رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأوقاف» تختتم فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد الحصري بـ6 أكتوبر

الأوقاف
الأوقاف

اختتمت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد الحصري بالسادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة أمس الأربعاء، بعنوان: "إتقان العمل"، حاضر فيه الدكتور السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة، والشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومحمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، والقارئ والمبتهل الشيخ حسين إبراهيم، وبحضور الشيخ عمر قطب مدير إدارة 6 أكتوبر، وجمع غفير من رواد المسجد.

وفي كلمته أكد الدكتور السيد مسعد أن المتأمل في الآيات الكونية، وبديع صنع الله سبحانه في خلقه، يرى الإتقان في كل دقائق الكون من حوله، ولا أدل على هذا من كتاب الله (عز وجل) فقد قال سبحانه: "وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"، فمن الشواهد على كمال قدرته وبديع صنعته أن جعل سبحانه "فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ" فيها أنواع الأشجار "مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ" وغير ذلك، والنخيل التي بعضها "صِنْوَانٌ" أي: عدة أشجار في أصل واحد، "وَغَيْرُ صِنْوَانٍ" بأن كان كل شجرة على حدتها، والجميع "يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ" وأرضه واحدة "وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ" لونًا وطعمًا ونفعًا ولذةً؛ فهذه أرض طيبة تنبت الكلأ والعشب الكثير والأشجار والزروع، وهذه أرض تلاصقها لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء، وهذه تمسك الماء ولا تنبت الكلأ، وهذه تنبت الزرع والأشجار ولا تنبت الكلأ، وهذه الثمرة حلوة وهذه مرة وهذه بين ذلك، وهذا تقدير العزيز الرحيم سبحانه.

وفي كلمته أكد الشيخ خالد الجندي أن إتقان العمل من أهم المسائل التي عالجها القرآن الكريم، فإن من أسباب رقي الإنسان وتقدمه ونجاحه إتقانه لعمله، والحرص على الإتيان به على أفضل وجه، وبأفضل الوسائل المتاحة، حيث إن الإنسان بفطرته السوية يحب العمل المتقن، وقد تكلم القرآن الكريم عن الإتقان في الخلق، فالله (سبحانه وتعالى) خلق كل شيء بإتقان وإحكام، فقال: "وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا  ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ  لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ  وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، وهذا تصوير للاهتمام بالتفاصيل ودقائق الإبداع، ويقول سبحانه: "قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا  أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ"، وعندما نتأمل قوله تعالى "بَهْجَةٍ"، تبعث في النفس الراحة والسرور والطمأنينة، ويقول سبحانه: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" وعندما نتأمل قوله سبحانه "وَزِينَةً" نرى أن المطلوب ليس مجرد العمل بل الاتقان فيه إلى أبعد حد، وهذا دليل على دقيق صنع الله سبحانه، فمطلوب وفق الشرع اتقان العمل في كل شيء وليس مجرد الإتيان بالعمل، حتى في العبادات، حيث يقول سبحانه: " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ".