رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ويؤثرون على أنفسهم.. المتطوعون فى المبادرات الخدمية: العمل الأهلى أكسبنا خبرة كبيرة.. ويكفينا الثواب

ويؤثرون على أنفسهم
ويؤثرون على أنفسهم

يلعب المتطوعون دورًا مهمًا فى مختلف مجالات العمل الأهلى، وأصبحوا يشكلون جزءًا أساسيًا فى الجهود المرتبطة بهذا العمل، على ضوء مساهمتهم فى الوصول لأكبر عدد من المستهدفين، وتنفيذ مختلف المبادرات الخدمية ونشر الوعى بالعديد من القضايا فى القرى والنجوع.

مع استعداد وزارة التضامن الاجتماعى لإطلاق «الاستراتيجية الوطنية للتطوع»، كانت لـ«الدستور» لقاءات مع عدد من المتطوعين، للحديث عن طبيعة أدوارهم، وكيف يسهمون فى تخفيف معاناة المحتاجين، وتفاصيل عملهم تحت مظلة التحالف الوطنى.

الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، قالت إن هناك قرابة ٦٠٠ ألف متطوع فى جميع المجالات على مستوى الجمهورية، مشددة على أن التطوع حق لكل مواطن.

وأضافت وزيرة التضامن: «الدولة فى حاجة للشباب المتطوعين، ولدورهم فى تحقيق التنمية المستدامة، فالمتطوعون يلعبون دورًا مهمًا فى العديد من مجالات عمل الوزارة، سواء فى قضايا الفقر والمرأة والمسنين أو غيرها، بما يملكونه من آليات تمكنهم من الوصول لفئات المجتمع، ونشر الوعى والفكر الذى يعمل على تنمية المجتمعات المحلية فى القرى والنجوع وصولًا للمراكز والمدن والمحافظات».

رضوى محمود:نساعد فى توعية الشباب والأطفال بخطر الإدمان

قالت رضوى محمود، من محافظة السويس، التى تعمل مُدرسة ومتطوعة فى «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان»، إنها بدأت التفكير فى التطوع منذ ٨ سنوات، حينما كانت فى المرحلة الثانوية.

وأضافت خريجة كلية التربية «قسم الرياضيات»: «كنت أشاهد والدتى تشارك فى إعداد قوافل الأدوية والملابس للأسر الأكثر احتياجًا، فتابعت وقتها صفحة (صندوق مكافحة وعلاج الإدمان)، وعندما أنهيت دراستى الجامعية، وبمجرد الإعلان على صفحة الصندوق عن فتح باب التطوع، تقدمت وأصبحت متطوعة، ومن وقتها وأنا مستمرة فى ذلك».

وشددت على أن التطوع من الأفعال الإنسانية المهمة، ويساعد الشخص به نفسه كما يساعد غيره، لأنه أمر يكسبه معرفة وخبرة فى التعامل مع الآخرين، ويسهم فى إكسابه علاقات متعددة.

وأضافت: «التطوع مهم جدًا حتى إن كان دون مقابل، لأن الهدف من التطوع ليس الحصول على أموال، لكن هناك مقابلًا معنويًا ونفسيًا، وهو له ثواب كبير عند الله، نظرًا لما يتضمنه من مساعدة الغير».

وكشفت عن أن «التطوع لم يستنزف وقتى، بل على العكس ساعدنى فى عملى كمُدرسة، خاصة ما يتعلق بكيفية التعامل مع الأطفال، خاصة أن دورى فى الصندوق هو توعية الأطفال والمراهقين بخطر الإدمان، سواء فى المدارس أو الجامعات أو فى الحدائق والمتنزهات.

عمر شريف: أشارك مع الهلال الأحمر فى الحملات والقوافل الطبية

قال عمر شريف عبدالعزيز، ٢١ عامًا من محافظة القاهرة، المتطوع بجمعية الهلال الأحمر المصرى، أحد المشاركين فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، إن علاقته بالتطوع بدأت منذ دراسته بالمدرسة الإعدادية، واستمرت حتى الآن، مع دراسته بالفرقة الرابعة بقسم الترجمة بجامعة حلوان.

وأضاف: «بدأت التطوع منذ الإعدادية، وفى عام ٢٠٢٠ انضممت إلى الهلال الأحمر، وتعلمت العطاء دون مقابل، وهو ما انعكس جيدًا على شخصيتى وخدمتى للمجتمع بطريقة مباشرة، من خلال مشاركتى بحملات التوعية والقوافل الطبية، خاصة فى المحافظات البعيدة مثل أسوان والوادى الجديد».

