هل تكون «جريمة اقتحام جنين» كلمة سر مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية؟
أعلنت السلطات الفلسطينية، أمس الخميس، وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في أعقاب العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلّة، واستشهد خلالها أكثر من ثلاثة عشر فلسطينى.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: "في ضوء العدوان المتكرر على أبناء شعبنا والضرب بعرض الحائط بالاتفاقيات الموقعة، قررت القيادة الفلسطينية اعتبار أن التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال لم يعد قائمًا اعتبارًا من الآن".
ونفذ جيش الاحتلال الإسرئيلي عملية اقتحام لمخيم جنين بالضفة الغريبة المحتلة، أمس الخميس، لاعنقال أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بينما استشهد خلالها 9 فلسطينيين، بينهم سيدة مسنة، وأصيب نحو 20 آخرين، خلال تلك العملية.
وأطلقت صواريخ من قطاع غزة المحاصر، فجر اليوم، الجمعة، تجاه المستوطنات الإسرائيلية في منطقة الغلاف، ردًا على عملية اقتحام جنين، فيما رفع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب لديه استعدادا لأية موجات تصعيدية على حدود القطاع المحاصر.
وشر بعض التقديرات إلى أن عملية اقتحام جنين قد تكون كلمة السر لمرحلة جديدة، خاصةً عقب إعلان السلطة لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وسط تساؤلات حول ما إذا ستكون جنين مفتاح لحرب جديدة بين إسرائيل وفلسطين خاصة عقب إطلاق صواريخ من قطاع غزة؟
احتمال التصعيد على الأرض فى ظل صمت المجتمع الدولى
قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، إن ما حدث بمخيم جنين من مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ما هي الا تعبير حقيقي عن سياسات الحكومة الفاشية والمتطرفة التى يقودها بنيامين نتنياهو وبن غفير وسموتيريش فى سياق المخطط الذى تسعى لتنفيذه هذه الحكومة والمتمثل بمحاولات ضم الضفة الغربية والسيطرة عليها بالاستيطان والتهويد والاقتحامات والاعتداءات المتواصلة والمتلاحقة وقتل حل الدولتين واية فرصة او تحرك سياسي للعودة الى عملية السلام.
وأعرب الحرازين، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن توقعاته بأن الأمور لن تتوقف عند هذا الحد طالما بقيت هذه الحكومة المتطرفة تشعر بأنها دولة فوق القانون وعدم تحرك المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته باتخاذ اجراءات فاعلة وحقيقية بعيدا عن الإدانة والشجب والاستنكار لأن دولة الاحتلال باتت تدرك بأنها مهما ترتكب من جرائم لن يخرج سياق الأمر الدولي عن بيان أو تصريح أو اجتماع أو حتى قرار.
وأكد الحرازين أن الوضع يتطلب حالة من الفعل والإجراءات الصارمة التي تؤدى إلى لجم هذا العدوان ووقف تلك الجرائم ومحاسبة هؤلاء المتطرفين والارهابيين ولذلك المنطقة قد تقبل على حالة من التصعيد على الأرض وخاصة فى مناطق الضفة الغربية مع استمرار الاعتداءات وعمليات القتل والاعتقال والاقتحامات وبناء على ذلك كان قرار القيادة الفلسطينية بالإعلان عن وقف التنسيق الأمني.
وشدد الحرازين على ضرورة تحرك المجتمع الدولى وخاصة مجلس الأمن والإدارة الأمريكية لأن الأمور قد تخرج عن السيطرة بين ليلة وضحاها بما سيؤثر على المنطقة بأسرها وهذا يتطلب التحرك فورا من قبل الدول الفاعلة ومجلس الأمن والمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لمواجهة الصلف والغطرسة الصهيونية الممثلة بحكومة بن غفير التى يقودها نتنياهو، فالأمور قابلة للانفجار والاشتعال بأى لحظة.
موقف المجتمع الدولي تجاه توفير الحماية للشعب الفلسطيني
وفى السياق ذاته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إقدام جيش الاحتلال على اقتحام جنين وارتكام جريمته البشعة ضد شعبنا الفلسطيني تظهر الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والتي تسفك الدم الفلسطيني من أجل الهروب من أزماتها الداخلية.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذه الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة عشر فلسطينيا جريمة كاملة الأركان تستدعي المجتمع الدولي لاتخاذ موقف جاد تجاه الاحتلال وتوفير فورا حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وتابع الرقب: "صحيح أن السلطة الفلسطينية أعلنت تعليق التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وهذه خطوة مهمة للبناء عليها، وسننتظر تطبيق هذا القرار على أرض الواقع، وعندما نرى الأجهزة الأمنية الفلسطينية تتصدى لجنود الاحتلال وتمنعهم من دخول مناطق (أ) التي تقع تحت السيادة الأمنية الفلسطينية ندرك أن الأمور دخلت حيز التنفيذ والتنسيق الأمني توقف فعليا لا إعلاميا" .
وأضاف الرقب: "ندرك الظروف التي تعيشها السلطة الفلسطينية وأن التصدي للاحتلال أمرا ليس سهلا ولكن علينا أن ننتصر للدم الفلسطيني وننفذ قرار المصالحة الفلسطينية الحقيقية ومشاركة الجميع عبر كل الوسائل الممكنة لعقد اجتماع طارئ تشارك به كل مكونات الشعب الفلسطيني وتشكيل فريق أزمة يقود الحالة الفلسطينية ويضع آليات لمواجهة هذه الحكومة الفاشية، يجب أن تتحول الأقوال إلى افعال وشعبنا أحوج لهذا اليوم".
