رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نصائح الخبراء للحصول على الوظيفة المثالية: حدد نقاط قوتك ولا تبالغ فى توقعاتك

الخبراء
الخبراء

العثور على وظيفة تستمتع بأدائها ويمكن وصفها بالمثالية يعنى أنك لن تكون مضطرًا لمواجهة ضغوطات العمل المعتادة، هذا هو تصور غالبيتنا عن وظيفة الأحلام، وهو توصيف يعود للكاتب الأمريكى الشهير مارك توين، لكن هل هذا الاعتقاد صحيح؟ الإجابة لدى خبراء التوظيف.

كتبت ستيفانى نويسى، مؤسسة شركة الاستشارات المهنية «ماكس أب»، عدة نصائح من خلال موقع التوظيف الشهير «لينكد إن» للباحثين عن وظيفة الأحلام قالت من خلالها إننا من يحدد ماهية الوظيفة التى نحلم بها، لذا فإن أيًا ما كان يبدو لنا مثاليًا فليس شرطًا أن يراه الآخرون وظيفة أحلامهم.

وأضافت: «عليك أن تضع تعريفك الخاص لوظيفة الأحلام، ثم تتخذ الإجراءات اللازمة للوصول إليها».

وتابعت: «العمل لتحقيق هدف شىء مفيد لصحتك العقلية، ومن المهم وضع توقعات صحية لماهية الوظيفة التى تحلم بها، لأن الإفراط فى المثالية يمكن أن يسبب لك خيبة أمل لاحقًا فى حياتك المهنية».

وأكدت أن وظائف الأحلام ذاتية، وأنه قد يحلم البعض بوظيفة أحلام فى الهواء الطلق أو يكون محاطًا بزملاء العمل بينما يفضل البعض الآخر العمل من المنزل، يعتمد ذلك على مجال الشخص ومزاجه.

وقالت: «يعتقد الناس أنهم بحاجة إلى أن يكونوا مثاليين وأنهم بحاجة إلى منح ١١٥٪ من جهدهم للقيام بعمل ما أو للحصول على تلك الوظيفة».

وأضافت: «يعتقدون أنهم بحاجة إلى أن يكونوا المرشح المثالى لهذه الوظيفة المثالية، ولكن لا يوجد شىء اسمه الوظيفة المثالية، ولا يوجد شىء اسمه المرشح المثالى، ويجب أن تكون وظيفة الأحلام مرنة».

وأوصت بأخذ وقت للتفكير الذاتى بنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التى تقابلنا باستخدام أساليب التحليل الشهيرة، ثم البحث عن الفرص التى تبرز نقاط قوتنا مع تجنب «التهديدات» مثل بيئة العمل السيئة، ثم تحديد الشركات التى تقدم باستمرار «الوظائف التى نحلم بها» واستهدافها فى بحثنا عن الوظائف.

وقالت: «عليك أن تترك منطقة الراحة الخاصة بك لمتابعة فرص جديدة فى اكتشاف وظيفة أحلامك الجديدة، وأن تدفع نفسك باستمرار، مثل أن تطلب أن تكون جزءًا من المشروعات الجديدة فى الشركة، أو أن تفعل شيئًا جديدًا فى قسم مختلف».

وأضافت: «جرب أشياءً لم تجربها من قبل، فهناك العديد من الوظائف التى ربما لا نعرف حتى وجودها والتى يمكن أن تأخذ دور الأحلام فى حياتك، لكنك لم تتكبد عناء الكشف عنها، لذلك فإنك بحاجة إلى أن تكون فضوليًا بعض الشىء، وقل نعم للأشياء الجديدة، وتحلى بالمثابرة حتى تفهم ما الذى تحب فعله حقًا».

