رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقييم استراتيجى.. كيف تتعامل إسرائيل مع القوى الدولية فى 2023؟

القوى الدولية
القوى الدولية

أصدر معهد الأمن القومي الإسرائيلي التقييم الاستراتيجي للعام الجاري 2023 سواء على مستوى الأوضاع الداخلية، أو تطورات الساحة الدولية، والعلاقات مع العديد من الدول، خاصةً القوى العالمية.

وخصص التقييم فصلًا للأوضاع التي تشهدها الساحة الدولية بعنوان «المنافسة العالمية وتأثيرها المتزايد على إسرائيل»، وجاء فيه أن عام 2022 تميز بتسريع العمليات في المحاور العالمية والإقليمية والفلسطينية، وكذلك الداخلية لإسرائيل، وهو ما يمثل تحديًا للأمن القومي.

وقال التقييم الإسرائيلي إن الوضع الحالي في النظام الدولي يشهد منافسة بين القوى العظمى متمثلة في الولايات المتحدة والصين، التي تدور من أجل السيطرة على النظام العالمي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا تعد محور أساسي في تلك المنافسة.

وأشار إلى إمكانية التصعيد داخل أوكرانيا، في ظل تهديد روسيا باستخدام أسلحة نووي، وكذلك إمكانية التصعيد داخل تايوان، بالإضافة إلى صعوبة التوصل للاتفاقيات والعمل المشترك بشأن قضية تغير المناخ والأزمات العالمية الأخرة.

تآكل مكانة أمريكا وتأثيرها على إسرائيل

وتابع معهد الأمن القومي الإسرائيلي: "اهتمام الإدارة الأمريكية بالقضية الفلسطينية محدود، وهو أمر مسلم به، ولكنها تنوي الضغط على الحكومة الإسرائيلية للحفاظ على الوضع الراهن ومنع التدهور، وذلك بقصد إجراء عملية سياسية على أساس مبدأ الدولتين".

وأوضح أن المنافسة بين القوى العظمى تجسد فرصة لزيادة مساحة إسرائيل للمناورة مع الولايات المتحدة، وتوثيق التعاون في المجالات التي تتمتع فيها إسرائيل بمزايا نسبية واضحة مثل التكنولوجيا والابتكار. 

وأضاف: "في هذه المرحلة، يبدو أن تآكل مكانة الولايات المتحدة في المنطقة سيستمر، وهو ما ينعكس - من بين أمور أخرى - في تحدي شركائها الكبار تجاهها، مثل السعودية، بشكل قد يضر قدرتها على المساعدة في تحقيق أهداف إسرائيل في المنطقة، وكذلك في صورة الردع الشاملة لإسرائيل وموقعها، والذي يعتمد جزئيًا على صورة علاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة".

 

تعزيز العلاقات مع القوى الأخرى

 وشرح التقييم أن الاستراتيجية الحالية لإسرائيل هي الاستناد إلى أمريكا، إلى جانب محاولة تعزيز العلاقات مع القوى الأخرى، مشيرةً إلى أنه في إطار ذلك، يتم تقليل مساحة المناورة بين القوى العظمى، إلى جانب الإمكانات المتزايدة داخل المعسكر الغربي؛ وهي فجوة متنامية في وجهات النظر بين إسرائيل والغرب، بالإشارة إلى أن تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة، والتغييرات داخل الولايات المتحدة، يعني احتمال إلحاق الضرر بالدعم لإسرائيل.

توصيات استراتيجية لإسرائيل 

وأوصى معهد الأمن القومي الاستراتيجي بأن يتم تعزيز العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، وأن يكون هناك حوار مستمر حول القضايا الجوهرية لكلا الجانبين، وتعزيز المشاركة الإقليمية الأمريكية، والحفاظ على دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والتعامل مع تآكل مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة.

وعلى مستوى تنافس القوى العظمة، جاءت التوصية كالتالي: "الانضمام إلى تحركات الغرب وتعزيز التعاون على، خاصةً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والحفاظ على العلاقات مع الصين وروسيا، وتقليل مخاطر التدخل والتأثير ونقل التكنولوجيا".

وفيما يخص منطقة الشرق الأوسط، تحدث معهد الأمن القومي الإسرائيلي حول أهمية تعزيز البنية الإقليمية لإسرائيل في المنطقة بدعم من الغرب، بالإضافة إلى توسيع المشاركات الأمنية في الشرق الأوسط.