رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

  سحر حلمي: الباليه ليس رفاهية.. وهذه كواليس زواجى من المهندس الفرنسي (حوار)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

المصريون القدماء، أول من صنعوا الدراما الراقصة التي تحكي بالرقص قصصا ومعاني، وهي اللبنة الأولى لـ الباليه، و في حضارتنا القديمة نرى نقوشًا واضحة للنساء يرقصن في جماعات منتظمة أشبه مايكون بالرقص الحديث.

«الدستور» حاورت إحدى أشهر راقصات الباليه في مصر والعالم، الدكتورة سحر حلمي، عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للباليه، حول مشوارها الفني، قصتها مع الباليه، أسرار عن حياتها، زواجها وأفكارها.

◄ بداية.. ماذا يمثل لكِ دعم والدك؟

دعم أهلي وخاصة والدي هو الشرارة التي أوصلتني لهذا النجاح، فالآباء يضعون أبناءهم على طريق الاحتراف، يلحقونهم مبكرا بالدراسة، فلابد أن نعي بأن الأب والأم هما أهم حاجة بالنسبة للطفل في المراحل الأولى من حياته.

◄ كيف كانت طفولتك وهل كان تنبأ أحدا بأن تكوني مهتمة بالبالية؟

والدي كان يرسلني لدروس الباليه، كنت أشاهد عروض الباليه التي تقدمها الباليرينا منى جبر بالتلفزيون،  أسبوعيا، أحفظ اليوم والساعة التي تعرض فيها، فلاحظ والدي اهتمامي بهذا الفن، لذلك قدم لي في معهد الباليه وعمري 8 سنوات.

◄ترين أن هناك سن محدد للطفل ليلتحق بالبالية؟ ولماذا تكون الاختيار المثالي؟

هناك قوانين معروفة لهذا الفن، فلا يحدث الأمر بشكل عشوائي، سن الدراسة داخل معهد الباليه يبدأ من الصف الثالث الابتدائي، لتبدأ دراسته بالمعهد من الصف الرابع الابتدائي، نتبناه دراسيا وفنيا، ونعلمه كل شيء، يقدم الطفل في امتحانات القبول، وعند اجتيازه لها، يأتي بورقة لمدرسة الباليه.

ونصيحتي للآباء، أن لا يتركون أبنائهم يهملون دروسهم بعد الالتحاق بالمعهد، وأن يحافظوا على النظام الغذائي، من الرشاقه، خاصة أن هؤلاء الأطفال ليسوا عاديين.

◄ما نصيحتك لمن يريد الالتحاق بدراسة الباليه؟

توجد مدارس ونوادي ومراكز لممارسة الباليه، وسأقول: "اذهب ولا تتردد"، لكن في مصر فن الباليه الذي له فرق ومعترف به هو "الفن الكلاسيكي" حسب الدراسة في معهد الباليه.

◄هل أنتِ راضية عن التغطية الإعلامية لفن الباليه وما هو اقتراحك في حالة تطوير هذا الأمر؟

لست راضية عن التغطية الإعلامية لفن الباليه، فالإعلام يتعافي هذا الفن، والبرنامج الوحيد المهتم به "فن الباليه"، وفي حقيقة الأمر هو برنامج فقير في كل شيء، ورغم ذلك عليه إقبال، مما يتضح أن العيب ليس من المشاهد، ولكن من الجهات المتبنية هذا الفن.

المشاهد متعطش، ولابد من توفير السلعة له، لكن سلعة فن الباليه غير متوفرة بالشكل الذي يليق بها في القرن الـ 21 وهو عصر التكنولوجيا.

◄كثيرون يعتبرون البالية رفاهية.. ما ردك؟

لو كانت الفنون رفاهية، فلا حاجة للموسيقى، الرياضة، وغيرها، وليجرب الإنسان حياته بلا فن، ويرينا كيف سيعيش، كما أن مشاهدة الفن ليست إجبارا، فمن يريد المشاهدة يأتي، ومن لا يريد فهو حر، فنحن نعرض السلعة في السوق ونوفرها، والمستهلك من يختار.

◄كيف كان للباليه النصيب الأكبر في تكوين شخصية سحر حلمي؟

الباليه غير شخصيتي، فالفن يرتقي بالإنسان، كلما ارتقى الإنسان بنوع الفن، كلما ارتقى الإنسان، وكلما هبط نوع الفن، كلما يهبط الإنسان، فالفن مثل الأكل، ريثما أن الأكل يغذي الجسد، بينما الفن يغذي الروح.

علينا أن نعرف أن الحالة النفسية للإنسان ليس أن يكون حزينا أو سعيد، ولكن أيضا أن يكون مرهفا فى مشاعره.

◄البعض يرى أن هناك تعارض بين عمل المرأة في الفن وحياتها الخاصة من زواج وتكوين أسرة، هل أنت مع هذا الرأي؟

أن توفق المرأة بين فنها وأسرتها ليس أمرا سهلا، لكن ما الفرق بين الفنانة والطبيبة التي تنزل في أي وقت من أجل مداواة جرحى؟ أو محامية تتعامل مع المجرمين؟ إذن هناك مهن صعبة للمرأة وحققت النجاح،بشرط قدرة استيعاب الرجل ومرونته العقلية، وهذه المرونة تأتي من الثقافة.

◄حديثنا عن قصة حبك وسفرك لفرنسا؟ 

قصتي حبى "قدرية"، كانت مرتبة إلهيا، لأني في هذه المرحلة كنت في العشرينات من عمري، وقابلت مهندس فرنسي يعمل في مصر، وبحكم أن فرنسا بلد الباليه والأوبرا، فكان يعي جيدا طبيعة هذا الفن.

وبعد انفصالي عن الفرنسي، تترتب الأقدار مرة أخرى زواج من مصري، ويكون عنده المرونة العقلية لتقبل طبيعة عملي، يحبه ويقبل عليه ويكون فخورا وسعيدا بوجودي في هذا الفن.

◄من مثلك الأعلى في الباليه؟ وماذا تعلمت منه؟

لا يوجد مثل أعلى بعينه، لكن لا أتوقف من كوني أتعلم من الناس والنماذج ومن دروس الحياة أيضا، فلا أتوقف من مشاهدة وملاحظة من حولي، وأرى كيف ينجح كل شخص، وأقداره أوصلته لماذا، فانظر لأقدار الآخرين وأستفيد منها، لكي أنصاغ لقدري أنا، وأنتظر ما هو مكتوب لي من سعي واجتهاد ونجاح.

◄هل هناك أحلام لم تحققها الدكتورة سحر في هذا الفن؟

لدي أحلام لم تتحقق بعد، فأنا لا أشعر بالنجاح الكبير، أشعر بأني أسير بشكل جيد ومقبول بدرجة كافية في أدائي الأكاديمي والفني، و أحلامي المؤجلة، الانتشار العلمي لفن الباليه، وليس أكاديمي، لأن الأخير موجود، فتثقيف الشعب وخاصة المواطن الفقير أمر أساسي، كما أن حلمي هذا ليكون حقيقة على أرض الواقع لابد أن تتظافر كل الجهود، من خلال دعم الجهات المعنية بشكل أكبر.