رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تزور المكتبة المركزية بجامعة القاهرة: هنا تعلم طه حسين!

المكتبة المركزية
المكتبة المركزية

16 قاعة لخدمة الطلاب والباحثين

برامج ثقافية وتدريبية وندوات تثقيفية لرفع مستوى الرواد

قاعة لفاقدى البصر ومعرض فن تشكيلى لهم

تضم بين جدرانها كنوزًا عظيمة لا تقدر بثمن، وثروة تاريخية من نوادر المخطوطات والمطبوعات التى تؤرخ لحقب زمنية متعددة هامة فى تاريخ البشرية، فالمكتبة المركزية لجامعة القاهرة صرح ثقافى ينهل منه الطلاب والباحثون من كل حدب وصوب من مصر وخارجها.

ونظرًا لتميزها فى تقديم خدماتها لجمهورها من خلال أحدث المصادر والتقنيات والتجهيزات الحديثة المواكبة للعصر، التى تضاهى مثيلاتها فى المكتبات الجامعية العالمية، تعد أول مكتبة جامعية تحصل على شهادة الأيزو فى مصر والشرق الأوسط لمدة ثلاثة أعوام متتالية.

تاريخ المكتبة

يعود تأسيس المكتبة إلى أبريل عام ١٩٣١، حيث شيدت جامعة القاهرة مكتبتها المركزية، وافتتحت رسميًا فى ٢٧ فبراير ١٩٣٢، وتميزت منذ تأسيسها بسمات خاصة وظروف ربما لم تتح لغيرها، إذ توالت عليها الهبات والهدايا من الهيئات العلمية فى الداخل والخارج.

وتلقت المكتبة مجموعات كبيرة وقيمة من الكتب المطبوعة والمخطوطات والدوريات العربية والأجنبية والخرائط والنقود الأثرية والأنواط والبرديات والأحجار الأثرية والمعاجم والموسوعات والمراجع العامة والمتخصصة، وحصلت على مجموعات من الكتب النفيسة والنادرة ذات القيمة العلمية، وكان ذلك عن طريق الإهداء والشراء، وقد سميت تلك المكتبة بالمكتبة التراثية، لأنها تحوى أندر الكتب والمخطوطات والبرديات من مختلف الحضارات.

وخلال العام ٢٠٠٨، تم بناء مبنى جديد للمكتبة سمى بمبنى المكتبة المركزية الجديد، المرحلة الأولى من المكتبة المركزية الجديدة فى يوم ٢٩ يناير، بينما المرحلة الثانية عام ٢٠١٤، وتم نقل جزء كبير من مقتنيات المكتبة التراثية به، وعند تصميم المبنى الجديد راعى المهندس المعمارى الدكتور على رأفت، الاستشارى العام للمشروع، فى التصميم الداخلى لمبنى المكتبة ضمان الانسيابية والسيولة فى حركة المترددين، كما روعى الاستفادة من الفراغات المتاحة ومراعاة الأنشطة الوظيفية الفنية والخدمية، حيث تم تخصيص أدوار البدروم والأرضى المنخفض للعمليات الفنية كالفهرسة والتزويد وتجهيز الرسائل والطباعة ومخازن للكتب وغيرها.

مكونات المكتبة

يتكون مبنى مكتبة القاهرة المركزية من ٦ طوابق، إضافة إلى طابق أرضى منخفض، وأرضى مرتفع، على مساحة ٤٠٠ متر مربع، وتضم المكتبة بين جنباتها ما يزيد على مليون وعاء، كما تحتوى على مكتبة بصرية وسمعية وقسم لصيانة المجلدات وقسم لإنتاج الوسائل المرئية والمسموعة وغرفة لإنتاج أفلام الميكروفيلم وغرفة لإنتاج شرائط الفيديو وأخرى للشرائط المسموعة وقاعة مؤتمرات دولية تسع ٤٠٠ فرد.

يحتوى الطابق الأول على الأوباك والعلاقات والمتحف، ووحدة العضوية ووحدة الإعارة، وخدمة فورى، وخزانة للأمانات، وسفارة المعرفة، بينما الطابق الثانى يضم قاعة الكتب وقاعة المراجع، بينما الطابق الثالث يشمل قاعة الدوريات والصحف والمسح الرقمى وقاعات الثقافات الأجنبية وقاعة المالتى ميديا والوسائط المتعددة، ويحتوى الطابق الرابع على قاعة المكتبات المهداة ومعمل الترميم والمخطوطات.

بينما الطابق الخامس يضم قاعة القاسمى وقاعة عرض ملحق بها صالونات للاجتماعات، ومطعم المكتبة، والأرضى والبدروم والمخازن والعمليات الفنية لتصنيف الكتب والرسائل والدوريات.

