رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منسق المبادرة الرئاسية: فحص المقبلين على الزواج تشمل الأمراض الوراثية والمعدية وتقييمًا نفسيًا للطرفين

الدكتور محمد حسن
الدكتور محمد حسن مع محرر الدستور

- نستهدف مليونًا و800 ألف شخص سنويًا فى 303 مراكز بالجمهورية

- فحص مبكر لأمراض الكبدى الوبائى والإيدز والسكر والضغط والسمنة والأنيميا وفقر الدم 

- نتائج الاختبارات سرية.. ودورنا يقتصر على توفير العلاج اللازم

أيام معدودة وتنطلق مبادرة رئيس الجمهورية لفحص المقبلين على الزواج، بعد تطويرها، والتى تتضمن إصدار شهادة صحية مؤمنة تبين خلو الطرفين أو عدم خلوهما من الأمراض، وتعد الشهادة الصحية شرطًا أساسيًا لإتمام الزواج، مع تأمينها ودعمها بـ«QRcode» لمنع تزويرها أو التلاعب فيها، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة إجراء فحص شامل وحقيقى للمقبلين على الزواج لضمان إعداد جيل سليم خالٍ من الأمراض، وتقديم رسائل التوعية لهم للحفاظ على الأسرة المصرية.

وفى هذا الإطار، التقت «الدستور» الدكتور محمد حسن، منسق مبادرة رئيس الجمهورية لفحص ما قبل الزواج بوزارة الصحة والسكان، للوقوف على الاستعدادات النهائية لإطلاق المبادرة، والتعرف على تفاصيل الخدمات الطبية المقدمة ضمنها ومراكز الفحص المخصصة لها، والإجراءات التى تم اتخاذها للقضاء على التلاعب فى الشهادات الصحية.

 

■ بداية.. ما تفاصيل مبادرة رئيس الجمهورية لفحص المقبلين على الزواج؟

- هذه المبادرة تأتى فى إطار مبادرة رئيس الجمهورية لدعم وتطوير وحدات ومنشآت الرعاية الأولية، حيث تم استحداث خدمات فحص ما قبل الزواج، لتشمل حزمة من الفحوصات الطبية إلى جانب المشورة التثقيفية للمقبلين على الزواج، بهدف تنمية الأسرة المصرية والاهتمام بصحة المرأة والارتقاء بجودة حياة المواطن وإعداد جيل صحى خال من الأمراض مع رفع الوعى المجتمعى. ويأتى ذلك وفقًا لرؤية مبادرات رئيس الجمهورية للصحة العامة، التى تهدف لدمج جميع خدمات المبادرات داخل منشآت الرعاية الأولية التى تقدم خدمات الفحص المبكر، لتحقيق الهدف الأسمى وهو خلو مصر من الأمراض المعدية والمنتقلة عن طريق الزواج، مع الحد من نسب الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية.

وهدفنا فى المقام الأول هو الاطمئنان على صحة المقبلين على الزواج، ورسم خريطة صحية للأمراض المعدية، وتقليل العبء المالى والاجتماعى عن عاتق الأسر المصرية نتيجة الاكتشاف المبكر وعلاج الأمراض المعدية وغير السارية. والمبادرة تقدم خدمات العلاج إلى جانب الكشف الطبى المبكر من خلال برامج علاجية ذات استدامة، والتى ستسهم فى رسم الاحتياجات الصحية للمنظومة الصحية ومنظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، والتأكد من خلو مصر من الأمراض المعدية والوراثية المنتقلة عن طريق الزواج، مع خفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، وستقضى المبادرة بشكل نهائى على التلاعب فى الشهادات الصحية اللازمة لإتمام عقد الزواج.

■ متى سيجرى إطلاقها؟

- نضع حاليًا اللمسات النهائية عليها، وسيجرى إطلاق المبادرة رسميًا فى شهر فبراير الجارى، وسيتم فيها العمل على محورين؛ الأول هو تأهيل الفرق والكوادر المشاركة فى المبادرة للقيام بالفحص الطبى وتقديم المشورة الطبية الصحيحة، والثانى هو تأهيل المراكز والوحدات المخصصة لإجراء فحوصات ما قبل الزواج، ودعم المراكز بأجهزة الكمبيوتر والمستلزمات والكواشف الطبية اللازمة.