وتابع: «التطوع فتح أمامى مجالات عديدة، فقد شاركت فى قوافل المساعدات لدور الرعاية الاجتماعية أثناء فترة جائحة كورونا، وأيضًا فى تقديم المساعدات للفئات الأكثر تضررًا، حتى أصبحت مديرًا لبعض الحملات، ومسئولًا عن مراقبة بعضها».

واستطرد: «شاركت أيضًا فى غرفة العمليات الخاصة بإدارة المتطوعين على مستوى ٢٧ محافظة، التى تعمل من خلال خريطة وقاعدة بيانات للمتطوعين لمساعدة الأسر بشكل سريع أثناء وقوع الحوادث والأزمات، كما شاركت فى مؤتمر القيادة الإنسانية وقمة المناخ، وفى القوافل الطبية والغذائية بقرى (حياة كريمة)، وقوافل اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى شمال سيناء».

وعن الاستراتيجية الوطنية للتطوع، قال «عمر» إن هذه الاستراتيجية سيكون لها تأثير إيجابى على الشباب، موضحًا أن تصريحات الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، عن بدء حياتها كمتطوعة بثت الأمل فى كثير من الشباب وشجعتهم على التطوع، الذى يؤثر على حياتهم بشكل إيجابى ويساعدهم على أداء واجباتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم.

تقى رجب: من «التهتهة» إلى قيادة المتطوعين

تقى رجب بسيونى، صاحبة الـ٢٥ عامًا، من محافظة الإسكندرية تعمل فى مؤسسة صناع الحياة، فى ملف المسئولية المجتمعية للشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وهو الملف الذى يتعلق بكيفية تعاون القطاع الخاص مع المؤسسة فى مجالات تنمية المجتمع، إذ تقدم له تصورًا كاملًا عن أشكال هذه التنمية والمناطق المقترحة. من يرى «تقى» تتحدث بطلاقة قد لا يصدق أنها كانت تعانى من تأخر فى الكلام، وأنها ظلت حتى السنة الثالثة الابتدائية غير قادرة على الكلام، وفى السنة السادسة كانت قد بدأت التكلم بصعوبة «تهتهة»، ما سبب لها مشكلات مع المعلمين، تقول «تقى»: «فى الصف الثانى بالمرحلة الإعدادية أخذتنى أمى إلى جمعية رسالة لأتطوع بالعمل بها، وتركتنى وحدى مع متطوعين آخرين، فى الجمعية وجدت أن علىّ أن أتكلم أكثر وأعبّر أكثر، لأننى أتعامل مع أناس لا يعرفون ما أقصد، وخلال عامين فقط من هذه التجربة أصبحت أتكلم بسهولة».

تبحث «تقى» عبر الإنترنت عن الأماكن التى يمكن أن تستفيد منها، والأشخاص الذين لهم نفس اهتماماتها، لهذا تتابع الصفحة الرسمية لوزارة التضامن الاجتماعى على فيسبوك، وقرأت إعلانًا عن التقدم للتطوع فى مؤتمر المناخ، فتقدمت عبر الرابط الموجود فى الإعلان، وتم اختيارها ضمن القادة الذين سيقودون مجموعات الشباب المتطوعين فى المؤتمر، الذين بلغ عددهم نحو ١٣٠٠ متطوع من مصر ودول أخرى، تحت قيادة وزارة التضامن الاجتماعى.

محمد عبدالله: زاد مهاراتى وأفادنى فى دراستى

أعلن محمد عبدالله، ٢٧ عامًا من محافظة الإسكندرية، المتطوع بجمعية الهلال الأحمر المصرى، عن أن علاقته بالتطوع بدأت منذ دراسته بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية.

وأضاف: «أصبحت مسئول الشباب فى الهلال الأحمر المصرى فرع الإسكندرية، وكنت أعشق العمل الميدانى لتنمية مهاراتى وزيادة خبراتى الاجتماعية لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا، رغم أنه دون مقابل».

واستطرد: «أكثر ما جذبنى فى التطوع هو توزيع المساعدات على الأسر، وقد شاركت فى مساعدة أهالينا فى شمال سيناء أثناء نقلهم من الشيخ زويد ورفح إلى العريش والإسماعيلية، علاوة على المشاركة فى القوافل الطبية وبث الرسائل الترويجية للوافدين من جنوب السودان وسوريا وفلسطين.