متحف الكنوز

لم تقتصر المكتبة على المراجع والمصادر المتنوعة فقط، إذ يوجد فى الطابق الأول متحف المكتبة ويضم مجموعة من أثمن وأهم مقتنيات جامعة القاهرة على مدى مائة عام، من الآثار المصرية القديمة المستخرجة من حفائر الجامعة ومجموعة كلية الآثار ومجموعة نادرة من العملات التى ترجع للعصرين اليونانى والرومانى.

كما يحتوى المتحف على مجموعة من الوثائق الخاصة بالحملة الفرنسية أثناء تواجدها فى مصر، وتتضمن العديد من الخطابات الموقعة بخط نابليون بونابرت، هذا إلى جانب العديد من المخطوطات باللغة العربية والتى يرجع تاريخها ما بين القرن التاسع والقرن الرابع عشر الهجرى ومجموعة أخرى من المخطوطات باللغة الحبشية القديمة المكتوبة على الرق المصنوع من جلد الغزال.

ويحتوى المتحف على نسخة من كتاب وصف مصر، وبعض الشهادات من المدارس العليا قبل أن تصبح كليات داخل الجامعة والعديد من الكتب واللوحات النادرة والهدايا من جامعات ودول مختلفة، ومجموعة من الحلى والساعات الذهبية، ومن أهم هذه المقتنيات وثائق الحملة الفرنسية وكرسى الملك فؤاد ومجموعة من الساعات والأوسمة واللوحات الفنية وبعض المخطوطات الحبشية النادرة، كما تضم مجموعة من المسكوكات القديمة والعملات التاريخية.

كما يضم المتحف ثلاث مجموعات من كتاب وصف مصر، وأيضًا المجموعة الكمالية للأمير يوسف كمال، بالإضافة إلى بعض المخطوطات مثل مقامات الحريرى ومختار الصحاح وشرح الشمايل للشرف المناوى، والفهرس الإلكترونى على الخط المباشر.

معرض الفن التشكيلى المعاصر

ويحتوى بهو المكتبة بالدور الأرضى والدور الخامس للمكتبة أيضًا على معرضين فنيين على الجدران يشتملان على مجموعة من اللوحات الفنية القيمة التى تؤرخ للحقبة الزمنية المعاصرة للفن التشكيلى المعاصر ومن إنتاج أهم فنانى العصر من أمثال صلاح طاهر ومصطفى الرزاز وجورج البهجورى وغيرهم من كبار فنانى مصر.

القاعات

تحتوى المكتبة المركزية لجامعة القاهرة على ما يزيد على ١٦ قاعة، والتى جاءت كالتالى:

قاعة المكتبة المهداة، فتدعيمًا لروح الانتماء والإحساس بالعطاء خصصت المكتبة المركزية إحدى قاعاتها لاستيعاب المكتبات الخاصة التى يرغب أصحابها فى إهدائها لتكون رافدًا من روافد المعرفة داخل المكتبة لإمداد الباحثين بالمعلومات والثقافة المنشودة، إضافة إلى صورة عن الخلفية الثقافية والسمات الشخصية لأصحاب هذه المكتبات، وقد قام عدد كبير من كبار الكتاب والمفكرين بإهداء للمكتبة على رأسهم الدكتورة عواطف عبدالرحمن، والدكتور حسن التهامى، والدكتور محمود طاهر.

وأما عن قاعة طه حسين لفاقدى البصر، فهى تقدم خدمة خاصة لرعاية احتياجات أبناء الجامعة من الذين حرموا من نعمة البصر أو المعاقين بصريًا، وتحتوى القاعة على معملين الأول يضم ٤٥ حاسبًا شخصيًا محملًا ببرنامج «إبصار» باللغة العربية، والآخر يضم ١٥ حاسبًا آليًا محملًا ببرنامج «جاوس العرب» بحيث تتم الاستفادة من التجهيزات العصرية التى تسمح للطلاب فاقدى البصر بتصفح الإنترنت، وأداء الامتحانات دون الحاجة إلى مرافق قراءة الأسئلة وتدوين الإجابات.

كما تقدم القاعة خدمة الطباعة على برايل، حيث تضم عدد طابعتين برايل تطبع على وجهى الورقة الواحدة وتسمح بالحصول على مستندات ورقية مناسبة للقراءة بواسطة فاقدى البصر.

