رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«البيزنطية» تحتفل بذكرى القدّيسَين الزاهدَين في المال كيروس ويوحنّا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية، اليوم، بذكرى القدّيسَين الصانعَي العجائب الزاهدَين في المال كيروس ويوحنّا.

إنَّ القدّيس كيروس اسكندري الأصل. أما القدّيس يوحنا فمن الرّها بين النهرين. وقد استشهد الاثنان في مصر سنة 312. وإذ جرت على ضريحهما عجائب عديدة لقبا "بالطبـيـبـين الزاهدين بالمال"، أي إنهما كانا يشفيان المرضى اللاجئين إلى ضريحهما، بنعمة المسيح وقدرته، دون أجر زمنـي.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يجب أن نكون دائمًا مستعدين لمجيء مزدوج للرّب يسوع المسيح: المجيء الأوّل حين سيأتي بمجد عظيم وسيكون علينا أن نؤدّي الحساب على كلّ ما قمنا به؛ والمجيء الثاني حين يزور ضميرنا باستمرار ويأتي إلينا كي يجدنا مستعدّين خلال مجيئه. في الواقع، ما الفائدة من معرفة يوم الدينونة حين أكون مدركًا لهذا الكمّ الكبير من الخطايا؟ ما الفائدة من معرفة أنّ الرّب يسوع المسيح آتٍ، إن لم يدخل أوّلاً إلى قلبي ثمّ إلى نفسي، وإن لم يسكن الرّب يسوع المسيح فيّ ويتكلّم من خلالي؟ إنّه لخير لي أن يأتي الرّب يسوع المسيح إليّ، إذا كان بادئ ذي بدء يعيش فيّ وأنا فيه. بالنسبة إليّ إذًا، يمكن القول إنّ المجيء الثاني قد حدث بما أنّ زوال العالم قد تمّ فيّ، لأنّني أستطيع القول بطريقة معيّنة: "أَصبَحَ العالَمُ مَصْلوبًا عِنْدي، وأَصبَحتُ أَنا مَصْلوبًا عِندَ العالَم". 

فكّروا مجدّدًا في قول الرّب يسوع المسيح هذا: "فَسَوفَ يَأتي كثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسْمي يَقولون: أَنا هو المسيح ويُضِلُّونَ أُناسًا كثيرين" . وحده المسيح الدجّال ينتحل هذا الاسم بالرغم من أنّها عمليّة تضليل... في أي مقطع من الإنجيل، لن تجدوا أنّ الربّ قال: "أنا هو المسيح". فهو كان يكتفي بإظهار ذلك من خلال تعاليمه ومعجزاته لأنّ الآب كان يعمل فيه. إنّ تعاليم كلمته وقدرته كانت تصرخ: "أنا هو المسيح"، بصوت أعلى بكثير من آلاف الأصوات التي صرخت هذه الكلمات. لا أعرف إن كنتم ستتمكّنون من إيجاد أنّ الرّب يسوع المسيح قال ذلك بالكلمات، لكنّه أظهر ذلك من خلال الأعمال وهو الّذي قال: "إِنَّ الأَعمالَ الَّتي وَكَلَ إِلَيَّ الآبُ أَن أُتِمَّها هذِه الأَعمالُ الَّتي أَعمَلُها هي تَشهَدُ لي بِأَنَّ الآبَ أَرسَلَني"، ومن خلال تعاليم تطبعها الطاعة البَنوِيّة. كون المسحاء الدجّالون مجرّدين من ذلك، فهم لا يستطيعون استخدام إلاّ خطاباتهم لدعم ادّعاءاتهم الكاذبة.