوي، هي واحدة من الوقائع الكثيرة التي كانت فيها حقنة المضاد الحيوي العشوائية هي القاتل والجاني الذي لقى على يديه الكثير من الضحايا مصرعهم ومن بينهم أطفال أبرياء.

استشاري طب أطفال: أقل أضرارها أنها تقلل من كفاءة الجهاز المناعي

الدكتور كمال صبري استشاري طب الأطفال في حديثه مع لـ«الدستور» أكد خطورة المضادات الحيوية موضحًا أنه لا يصفها لمرضاه إلا في حالات الضرورة القصوى ولفترة محدودة للغاية.

وفسّر ذلك بأن تلك المضادات الحيوية في أقل خطورة لها هي تقلل من دور الجهاز المناعي لجسم الانسان في الدفاع عن الجسم بمواجهة الفيروسات والأمراض الخارجية، مشيرًا إلى أن الجسم يعتمد عليها لمكافحة الفيروس إلى أن يتكون لديه مناعة ضد الدواء «المضاد الحيوي» فلا يؤثر في علاجه، وفي الوقت ذاته يكون الجهاز المناعي قد قلت كفاءته مما يمكن المرض أكثر من المريض.

وتابع أن الكارثة الأكبر تتركز في تناول المضاد الحيوي بشكل عشوائي، وذلك بالذهاب إلى الصيدلية وطلب أي مضاد حيوي للعلاج، موضحًا أن ذلك يعني المغامرة بحياة المريض إذ أنه ليست جميع المضادات الحيوية تناسب جميع المرضى، فكل دواء يختلف حسب الحالة الصحية والعمرية للمريض وفي حال تم تناول أي دواء غير مناسب فإنه بالطبع يأتي بنتيجة عكسية قد تؤدي إلى الوفاة مثلما حدث مع طفل أسيوط.

وروى محمد حسن والد الطفل الضحية أن نجله كان يشعر بآلام شديدة بسبب التهاب اللوزتين، ما دفعه لاصطحاب شقيقه الأكبر والذهاب لصيدلية مجاورة، كما جرت العادة في المناطق الشعبية في مصر للحصول على حقنة مضادة للالتهاب.

وأضاف أن واحدًا من العاملين بالصيدلية حقن طفله بحقنة مضاد حيوي مخصصة للبرد، وبعد عودته لاحظ الوالد انتفاخ جسد ابنه، مشيرًا إلى أنه توجه بطفله الى المستشفى ليكتشف الأطباء الكارثة ويسارعوا بوضعه في غرفة العناية المركزة، وأكد والد الطفل أن الأطباء قد أخبروه أن طفله متوفى إكلينيكيا بسبب الحقنة التي قد تكون مغشوشة واستمر في العناية المركزة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي اعتراف له كشف عامل الصيدلية الذي حقن الطفل أنه فحص حالته ولاحظ ارتفاع درجة حرارته فوصف له 3 عقاقير طبية أحداهما مضاد حيوي وآخر مضاد للحساسية، وحقنه بهما ولكن ساءت حالته حتى علم بوفاته.

الطفلة بسنت كادت أن تفقد حياتها 

وبينما تسببت المضادات الحيوية في وفاة الطفل «يوسف» كادت أن تتسبب في ذات الأمر مع الطفلة «بسنت» التي لم تتجاوز عمر التسع سنوات.

روت والدة «بسنت» في حديثها مع «الدستور» أن ابنتها ذات مرة قد تعرضت إلى نزلة شعبية شديدة، مما دفعها إلى اصطحابها إلى إحدى الصيدليات المجاورة لوصف مضاد حيوي مناسب، وبالفعل وبعد تناول المضاد الحيوي، فوجئت بابنتها بعد ثوان وقد تحول لون وجهها إلى الزرقة، كما شعرت بصعوبة شديدة في التنفس، موضحة أنها حينما شاهدتها بهذه الهيئة انبعثت صراخاتها متتالية خوفًا أن تفقد قرة عينها إلى الأبد.

وتابعت أنه لولا العناية الإلهية وتدخل أحد الأطباء في الصيدلية بحقنها سريعًا بمادة مضادة للمادة الأولى ما كانت قد أنقذت ابنتها، موضحة أن الخطأ اتضح في أنه قد تم حقنها ابنتها في البداية بمادة دون إجراء اختبار احساسية له، وتبين أن الطفلة لديها حساسية تجاه تلك المادة.  

مستشار الرئيس لشؤون الصحة للموطنين: يجب صرف الدواء بروشتة ومنع التعامل بعشوائية

من جهته طالب الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشؤون الصحة المواطنين الذين يتعرضون للإصابة بالبرد والإنفلونزا والتهابات الحلق عدم أخذ أي وصفة طبية شعبية، وأن يكون التعامل يكون من خلال الأطباء فقط.

كذلك نوه في حديث له، إلى ضرورة صرف العلاج بروشتة طبيب، وعدم العشوائية في التعامل مع الأدوية، مؤكدًا على أنه الفترة المقبلة سيكون هناك دليلًا استرشاديًا للتعامل مع المضاد الحيوي.

كما حذر مسئول الترصد بالصحة العالمية، عمر أبو العطا، من الإفراط في تناول المضادات الحيوية، قائلًا: «من المتوقع أن ترتفع حالات الوفاة بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لـ 10 ملايين حالات الوفاة سنويًا».

وتابع أن هناك أدلة إرشادية للتوعية بخطورة المضادات الحيوية، والمضادات الحيوية يجب استخدامها بعد استشارة الطبيب، مشيرًا إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد يؤدي إلى وجود مقاومة لها، والحصول على المضاد الحيوي بجرعة مغلوطة أو مضاد حيوي أمر خاطئ.

منظمة الصحة العالمية تحذر

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن مقاومة المضادات الحيوية تعتبر من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية، والتي تتسبب بشكل مباشر في وفاة 1,270 مليون شخص سنويًا، بينما تتسبب بشكل غير مباشر في وفاة 5 مليون شخص سنويًا، وأكدت أنها تشكل تهديدًا عالميًا للصحة والتنمية، وتعد إساءة استخدام المضادات الحيوية، والإفراط في استعمالها، المحركين الرئيسيين لظهور الميكروبات المقاومة للأدوية.