وقاعة عرض البانوراما، هو نظام عرض تفاعلى باستخدام الوسائط المتعددة على ٩ شاشات تشكل نصف دائرة باستخدام الحاسب الآلى، وتعرض الحضارة المصرية عبر العصور بدءًا من الحضارة الفرعونية حتى العصر الحديث، وتعرض مسيرة جامعة القاهرة خلال الأعوام المائة من عمرها، قام بابتكار هذا الاختراع مجموعة من الشباب المصرى العاملين بمركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية والحاصل على براءة من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا.

قاعة المراجع: تحتوى القاعة على أحدث مجموعات مصادر المعلومات المرجعية من دوائر المعارف والقواميس والتراجم والأدلة وغيرها لتكون فى متناول الباحث.

قاعة قواعد البيانات العالمية: تضم شبكة متطورة للحاسبات تستخدم أحدث تقنيات الربط الشبكى المباشر والسريع مع المكتبات الفرعية العالمية.

قاعة الكتب والإنسانيات: تنقسم إلى قسمين هما قاعة الكتب العامة وقاعة الإنسانيات، تقدم خدماتها للمترددين على المكتبة من داخل الجامعة وخارجها للمصريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، وتضم القاعة مجموعة كبيرة من الكتب العربية والأجنبية الحديثة.

أما قاعة الدوريات: فتحتوى على الدوريات المطبوعة الصادرة بجميع اللغات فى مختلف أفرع المعرفة البشرية ويغلب عليها الطابع الأدبى والاجتماعى والإنسانى، كما تضم جميع إصدارات كليات ومعاهد الجامعة من الدوريات، فقد شاركت الدول العربية بـ٧٦ عنوانًا، والإهداءات ٥٤٠ عنوانًا، بينما الإهداء الإنجليزى ١٠١ عنوان، وإصدارات الجامعة ٤٨ عنوانًا، والاشتراك الإنجليزى ١٠٧ عناوين.

وقاعة معمل المسح الرقمى: ويعمل المعمل على إتاحة نسخ إلكترونية من مقتنيات المكتبة لخدمة الباحثين ويقدم خدمات مميزة تيسر حصول الباحث على المعلومات المطلوبة فى الوقت والمكان المناسبين بأبسط الطرق وأقل التكاليف على شكل صورة أو بى دى إف، فقد قام المعمل بتحويل الكتب والرسائل إلى إلكترونى فقد زاد على مليون ورقة إسكان، خدمات، مشاريع تخرج، سجلات النتائج لبعض الكليات، وبعض الكتب المهداة مثل مكتبة حسن التهامى التى كانت تضم عددًا من المخطوطات القيمة، ومكتبة محمود طاهر.

كما يقدم خدمات المسح الإلكترونى للكليات والمعاهد داخل جامعة القاهرة وخارجها لتحويل مقتنياتها إلى نسخ إلكترونية، وقاعة سفارة للمعرفة: إهداء من مكتبة الإسكندرية لتقدم أبرز خدماتها وتتيح أهم مجموعاتها.

بينما توجد قاعة البحث الفردى والجماعى: موزعة على الأدوار الثلاثة «الثانى والثالث والرابع» للمكتبة وتشمل جهاز كمبيوتر ومكتبًا لخدمة خصوصية البحث العلمى.

قاعة الثقافات واللغات المتعددة: تضم إهداءات من مختلف السفارات وأقسام اللغات الأجنبية بكلية الآداب بجامعة القاهرة «إسبانى، يابانى، صينى وغيرها» بالإضافة إلى بعض الجامعات الأجنبية والوكالات الدولية.

الركن الأمريكى: وهى بمثابة قاعدة معلومات عن الولايات المتحدة الأمريكية، البرنامج نتاج لاتفاقية الشراكة بين قسم العلاقات الثقافية بالسفارة الأمريكية بالقاهرة والمكتبة المركزية لجامعة القاهرة، وتم توقيع الاتفاقية فى الرابع من مايو عام ٢٠٠٩.

قاعة الترميم اليدوى والآلى: يقع فى الدور الرابع معملان للترميم اليدوى والآلى لخدمة صيانة جميع المجموعات التراثية والنادرة بالمكتبة.

أما قاعة التدريب: فهى أحدث القاعات التدريبية المجهزة بأحدث وسائل الشرح للمحاضرات وعقد الندوات والاجتماعات، كما توجد قاعة المؤتمرات عن بعد ومجهزة بأحدث التقنيات الحديثة المتطورة لعقد المؤتمرات المرئية، مما يسهل عملية التواصل وعقد الاجتماعات ومناقشة الرسائل الجامعية داخل فروع الجامعة وخارجها.