وأردف: «التطوع فى الهلال الأحمر أفادنى كثيرًا فى دراستى العليا، فقد استطعت فهم القوانين والأعراف الدولية، خاصة فى المناطق التى تعانى من نزاعات مسلحة».

وعن الاستراتيجية الوطنية للتطوع، أوضح «محمد» أنه كان أحد المشاركين فى إعدادها، واصفًا إياها بأنها خطوة إيجابية فى المجتمع، لأن كثيرًا من الشباب لا يعلم أهمية التطوع فى حياته.

لمياء محمد: ندخل الفرحة والسرور لقلوب الناس

قالت لمياء محمد مراد، ٣٠ عامًا، خريجة لغة عربية وعلوم إسلامية، من محافظة الفيوم، متطوعة بجمعية الأورمان، إنها بدأت المشاركة فى الأعمال الخيرية قبل ٧ سنوات من خلال مساعدة الأسر الأكثر احتياجًا فى القرية التى تسكن بها، ومنذ ٤ سنوات التحقت بفريق جمعية الأورمان.

وأضافت: «التطوع له دور كبير فى تغيير حياتى، لأنه أكسبنى خبرات اجتماعية كثيرة، حيث أؤمن بأن الحياة الروتينية تصيب الشخص بالإحباط، لذلك لا بد أن نبحث عن وسائل جديدة تنمى خبراتنا وحياتنا وهو ما وجدته فى التطوع، وأصبحت أشعر بالسعادة مع كل مساعدة وأتمنى الوقوف دائمًا بجانب المواطنين وإدخال السرور والسعادة لحياتهم، خاصة إذا كانوا من الأسر الأكثر احتياجًا».

وأوضحت: «مع الانضمام للتحالف الوطنى ازداد حبى للتطوع لأنها فكرة جيدة أن يكون عملى تحت كيان كبير تابع للدولة، كما أن وجود جمعيات وكيانات كثيرة فى التحالف سيزيد من خبراتنا فى هذا المجال وهو ما سيعود بالنفع على المتطوعين».

عائشة عبيد:شاركت فى 17 قافلة ضمن مبادرة «ستر وعافية»

أشارت عائشة عبيد، متطوعة بجمعية رسالة، ضمن التحالف الوطنى للعمل الأهلى، خريجة آداب جامعة الأزهر، إلى إنها تشارك فى العمل الخيرى منذ عام ٢٠١٠ بهدف خدمة المواطنين والمساهمة فى تقديم المساعدات اللازمة للأسر الأولى بالرعاية.

وأضافت: «بالرغم من أننى أعمل دون مقابل لكننى أشعر بالرضا التام لأننى أسهم فى توفير احتياجات المواطنين سواء كانوا من المسنين أو المرضى أو غير ذلك، كما أن التطوع يزيد من مهارات التواصل مع الآخرين».

وتابعت: «هناك دور إيجابى للمتطوعين فى قوافل التحالف، حيث شاركنا فى إطلاق ١٧ قافلة حتى الآن ضمن مبادرة (ستر وعافية)، وهو ما يفتح المجال أمام المتطوعين لإصقال مهاراتهم المختلفة».

سيد الشاعر: نسهم فى الوعى وحل المشكلات

ذكر سيد محمد الشاعر، ٣١ عامًا، أنه يشارك فى العمل الخيرى مع مؤسسة «صناع الخير» منذ ٥ سنوات.

وأضاف: «جذبنى فى التطوع فكرة مساعدة المواطنين غير القادرين سواء بتقديم الدعم اللازم لهم أو من خلال المشاركة فى القوافل التى تطلقها الجمعية، أو بالمساهمة فى رفع الوعى». وتابع: «أرى دائمًا أن التطوع حياة حتى وإن كان دون مقابل، لأن دوره كبير فى حياة المتطوع فهو يزيد من خبراته ومهاراته فى التعامل مع المواطنين حتى من غير المستهدفين بالخدمات». وأوضح أن العمل الخيرى شهد طفرة غير مسبوقة تحت قيادة التحالف الوطنى، وأن اختلاف وتنوع الخدمات المقدمة انعكس بالإيجاب على حياة المواطنين وأسهم فى تلبية احتياجاتهم. وأشار إلى أن كل جمعية لها استراتيجية خاصة فى مساعدة المواطنين، والعمل تحت مظلة التحالف أسهم فى تنسيق الجهود، وإكساب الشباب خبرات كثيرة تفيدهم فى حياتهم العملية والشخصية خارج منظومة العمل الخيرى.