رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى حب الكتاب ومعرض الكتاب

معرض الكتاب مناسبة عظيمة لمحبى الكتب للتعبير عن حبهم لمن يستحق الحب .. الكتاب صديق وفى لعشرات الآلاف من الشباب المصرى.. وهو أداة معرفة ومتعة أكيدة.. وسلاح ناجع ضد التطرف والتعصب والتخلف.. فلا يوجد مثقف يشترى بضاعة تجار الوهم ودعاة الإرهاب.. بل إنه يكشفهم بما تكوَّن له من وعى نقدى عبر القراءة.. قديمًا عرفت الدولة المصرية قيمة الكتاب كسلاح للمعرفة.. وانخرطت وزارة الثقافة المصرية فى مشروع طموح للنشر حمل اسم الألف كتاب، والذى كان هدفه إصدار ألف كتاب من عيون التراث الإنسانى.. وتم طبع الألف كتاب بالفعل لتبدأ الدولة فى طباعة الألف كتاب الثانية، والتى تعطلت بسبب الظروف السياسية القاسية.. هذه الكتب تشكل زادًا معرفيًا ويعيد كثير من دور النشر الخاصة طباعة بعضها حتى الآن.. والمعنى أن الكتاب أصل من أصول القوة الناعمة المصرية.. وأن المعرفة قيمة لا يمكن شراؤها بالمال.. تنعقد الدورة الرابعة والخمسون من معرض الكتاب هذا العام وسط مخاوف من الناشرين من قلة الإقبال بسبب ارتفاع أسعار الورق.. لكن مؤشرات الإقبال فى أول يوم تقول إن مصر بخير وستظل بخير وإن الحياة دائمًا تنتصر وتسير للأمام.. أما دعوات مقاطعة الكتب، فبعضها حسن النية، وبعضها حق يراد به باطل وسم فى عسل يدسه من يسوءهم أن يقرأ الشباب وأن تنبض القاهرة بمظاهر الحيوية الثقافية والحركة، كما كانت وستظل دائمًا بإذن الله.. ولعل أفضل رد على هؤلاء هو ما يفعله الشباب دون ترتيب أو تدبير.. أن نذهب ونشترى ونقرأ ونناقش وفق ظروفنا.. فما لا يمكن شراؤه هذا العام يمكن شراؤه فى مقبل الأعوام بإذن الله.. وكتاب واحد منتقى بعناية أفضل من أربعة كتب لا يقرأها صاحبها.. والحياة بإذن الله ستستمر وتزهر أيضًا ما دامت نوايانا طيبة وعملنا جادًا وعزمنا حديدًا.. ومن الواجب تقديم التحية لدور النشر التى تقدم خصومات على الكتب لتشجيع القراء.. وتحية أكبر للدور التى لم ترفع أسعار الكتب التى طبعتها قبل ارتفاع أسعار الورق وقدمتها بأسعارها القديمة وتحية أكبر وأكبر للقارئ المحب للقراءة الذى خيب ظن طيور الظلام، فذهب بمئات الآلاف ليرسم مشهدًا للبهجة.. فى الصفحات المقبلة نضاعف المساحة المخصصة لعروض الكتب طوال أيام معرض الكتاب تحية للقارئ والمؤلف والناشر وللثقافة المصرية التى ستبقى حية وقوية ومثمرة رغم أى ظروف.