رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجامع الأزهر: القرآن الكريم كفيل بالرد على منتقديه لما فيه من دقة وإعجاز

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

عقد الرواق الأزهري بالجامع الأزهر، مساء اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى شبهات وردود تحت عنوان "قداسة القرآن الكريم في قلوب المسلمين"، وذلك على خلفية ما شهدته الأيام الماضية من تطاول البعض على القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، ورفضًا لكافة أشكال العنصرية وخطابات الكراهية وبعض الأفعال التي استفزت مشاعر المسلمين في شتى بقاع العالم.

وأكد الدكتور خالد نصر، عميد كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالمنوفية، أن القرآن الكريم له قدسية عظيمة في قلوب المسلمين، فبه تزدهر القلوب كما تزدهر الورود في الربيع، وفيه النجاة والصلاح، مؤكدًا أن تقديس المسلمين للقرآن الكريم لأن الله - سبحانه وتعالى - قدسه وعظمه، وبيّن فيه كل شيء.

وشدد عميد أصول الدين بالمنوفية، خلال كلمته بملتقى شبهات وردود، بالجامع الأزهر، على أن آيات القرآن الكريم اشتملت على أمور الدين والدنيا، فمثلًا في الحرب؛ قال تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، مضيفًا: ونقدس القرآن الكريم لاشتماله على أوجه الفصاحة والبلاغة والبيان، فقد تحدى الله - سبحانه وتعالى-العرب على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور أو بسورة أو حتى بآية فعجزوا "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا".

ولفت د. خالد نصر، إلى أن الأمة الإسلامية لن يكون لها شأن أو مكانة بدون القرآن الكريم، فهو دستورها القويم، فيه خبر الأولين من الأمم والآخرين.

من جهته، قال د. محمود خليفة أستاذ التفسير وعلومه بكلية العلوم الإسلامية للوافدين جامعة الأزهر بالقاهرة، إن المولى عز وجل خلق آدم عليه السلام وأسجد له ملائكته، وابتلاه فأنزله إلى الأرض وجعل من ذريته الأنبياء والرسل، واصطفى منهم سيدنا محمدﷺ، وأنزل عليه خير كتبه وهو القرآن الكريم.

وأوضح أن هذا الكتاب الذي حار فيه العلماء فاجتمعوا حوله فلم يستخلصوا منه إلا القليل، فما نجده من هذا الكم الهائل من المؤلفات والمجلدات والموسوعات التي تزدحم بها المكتبات والعلوم، والتي تزيد على مائة علم، منها ما يتعلق بالأحكام والبلاغة واللفظ وغيرها، ما هو إلا نقطة في بحر من علم الله سبحانه وتعالي.


من جهته، أضاف د. صالح عبدالوهاب، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر بالعاشر من رمضان، أن الحملة الشعواء على القرآن الكريم هي حملة شعواء من أعداء الأمة الإسلامية، فهي لم تكن وليدة اليوم وإنما كانت منذ عصور، ففي العصر العباسي، وصف السفهاء القرآن الكريم بأنه كلام مثل أي كلام، ولكن تصدى لهم العلماء المسلمون في ذاك الوقت، وقاموا بتأليف كتب كثيرة وصفت إعجاز هذا الكتاب؛ منها : "إعجاز القرآن الكريم للبقلاني"، و"دلائل الإعجاز" للجرجاني وغيرهما من المؤلفات التي فنّدت شبهات هؤلاء المشككين في قداسة هذا الكتاب المعجز.

وتابع: وفي هذه الأيام نرى من يزدرون الأديان ويسيرون على نهج هؤلاء المشككين، فالقرآن الكريم كفيل بالرد عليهم؛ فآياته بها الكثير من الإعجاز الذي أعجز البلغاء وغيرهم وذلك لحسن نظمها وتأليفها من البارئ - عز وجل - فوُضِعت كل كلمة في موضعها ومكانها الأدق حتى وإن تساوى المعنى.

في سياق متصل، أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، أن هذا الملتقى ينعقد لإبراز مكانة القرآن الكريم وقداسته في قلوب المسلمين، خاصة بعد جريمة حرق أوراق المصحف الشريف في الغرب، مؤكدًا أنها جريمة لا تغتفر.

وأوضح المشرف العام على الرواق الأزهري، أن احترام القرآن الكريم والديانات السماوية يعتبر من ثوابت الدين الإسلامي لدى المسلمين، والتي يحث أتباعه على احترام من لا يدينون بالدين الإسلامي، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الاكبر وعلمائه المخلصين يقودون العالم شرقًا وغربًا لنشر ثقافة التعايش السلمي والحوار مع الآخر، ومن هنا كانت وثيقة الأخوة الإنسانية بين فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، والتي اعتبرتها الجمعية العام للأمم المتحدة يوم انطلاقهما الرابع من نوفمبر، يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية وتدرس حاليًا في الكثير من دول العالم.

من جهته، أضاف الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن ملتقى "شبهات وردود" يواكب الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، ويناقش الموضوعات التي تثير الجدل في الشارع العربي والإسلامي بل والعالمي، ويرد على الشبهات التي تنال من سماحة ديننا الحنيف، وتوضحها للجميع بأدلة علمية دقيقة يرتاح إليها كل ذي قلب وعقل.

ولفت مدير الجامع الأزهر، إلى أنه لذلك يتم اختيار الموضوعات والمحاضرين بعناية دقيقة من أجل قطع الطريق على كل من تسول له نفسه للنيل من ثوابت المسلمين ومن قيم وأخلاقيات الدين الحنيف، ومن ثوابت المجتمع أيضًا، لافتًا إلى أن هذا الملتقى يعقد كل ثلاثاء بالجامع الأزهر ومتاح الحضور للجميع، مضيفًا أنه يتم بثه مباشرة على صفحة الجامع الأزهر لتعم الفائدة، في إطار الرسالة التي يحرص الجامع الأزهر والرواق الأزهري على تأديتها في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.

جدير بالذكر أن ملتقى "شبهات وردود" يعقد الثلاثاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويتناول الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن والعالمين العربي والإسلامي.