ماذا قدمت جولة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة؟
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والشئون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجة، إن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة والتي زار خلالها مصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، جاءت في توقيت مهم في ظل حالة العنف والتصعيد الذي ارتفع بشكل كبير وقبل قدومه بشكل مباشر نتيجة لسياسات الحكومة الإسرائيلية المتشددة والاستفزازات تجاه الفلسطينيين.
وأوضح أحمد سيد أن الوزير بلينكن استطاع من خلال التنسيق مع الجانب المصري على الأقل في تحقيق تهدئة حتى ولو كانت تهدئة هشة، فإنه على الأقل محور نجاح زيارة بلينكن، ومنع انزلاق الأمور.
التصعيد الإسرائيلي
وقال خبير العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه طالما ظلت الاستفزازات الإسرائيلية كما هي تجاه الفلسطينيين فإن العنف سوف يتفاقم مرة أخري، وهذا لن يحقق مصلحة أي طرف لذلك هذه الجولة اختبار لقدرة بلينكن على تحجيم دور الحكومة الإسرائيلية والضغط لعدم اللجوء إلى سياسات تصعيدية تجاه الفلسطينيين من شأنها تأجيج الصراع.
وتابع أحمد، أن الحكومة الأسرائيلية وأن ظهر منها بعض المرونة إلا أن هذا لا يغير من توجهات الحكومة خاصة الوزراء المتطرفين، والذين لهم مخطط واضح في استمرار تهويد القدس، واستمرار المستوطنات، واتخاذ إجراءات عقابية تجاه الشعب الفلسطيني، ثم التحدي الأخر الذي ظهر في جولة بلينكن هو الحديث عن حل الدولتين، والذي أكد أنه هو السبيل الوحيد لتحقيق أمن الدولتين وهو ما يضع علامات استفهام حول مدى تحرك الولايات المتحدة بشكل حقيقي من أجل وضع حل الدولتين موضع التنفيذ".
ولفت إلى ان المشكلة الحقيقية في مسالة حل الدولتين تتعلق بمدى بدأ انخراط أمريكا في هذا الموضوع، ثم تحقيق حل الدولتين وفقا للسلام العادل، بحيث لا يتناقض مع مبادئ الشرعية الدولية والفلسطينية القائمة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
سد النهضة
وأضح أن جولة بلينكن فيما يتعلق بشأن مسألة سد النهضة أكدت على حق مصر وأمنها المائي باعتبار أنها قضية وجود، مع ضرورة وجود حل دبلوماسي سريع، منوها أن الإدارة الأمريكية رغم اعترافها ودعمها للموقف المصري في الحقوق المائية إلا انها لم تتخذ إجراءات حقيقية على أرض الواقع للتحرك في وجود إطار قانوني وملزم.
الملف الليبي
وتابع أنه فيما يتعلق بالملف الليبي فهناك توافق وتقارب في الرأي بين الولايات المتحدة ومصر، فيما يخص ضرورة إجراء الانتخابات، ودعم خارطة الطريق، لكن تظل هناك إشكالية في الخطوات الأمريكية للضغط من أجل أخراج المرتزقة الأجانب، ونزع سلاح الميليشيات، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، منوها أن الرهان الحقيقي هو تغير الإدارة الأمريكية في إدارة هذه الملفات.