■ ما الفحوصات الطبية التى تتضمنها؟

- المبادرة ستقدم حزمة من الفحوصات الطبية عن طريق فرق مدربة فى منشآت الرعاية الأولية لفحص المقبلين على الزواج، وتشمل الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والأمراض غير السارية والوراثية.

وسيمر الفحص بعدة مراحل؛ ففى البداية سيتم إجراء الفحص الإكلينيكى للمقبلين على الزواج لتقييم الحالة الصحية بشكل عام، من خلال الفحص الظاهرى والسونار لتبين مدى وجود إعاقة من عدمه، ثم سيتم إجراء الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والتى تشمل أمراض الالتهاب الكبدى الوبائى «بى» والالتهاب الكبدى «سى» وفيروس نقص المناعة البشرى «الإيدز»، بالإضافة إلى الأمراض غير السارية التى تشمل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة، بالإضافة إلى إجراء تحاليل فصيلة الدم ونسبة الهيموجلوبين لاكتشاف الأنيميا ومُعامل RH، الذى قد يكون سببًا فى الإجهاض.

كما أدرجت المبادرة الفحص المبكر ضد مرضين وراثيين هما أنيميا البحر المتوسط، وفقر الدم المنجلى، مع تقديم مشورة وراثية للحالات التى قد يتبين إصابة أطفالهم بأمراض وراثية، وذلك فى المراكز المخصصة للمشورة الوراثية.

■ حدثنا عن الشق التوعوى والتثقيفى للمبادرة؟

- تقدم المبادرة مشورة للحالات المكتشفة إصابتها بأى من الأمراض الوراثية للتوعية بخطورة زواج الأقارب ورفع الوعى بالأمراض الوراثية للحد من الإعاقات والمضاعفات الخطيرة التى قد تحدث مستقبلًا نتيجة إصابة الأطفال بأى مرض وراثى.

وبشكل عام، فإن المبادرة لها هدف توعوى أسمى، قائم على زيادة الوعى المجتمعى بأهمية تنظيم الأسرة، والتأكيد على أهمية تأجيل موعد الحمل الأول، والمباعدة بين الولادات للحد من الزيادة السكانية. ونؤكد أن الجزء التوعوى المقدم فى المبادرة لا يقل أهمية عن الفحص الطبى للمقبلين على الزواج، فمن خلاله ستتحقق خطة الدولة للحد من الزيادة السكانية وضبط النمو السكانى، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية. 

■ ماذا عن الجانب النفسى؟

- سيخضع الطرفان لاختبار وتقييم نفسى، وهو عبارة عن استبيان يتضمن مجموعة من الأسئلة والأجوبة، وستكون نتيجة ذلك الاستبيان أو الاختبار مؤشرًا لحاجة أى من الطرفين لدعم نفسى قبل الزواج، وبناءً على نتيجة الاختبار يتم توجيه الشخص للتواصل مع الخط الساخن لأمانة الصحة النفسية أو المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى بمصر لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، لتقديم خدمات الدعم النفسى.

والاستبيان لا يحدد إذا ما كان الشخص سويًا أو غير سوى نفسيًا، فوظيفته هى تقييم الشخص نفسيًا بصورة مبدئية، ويبين فى الأغلب المعاناة من الضغط النفسى والاكتئاب، لأن المرض النفسى لا يمكن تحديده وفقًا لاستبيان وإنما له متخصصون ومستشفيات ومراكز محددة قادرة على تحديد إذا ما كان الشخص سويًا نفسيًا أم لا.

■ هل يمكن أن تكون الإصابة بالأمراض الوراثية أو المعدية سببًا فى عدم إتمام الزواج؟

- دور المبادرة يقف عند إجراء الفحوصات الطبية وتحويل الحالات المصابة إلى مراكز الفحص لاستكمال الفحوصات الطبية والحصول على العلاج اللازم.

