رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاتينية في احتفالات اليوم: «المسيح طوب الودعاء ووعدهم بالميراث»

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأحد الرابع من زمن السنة.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "لَمّا رَأى يَسوعُ ٱلجُموع، صَعِدَ ٱلجَبَلَ وَجَلَس... فَشَرَعَ يُعَلِّمُهُم". إنّ الجبل حيث صعد الرّب يسوع، يمثّل رِفعَتَه الحقيقيّة وجوهره الّذي فيه هو واحد مع أبيه. وتبعه جمع كبير: إن هذا الجمع يمثّل جمع القدّيسين الّذين نحتفل اليوم بعيدهم؛ كلّهم تبعوه، كلّ واحد بحسب الدعوة الّتي دعاه الله إليها، وهذا الأمر هو ما يجب أن نقتدي به، كلّ واحد معطيًا انتباهًا كبيرًا لدعوته، ليتأكّد من تلك الّتي دعاه الله إليها واتّباعها بعدها.

عندما وصل إلى الجبل، شرع الرّب يسوع يعلّمهم مُعلنًا التطويبات الثمانية... "طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات". يدور السؤال أوّلاً حول هذه الفضيلة الرُّوحيّة لأنّها بداية وأساس كلّ كمال. اقلبوا السؤال في كلّ جوانبه، على عمق الإنسان أن يبقى على الدّوام مجرّدًا، متحرِّرًا، حرًّا، فقيرًا لا يملك شيئًا، أن أراد أن يكمّل الله فعلاً عمله. عليه أن يتحرّر من كلّ رابط خاص؛ في حين أنّ الله وحده يستطيع أن يكون لديه...

"طوبى لِلوُدَعاء، فَإِنَّهُم يَرِثونَ ٱلأَرض" في كلّ الأبدية. نخطو هنا خطوة للأمام، لأنّه، بالفقر الحقيقيّ، نتحرّر من العوائق، ولكن بالوداعة ندخل أكثر إلى الجوف، ونُخرج منه كلّ مرارة، كلّ غلاظة وكلّ طيش... لا يوجد أي شيء مرّ لمن هو وديع. أمّا للطيّبين، فعلى كلّ شيء أن يكون طيّبًا؛ لأنّ هذا يأتي من عمقهم الطيّب والنقيّ... ذاك الّذي هو وديع يملك الأرض، ويبقى في السلام مهما حدث، أمّا إذا لم تصنع هكذا، فإنّك تخسر هذه الفضيلة وسلامك في الوقت ذاته، ونستطيع أن نقول عنك أنّك مكشّر ونقارنك بكلب فظ. 

"طوبى لِلمَحزونين، فَإِنَّهُم يُعَزَّون" من هم الناس المحزونين؟ نستطيع القول إنّهم أولئك الّذين يتألّمون؛ وبمعنى آخر، أولئك الّذي يبكون على خطاياهم. أمّا أصدقاء الله الشرفاء، الّذين من خلال هذه العلاقة أصبحوا أسعد السعداء، فإنّهم قد انتهوا من البكاء على خطاياهم...؛ غير إنّهم ليسوا دون بكاء: إذ يبكون خطايا وأخطاء القريب... هكذا يبكي أصدقاء الله الحقيقيّون بسبب عمى وأسى خطايا العالم.