رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتدى الشباب فى قرى حياة كريمة

أكتب هذا المقال تحية لمنتدى شباب العالم الذى تحول من مناسبة مصرية لمنتدى عالمى يحضره ناشطون من جميع أنحاء العالم واستمر فى الانعقاد من ٢٠١٦ وحتى ٢٠٢٠ حين داهمت العالم جائحة كورونا وتوقفت حركة الطيران وصارت التجمعات أمرًا محظورًا.. ولا شك أننا فى حاجة ملحة لعودة المنتدى إلى الانعقاد بعد أن نجح فى التسويق لصورة الدولة المصرية فى الخارج وفتح قنوات الحوار مع تجمعات شباب العالم ومقاومة الصورة الكاذبة التى سعت جماعات التطرف لرسمها للدولة المصرية.. فضلًا عن نجاحه فى استيعاب طاقات الآلاف من الشباب المصرى المهتم بالحياة العامة والذى كان هدفًا لجماعة الإخوان الإرهابية ولغيرها من جماعات التطرف التى تستغل حماسه وحبه لوطنه لتقوده لطريق الإرهاب تحت أوهام الخلافة والمدينة الفاضلة الإسلامية التى لم توجد إلا فى خيال أمراء الإرهاب عبر العصور.. بينما كان قطاع آخر من شبابنا يقع فريسة لمنظمات «الديمقراطية» الغربية التى كانت ترفع هذا الشعار البراق بينما تسعى لتجنيد نخب تابعة وعميلة تأتمر مباشرة بأوامر مؤسسات السياسة الغربية وأحزابها وأجهزتها الأمنية المختلفة.. ولاعتبارات أمنية وسياحية وتنظيمية مفهومة كانت دورات المنتدى المختلفة تعقد فى مدينة شرم الشيخ الرائعة.. حيث تكون تغطيات المنتدى أفضل دعاية سياحية لهذه المدينة الجميلة وحيث يوجد عدد الفنادق الكافى لاستيعاب ضيوف المؤتمر وسهولة الحركة الضرورية لتحرك الضيوف من وإلى مكان انعقاد المنتدى.. وفى ضوء أهمية المنتدى وضرورة انعقاده وبالرغم من أنه يمول من مساهمات شركات للقطاع الخاص المصرية والعالمية التى تستفيد من وجود أسمائها فى هذا الحدث الهام.. إلا أن الحالة الاقتصادية العالمية تدفعنى لاقتراح عقد المنتدى هذا العام موزعًا على مجموعة من قرى مبادرة حياة كريمة التى بدأتها مجموعات الشباب المصرى الذين تحلقوا وتعارفوا فى منتدى شباب العالم.. إننى أعرف أن الفكرة ربما تكون صعبة التنفيذ ولكنها ليست مستحيلة.. حيث يمكن لأى جامعة حديثة مثل جامعة المنصورة الجديدة أو جامعة سوهاج أو أى من جامعاتنا الجديدة أن تستضيف الجلسات الرئيسية للمؤتمر بينما تنطلق مجموعات الشباب لزيارة قرى حياة كريمة فى الريف المجاور للجامعة والمساهمة بنشاط رمزى فى أنشطة المبادرة.. إذ من شأن هذا أن يلقى مزيدًا من الضوء على ما يحدث من تطوير فى الريف المصرى وأن يجعل النخبة المصرية تتلاحم بجهود مبادرة حياة كريمة وتعايشها على أرض الواقع وتقترب منها أكثر كما حدث أثناء زيارة الرئيس لافتتاح مدينة المنصورة الجديدة وبعض قرى محافظة سوهاج وسيكون من المنطقى فى هذه الحالة أن يوجه جزء من ميزانية المنتدى لجهود حياة كريمة فى الريف المصرى بحيث يصبح المنتدى مشاركًا بالجهد وبالمال أيضًا من خلال الرعاة الذين يشاركون فى فعالياته ويتبرعون لها.. إن هذا الانعقاد الرمزى هو رسالة مهمة تفرضها الأزمة المالية العالمية والظروف الصعبة التى يعانى منها العديد من بلدان العالم بما فيها مصر.. ولا شك أن هذا الانعقاد فى الريف المصرى سيسهم فى تخفيف العبء عن مواطنين مصريين يعيشون فى هذه القرى كما سيلقى الضوء على جهود مبادرة حياة كريمة وجهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى الذى يضطلع بمهمة تنمية البشر فى الريف المصرى.. تماشيًا مع جهود الحكومة فى بناء المدارس والمستشفيات ومجمعات الخدمات وتأهيل بيوت المواطنين.. لا أعرف مدى إمكانية تنفيذ هذه الفكرة عمليًا أم لا ولكنها فكرة ذات بُعد رمزى أطرحها للمناقشة.. والله من وراء القصد.