فمثلًا، لو كانت تلك الأمراض وراثية سيجرى تحويل أصحابها إلى مراكز الإرشاد الوراثية ومراكز علاج أمراض الدم المنتشرة على مستوى الجمهورية، وإذا كانت نتيجة للإصابة بفيروس الإيدز سيتم التحويل إلى المراكز المخصصة لعلاج الإيدز بمستشفيات الحميات والتابعة للبرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز، وكذلك سيتم تحويل الحالات المصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى «بى» و«سى» وأمراض الأنيميا والضغط والسكر لأقرب مستشفى عام أو مركزى للحصول على العلاج اللازم، وذلك بالإضافة إلى تقديم المشورة التوعوية والتثقيفية وإصدار الشهادات التى تبين سلامة الطرفين من الأمراض المستهدفة بالفحص من عدمه.

■ هل سيعرف الطرفان معًا نتيجة الاختبارات؟

- نؤكد دائمًا أن نتائج الاختبارات ستكون سرية، ولذا فإن دورنا يقتصر على إجراء الفحص وإعلام الشخص المنوط بنتيجة التحاليل وتسليم شهادة الفحص لكل من الطرفين على حدة، لبيان خلوه أو عدم خلوه من الأمراض، وذلك وفقًا لما يقره القانون، ويمكن لكلا الطرفين أن يعرفا نتائج بعضهما فى مرحلة لاحقة أو عند إتمام عقد الزواج عند المأذون.

■ كم عدد الفحوصات المستهدفة والمراكز المخصصة؟

- بنسبة تقريبية تستهدف المبادرة فحص ٩٠٠ ألف حالة زواج سنويًا، بمعدل مليون و٨٠٠ ألف فرد سنويًا، ولدينا ٣٠٣ مراكز على مستوى الجمهورية تم توزيعها بشكل جيد على كل المحافظات فى مناطق الريف والمدن، وتم اختيار أماكنها وفقًا لمعدلات تردد المواطنين، ولدينا خطة للتوسع فى عدد المراكز المخصصة لفحوصات ما قبل الزواج، وفقًا لمعدلات التردد على وحدات الرعاية الأولية بالمحافظات.

■ ما الوقت المستغرق لإجراء الفحص الطبى؟

- يستغرق الفحص الطبى فى المتوسط ٦٠ دقيقة، بداية من تسجيل البيانات الشخصية وحتى الانتهاء من كل الفحوصات وتقديم المشورة التوعوية.

■ هل ستقضى الشهادة المميكنة الجديدة على التلاعب؟

- الفحوصات الطبية التى تم استحداثها تستلزم أولًا وجود الشخص نفسه لسحب العينات الطبية والوراثية الخاصة بفحص مرض أنيميا البحر المتوسط وفقر الدم المنجلى؛ لتحليلها فى المعامل المركزية، وبالتالى لا يمكن سحب تلك العينات من أى شخص آخر بخلاف المستهدف من الفحص.

أما بالنسبة للشهادة المميكنة فكما ذكرنا فإنها مؤمنة بالكامل ومدعومة بـ QR code، وستشمل كل بيانات نتائج الفحوصات الطبية، وسيدون عليها الرقم القومى للطرف الآخر، كما أنه تم ربطها إلكترونيًا بمجمع الوثائق المؤمنة، الأمر الذى سيقضى على التلاعب الذى كان يحدث سابقًا فى الشهادات الصحية.

■ ماذا عن المنظومة الإلكترونية للفحوصات؟

- جميع مراحل المبادرة يتم عن طريق منظومة إلكترونية، تتضمن الفحوصات الطبية للراغبين فى إجراء فحص ما قبل الزواج والنتائج النهائية للفحوصات الطبية، كما تتيح المنظومة تحويل الأشخاص إلى المستشفيات والمراكز المتخصصة لاستكمال الفحوصات الطبية المتقدمة والحصول على العلاج اللازم، وإصدار الشهادات الإلكترونية المؤمنة والمدعومة بـ QR code، والتى من شأنها القضاء على التلاعب وتزوير الشهادة الصحية الحديثة.