رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يا شيخ سلامة».. عرض يحتفى بسيرة أبو الغناء المصرى الحديث

العرض المسرحى «يا
العرض المسرحى «يا شيخ سلامة»

 

فى قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون قدمت فرقة البيت الفنى للفنون الشعبية، بإدارة الدكتور عادل عبده، العرض المسرحى «يا شيخ سلامة» من تأليف وأشعار: يسرى حسان، وإخراج: محمد الدسوقى، وذلك عن سيرة الشيخ سلامة حجازى. 

وسلامة حجازى، ١٨٥٢- ١٩١٧، مغنٍ ومنشد وشيخ طريقة ومسرحى مصرى ولد بحى رأس التين بالإسكندرية، حفظ القرآن الكريم فى سن الحادية عشرة من عمره، وقد ألف جوقته وكان يتنقل بها لإحياء الأفراح بالإسكندرية، وانضم للعديد من الفرق الهامة فى هذا التوقيت: القرداص والحداد، وإسكندر فرح وجورج أبيض. ويعد حجازى رائد فن الأوبريت، وأدى بصوته ألحانه فى العديد من الأوبريتات والمسرحيات فى ذلك الحين منها هارون الرشيد والمظلوم وشهداء الغرام وغادة الكاميليا، كما يعد الأب الروحى لسيد درويش.

عاصر سلامة حجازى فى تلك الفترة ما اصطلح على تسميته أغانى العوامات التى كانت تؤديها بعض المطربات، مثل منيرة المهدية التى غنت بعضها فى عوامتها المسماة بعوامة الغندورة، واستاء البعض من غناء منيرة المهدية، سلطانة الطرب، لأغانٍ من نوعية «الحب سح دح والهجر كخ كخ»، وكذلك مغنيات وعوالم أخريات، منهن نعيمة المصرية ورتيبة أحمد، وهى أغانٍ كانت متحررة لفظيًا ووصفت بالابتذال خاصة أن سياق غنائها كان فى الحفلات الخاصة التى تقام فى العوامات.

التقط النص المسرحى هذا الخيط ليرسل رسالة مفادها أن هذا النوع من الأغانى موجود على مر العصور ونحن من نصنع لهذا النوع من الفن سعرًا وسوقًا حين نقبل عليه، وذلك عبر فرقة شعبية فى عصرنا الحالى تقدم أغانى المهرجانات يلتقى أعضاؤها بفتاة مثقفة تعترض على ما يقدمونه وتحكى لهم عن مسيرة الشيخ سلامة حجازى وكفاحه لآخر لحظة فى حياته ليقدم الأجود لجمهوره، تؤثر ذكرى سلامة حجازى وقصة كفاحه فى الفرقة التى تقرر أن تغير مسارها وتحاكى سيرة سلامة حجازى، لكنها تطلب من الجمهور دعمها ومساندتها فى هذا الاتجاه عوضًا عن دعمه مسارها الماضى.

قدم العرض فى قالب استعراضى غنائى لا يخلو من الكوميديا، مؤكدًا أن المسرح يجب أن يتأسس على كلمة راسخة، وأن الأعمال التى بقيت هى الأعمال التى وعت لقيمة الكلمة وأهميتها فى بناء الشعوب وتربية الأجيال.. كان الخطاب الذى حمله العرض مباشرًا ولكنه لا يخلو من المتعة حيث أصوات الممثلين والمغنين المشاركين فى العرض كانت قوية ومميزة وعلى رأسهم على الهلباوى، الذى قدم شخصية الشيخ سلامة بطريقة سلسة وبسيطة وأنشد عددًا من الأغانى التى حلق معها الجمهور ونسى نفسه بل والعرض أحيانًا. قسمت الرؤية الإخراجية والسينوغرافية/ التشكيلية المسرح إلى نصفين، نصف قبيح يمثل عالمنا الراهن، وجزء أكثر جمالًا هو زمن سلامة حجازى بكافة مفرداته، وقد أختلف شخصيًا مع رسالة العرض، ففى رأيى ليس العيب فى أغانى العوامات أو أغانى المهرجانات، فهذا النوع الشعبى هو لون غنائى موجود طوال الوقت، ولكن المسألة تكمن فى أن يصبح هو اللون السائد، أو يصبح هو اللون المعبر عن هويتنا، هنا يكمن الخطر، لذا يطمح العرض بأن يخالف المتلقى أفق التوقع وينحاز إلى اللون الذى كان يقدمه الشيخ سلامة حجازى لآخر يوم من عمره.