رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أزمة المقدسات والأقصى».. لماذا استدعت الأردن سفير إسرائيل للمرة الثانية خلال يناير؟

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

أزمة جديدة تلوح في الأفق بين إسرائيل والأردن بسبب الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى المبارك، وزائريه.

وتملك الأردن الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، وأبرزها المسجد الأقصى المبارك، وذلك بموجب القانون الدولي.

بداية أزمة جديدة بين إسرائيل والأردن

اعترضت عناصر جهاز شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، غسان المجالي السفير الأردني لدى إسرائيل، وكان يرافقه مدير الوقف الأردني.

وجاء ذلك التصرف من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية بحجة أن زيارة السفير الأردني، ومرافقه، جاءت دون تنسيق مسبق مع السلطات الإسرائيلية، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.

وعمل أحد الضباط بالشرطة الإسرائيلية على تعطيل دخول السفير الأردني، ومدير الوقف، لوقت قصير، مبررًا ذلك بأنه لم يتعرف عليهما، ولم يكن على علم بأن هناك زيارة مرتقبة، ومن ثم أبلغ قائده في جهاز الشرطة، وانتظر لتلقي التعليمات.

وتابعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي: "السفير الأردني قرر في لحظة مغادرة المكان، وذلك خلال انتظار أحد الضباط  تعليمات قائده بعد إبلاغه بوجود السفير الأردني ومحاولته دخول المسجد الأقصى، لو كان انتظر السفير بضع ثوانٍ، لتمكن من الدخول إلى الحرم القدسي".

تحرك فوري من خارجية الأردن

على الفور، استدعت وزارة الخارجية الأردنية، إيتان سوركيس السفير الإسرائيلي لديها، لجلسة إدانة تجاه ذلك التصرف الصادر عن السلطات الإسرائيلية.

وأصدرت الخارجية الأردنية، بيانًا، بعد وقت قليل من الحادث، أعلنت فيه تفاصيل استدعاء السفير الإسرائيلي لديها، احتجاجًا على منع سفيرها لدى تل أبيب، من دخول المسجد الأقصى المبارك.

وأكدت أنها أبلغت «سوركيس» رسالة شديدة اللهجة، لنقلها إلى الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تؤكد إدانة عمان البالغة لمثل هذه التصرفات من جانب سلطات الاحتلال الإسرئيلي.

وقال بيان الخارجية الأردنية: "تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها لحكومته، تؤكد إدانة الحكومة الأردنية كافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شئون المسجد الأقصى المبارك".

وشددت على أن إدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك، التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شئون المسجد، وتنظيم الدخول إليه.

اقتحام بن غفير للأقصى 

ولم تكن خطوة الخارجية الأردنية تجاه سفير إسرائيل اليوم، هي الأولى من نوعها خلال الشهر الجاري، حيث استدعته، في وقت سابق من شهر يناير الجاري، جراء اقتحام إيتمار بن غفير وزير الأمن الإسرائيلي، للمسجد الأقصى.

وخلال ذلك الاستدعاء، الذي جرى يوم 3 يناير الجاري، سلمت خارجية الأردن رسالة احتجاج على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى.

وأكدت، في بيان لها، أن رسالتها تضمنت احتجاجًا على تصرف «بن غفير»، كما شددت على وجوب امتثال إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقا للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، خاصة المسجد الأقصى، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.