رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عندما بعنا الكاميرا للعمدة».. حكايات يوسف وهبى أيام الصبا والشباب

يوسف وهبي
يوسف وهبي

"عندما بعنا الكاميرا للعمدة".. واحدة من حكايات الفنان الكبير يوسف وهبي، أيام الصبا والشباب الأولي، والتي باح بها لمجلة الكواكب المصرية، في عددها الـ 331، والصادر عام 1957.

وكشف وهبي أن أيام شبابه الأولى ظهرت فيها بوادر هذا الفنان العملاق، قال وهبي: "عندما تعود بي الذكري إلي عهد الشباب الباكر أجد أن طبيعتي وتصرفاتي كلها لم تكن لتسمح بأن أصير في المستقبل شيئا آخر سوي "ممثل"، وذكريات الطفولة وفجر الشباب كلما عاودتني، أشعر أيضًا بالحنين إلي مزاولة "الشقاوة" ولو علي سبيل الذكري، وقد كنت في أول العمر فتي "شقيًا" وجريئًا إلي حد الخطورة، ويحضرني بهذه المناسبة حادثان طريفان لازلت أذكرهما كلما مر بخاطري التي ودعت عهد الشباب العزيز.

 

ــ يانصيب بآلة "الكارتلة"

وأضاف وهبي: "حدث ذات يوم أن فكرت أنا وصديقي المخرج المعروف محمد كريم، وكان رفيق صباي وزميل هوايتي، في تدبير مبلغ من المال نبدأ به مشروعا مسرحيا، وكنا لا نتجاوز سن اليفاعة. وكان لدي آلة سينما، فرأينا أن نجري عليها "يانصيب" بواسطة "الكارتلة" وجعلنا ثمن النمرة خمسة جنيهات، وبدأنا نسعي لدي الأقارب وغير الأقارب من القادرين لكي يساهموا في هذا اليانصيب.

 

وتابع: "حدث أن زارنا أحد العمد من أصدقاء المرحوم والدي، وحاولت أنا وكريم إقناعه بشراء نمرة في الكارتلة ولكنه رفض بإباء وشمم محتجًا بأن هذا قمار والقمار حرام. وغاظنا رفض العمدة، خصوصًا وهو رجل موسر، وجيبه مليئ بالنقود. وانتهزنا فرصة نوم الرجل في غرفة الضيوف وجئنا بعرق خشب أدخلناه من نافذة الغرفة، وسحبنا بواسطته ملابسه من فوق الشماعة، ثم أخذنا من محفظته خمسة جنيهات، وأعدنا الملابس إلي الشماعة ثانية بواسطة عرق الخشب، وأخترنا للرجل رقما في الكارتلة مقابل الجنيهات الخمسة التي سرقناه منه، دون أن يعلم شيئا. وجاء موعد السحب ولشدة دهشة الرجل أن فوجئ بأنه صاحب النمرة الرابحة، ولم يكن قد عرف شيئا عن سرقة الخمسة جنيهات، واضطررنا أن نعترف له بالحقيقة، فترك آلة السينما لنجري عليها سحبا آخر، إذ لم يستطع أن يعرف كيف يستعملها".

 

ــ لهذا السبب حرمت لعب البوكر

قصة ثانية يرويها يوسف وهبي عن ذكرياته في بدايات عمله المسرحي، قائلًا: "في أول عام لي من احتراف التمثيل بفرقة رمسيس، كان للسيدة ماري منصور قريب، وكان لهذا القريب صديق من الأثرياء المعجبين بماري منصور، وجاءني قري بماري منصور يطلب مني أن أرافق ثلاثتهم في لعب البوكر، وأغراني بأنني سأربح الكثير لأنه ماهر في تدبير الورق والغش في اللعب. وتحت تأثير الطيش قبلت أن أفتح فمي للسنارة، وظللنا نلعب كل ليلة تقريبا، وكنا نربح فعلا باستمرار، أما الخاسر فكان دائما ذلك الرجل الثري المعجب بماري منصور.

ــ هكذا كشف الثري الخدعة

وأضاف يوسف وهبي: رثيت لحال الرجل، ولكن قريب ماري أكد لي أنه من الأثرياء بحيث لا تهمه مثل هذه الخسائر، ورأيت أن قوله حق، قياسًا علي إلحاح الرجل في أن نداوم علي اللعب كل يوم دون أن يبدو عليه ما يدعو للرثاء. وحدث ذات ليلة ونحن نلعب أن ربح الرجل لأول مرة في لعبة نادرة مبلغا طائلا. فقد تحديته بأربعة ملوك علي مبلغ خمسين جنيهًا، وكنت واثقًا من أنني الرابح، فتحداني بمائة فتحديته بمائتين، ثم اكتشفنا الورق فإذا هو معه أربعة آسات. وتعجبت كيف حدث ذلك؟ وضحك الرجل بهدوء وقال: أصل الورق اللي أنتم موضبينه جالي المرة دي.

واختتم: هكذا كان الرجل يعلم أن قريب ماري منصور يغش الورق، وكان يخسر نقوده عن طيب خاطر، لا لشىء إلا أنه جالس بالقرب من حبيبة الفؤاد، ومن يومها حرمت.

يوسف وهبي
يوسف وهبي