وأما قاعة المراجع فهى تضم ٨٦٨٢٥ مرجعًا متنوعًا لجميع أنواع المعرفة، كما تضم القاعة ١١ خلوة للباحثين يتم إيجارها بـ٥ جنيهات للساعة، كما أن هناك قاعة للتدريبات والمحاضرات، وقاعة الرسائل التى تحتوى على ٩٠ ألف رسالة ماجستير ودكتوراه، إضافة إلى ما يوجد فى المخازن من ٢٨ كلية و٣ معاهد بحوث.

أهم المقتنيات

وتحتوى المكتبة على الكثير من المجموعات الثمينة التى اقتنتها المكتبة والتى تعد أهمها مجموعة الأمير إبراهيم حلمى، وهى مجموعة تاريخية لها قيمتها الخاصة لكل باحث فى تاريخ مصر والسودان ووادى النيل بل وتاريخ الشرق أجمع، وتضم الكثير من المصادر النادرة ذات التجليد الفاخر.

كما تضم مجموعة الأمير كمال الدين حسين التى أهديت إلى الجامعة وأغلبها فى الأدب والجغرافيا والرحلات، كما أثرت رصيدها بشراء مجموعات العلماء والمستشرقين كمجموعات العالم المستشرق «زيبولد» وأستاذ الآثار «بونكر» والدكتور «ماكس ماير هوف» الذى تتميز مجموعته بما تضمه من المخطوطات العربية فى تاريخ الطب والعلوم الطبية.

ومن المقتنيات المتميزة فى المكتبة مجموعة المرحوم «أحمد طلعت» التى تحتوى على عدد كبير من المخطوطات العربية والفارسية والتركية، ومجموعة الدكتور «محمد عسكر» التى تشتمل على الكثير من المراجع العربية الأساسية كالمعاجم وكتب الطب والتاريخ والآداب والعلوم الدينية، كما أهديت للمكتبة مجموعات عديدة ومؤلفات نفيسة باللغات المختلفة من أشهرها كتاب «وصف مصر» الذى وضعه علماء الحملة الفرنسية.

كذلك توجد بالمكتبة مجموعات من المسكوكات القيمة التى أهداها «مسيو داتارى» وهى تشتمل على مجموعة من النقود الأثرية من العصرين اليونانى والرومانى وهى أتم مجموعة فى بابها بعد مجموعة المتحف البريطانى ولا تزال الهدايا مستمرة حتى وقتنا هذا من علماء أجلاء وشخصيات متميزة.

الاشتراكات

يختلف نظام الاشتراك من الطالب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين، فإن نظام الاشتراك للطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة ٤٢ جنيهًا، وأما خارج الجامعة، فإن الاشتراك الشهرى ٥٠ جنيهًا، والاشتراك لمدة ٣ أشهر ١٠٠ جنيه، بينما اشتراك ٦ شهور قيمته ٢٠٠ جنيه، وأما الاشتراك السنوى ٣٢٠ جنيهًا يدخل ضمنها رسوم الكارنيه، وتفتح المكتبة أبوابها كل يوم عدا يوم الجمعة من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً.

وتزدحم المكتبة بالزائرين أثناء العام الدراسى، بينما تنخفض كثافة الزائرين فى الإجازة الصيفية، وتستقبل المكتبة رحلات من الطلاب والكليات، وتعقد المكتبة مؤتمرًا سنويًا تشرف عليه.

نظام الاستعارة

حددت إدارة المكتبة قواعد لنظام الاستعارة، وهى تأمين الاستعارة ١٠٠ جنيه للطالب، وأما أعضاء هيئة التدريس ٢٠٠ جنيه، بينما الدراسات العليا ٧٠٠ جنيه، ولا تتم الاستعارة إلا إذا كان الكتاب تتوافر منه نسخ زائدة فى المخازن، ومدة الاستعارة أسبوع ثم تتجدد أسبوعًا آخر.

عدد العاملين

يعمل بالمكتبة ١٥٠ عاملًا ما بين إداريين ومهندسى ترميم، وإخصائيى مكتبات، وصيانة وعمال معاونة، يتم تدريبهم على أعلى مستوى.

الأنشطة الثقافية

تنظم المكتبة العديد من الفعاليات الثقافية والورش والندوات التثقيفية، خدمة لجمهور المكتبة ومن ضمن الورش التى نظمتها ورشة نظم المعلومات الجغرافية، وفعاليات ورشة مهارات التعليق الصوتى، إضافة إلى مناقشات بعض الروايات والكتاب المتميزين، كما تضع المكتبة برنامجًا ثقافيًا شهريًا لرواد المكتبة، ودائمًا تشارك المكتبة فى برامج التوعية والأنشطة الثقافية والفنية لرفع وتحسين المستوى الفكرى للمستخدمين.