وقالت عالمة النفس فى مجال الأعمال، إليزابيث فليمنج، إنه على كل باحث عن وظيفة أن يسأل نفسه: ما هى الأشياء التى يخبرك الناس بأنك جيد فيها حقًا؟ وما الذى تشعر أنت بأنك جيد فيه حقًا؟

وأضافت: «أعتقد أن هذا أيضًا له علاقة كبيرة بكيفية تفكير كل جيل بشكل مختلف عن غيره»، موضحة: «أنا من جيل أقدم نسبيًا، لذا من وجهة نظرى، يفكر الكثير من جيلنا فى هل يمكننى تطوير شغفى فى هذه الوظيفة؟ هل سأحظى بالاعتراف والاحترام؟ هل سيسمح لى باتباع مسارات مختلفة؟ يعتمد الأمر حقًا على أهداف الأشخاص وكيف يحددون معايير الوظيفة المثالية».

وأوضحت أن بعض المؤهلات الوظيفية التى يحلم بها الناس قد تكون عالمية، أى تشمل تحقيق الإنجازات، والتوازن بين العمل والحياة، وما أسماه عالم النفس ميهالى تشيكسينت «التدفق»، flow، وتعنى الحالة التى ندخلها «عندما نستمتع بشىء ما لدرجة أننا نفقد الإحساس بأنفسنا تمامًا فى كل ما نقوم به».

وأشارت إلى أهمية الطموح فى العثور على وظيفة الأحلام، وحذرت من أن يتحول الطموح الإيجابى إلى سلبى إذا بالغنا فى توقعاتنا المثالية لوظيفة ما، لأن التوقعات العالية يمكن أن تزيد من احتمالية خيبة الأمل.

ونبهت إلى أنه إذا حصل الشخص على وظيفة يعتقد أنها وظيفة أحلامه ثم اكتشف أنها ليست كما كان يتوقع فإن الآثار المترتبة على ذلك يمكن أن تكون عميقة جدًا، مضيفة أنها عالجت أشخاصًا أصيبوا بالاكتئاب بسبب التوقعات المخيبة للآمال.

وأضافت: «تتغير الحياة، لذا قد لا تكون الوظيفة التى تحلم بها الآن هى نفسها وظيفة أحلامك فى غضون خمس سنوات، لذا فإن اتباع هدف واحد ليس من الحكمة، ولن يجلب لك السعادة».

وتابعت: «عندما يصبح هذا الهدف جامدًا، يصبح عبئًا لأنك وقتها لن تكون قادرًا على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة فى حياتك وفى العالم». 

ونصحت: «غيّر توقعاتك حول الوظيفة التى تحلم بها لتجنب الإفراط فى جعلها مثالية، تتضمن التوقعات المتغيرة توقع النجاح والإخفاق فى وظيفة أحلامك، كما هو الحال فى أى وظيفة أخرى».

وتابعت: «إذا توقعنا أن يكون كل شىء سهلًا حقًا كل يوم، فلن تتحقق توقعاتنا، ولن نشعر بأن كل يوم رائع، ولكن ستكون هناك جوانب من عملك مدهشة وتعوض عن أشياء فى العمل لا تستمتع بها».

واستطردت: «عليك أن تغيّر توقعاتك حول المقدار الذى يجب أن تمنحه لوظيفة ما، فإن المبالغة فى تقدير مدى الكمال الذى ستكون عليه وظيفة أحلامك أمر سيئ مثل المبالغة فى تقدير مدى روعة وظيفة أحلامك».

وأكدت «فليمنج» أنها تعمل على مساعدة الناس في إدراك أن هناك العديد من المسارات فى الحياة، وأنه لا بأس من تغيير مسارك، فهذا أمر مهم جدًا، وأن مجموع مهاراتك يجب أن تكون قادرة على التكيف والتحول من مكان عمل إلى آخر، وأن السماح بمزيد من الانسيابية فى الطريقة التى يعمل بها الأشخاص فى حياتهم المهنية هو إحدى الطرق لمساعدة أنفسهم حقًا.

علينا أن نتقبل أن وظيفة الأحلام لن تطرق بابنا بين يوم وليلة، بمجرد تحديد التوقعات الصحيحة، لكن يتوجب أن نبحث عن المؤهلات التى نحتاجها للوصول إلى الوظيفة التى نحلم بها، بما فى ذلك تطوير مهاراتنا.