رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تظاهرات وهجوم متبادل بين نتنياهو ولابيد.. ماذا يحدث فى إسرائيل؟

نتنياهو ولابيد
نتنياهو ولابيد

حالة اضطراب واسعة تشهدها إسرائيل، خاصة في الساحة السياسية، حيث ارتفعت حدة الخطاب بين الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، والمعارضة بزعامة يائير لابيد، والذي كان يتولى رئاسة الحكومة السابقة.

وتبادل قيادات الحكومة والمعارضة في إسرائيل الردود الهجومية والحادة، إذ تدعو قيادات اليسار إلى التظاهر في الشوارع ومناهضة حكومة نتنياهو، بينما تطالب الأخيرة بوقف التحريض ضدهم.

ونظم أنصار المعارضة الإسرائيلية، وتيار اليسار، أمس الإثنين، عدة تظاهرات في تل أبيب، ضد الإصلاحات التي يسعى نتنياهو إلى إدخالها على النظام القضائي، والتي لم يقرها بعد.

سبب التوترات في إسرائيل

وأكد نتنياهو، منذ يومين، أن حكومته ماضية في تنفيذ وعودها الانتخابية، مشددًا على سعيه تنفيذ عدة إصلاحات فيما يخص القضاء.

ويتولى ياريف ليفن حقيبة وزارة القضاء في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وأعلن هو الآخر عن إدخال تعديلات على النظام القضائي.

وقالت تقارير إسرائيلية إن الإصلاحات التي تنوي حكومة نتنياهو تطبيقها يمكن أن تحد سلطة محكمة العدل العليا في إسرائيل تجاه القرارات الحكومية، بالإضافة إلى منح الحكومة إمكانية تعيين القضاة، وعدم تعيين مستشاري الوزارات القانونيين من قبل النائب العام.

في بداية الأمر، أعلن لابيد عن معارضته، وتياره، لأية تعديلات تخص صلاحيات وزير القضاء الإسرائيلي، قائلًا: "سنخرج إلى الشوارع من أجل توصيل صوتنا".

اجتماع قادة المعارضة الإسرائيلية

تحذيرات من حرب أهلية ودعوات لاعتقال المعارضة في إسرائيل.. ماذا قالوا؟

وحذر زعيم المعارضة الإسرائيلية من أن استمرار حكومة نتنياهو في خطواتها، سيجعلها مسئولة عن اندلاع «حرب داخلية» - بحسب وصفه- متابعًا: "حان وقت الخروج بأعداد كبيرة للتظاهر ضد حكومة نتنياهو العنصرية".

وعقد رؤساء أحزاب المعارضة، أبرزهم بيني جانتس وزير الجيش الإسرائيلي السابق، وبينهم منصور عباس رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست، اجتماعًا، أمس، لبحث ما يمكنهم فعله للعمل ضد حكومة نتنياهو.

جانب من اجتماع قادة المعارضة في إسرائيل

وبعدها، أخذ وزراء الحكومة الإسرائيلية في الرد على ما صرح به لابيد، حيث دعا بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي إلى أنها ما أسماه بـ«الخطاب التحريضي» ضد حكومته، حسبما أذاعت القناة السابعة في التليفزيون الإسرائيلي.

وأضاف وزير المالية الإسرائيلي: "في الأيام الأخيرة، شهدنا هجومًا عنيفًا من قبل شخصيات مختلفة ضد وزير القضاء، ومحزن جدًا أن تأتي الكلمات القاسية والتهديدات من أعلى المستويات، نقول لا للحرب بين الإخوة، واقترح أن توقف كافة الأطراف الخطاب الملتهب والتحريضي".

بن غفير: القبض على من يثير الشغب

من جانبه، أكد إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، أنه وجه قيادات جهاز الشرطة للقبض على من يثير أعمال شغب أو قطع طرق، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.

وقال بن غفير: "أؤيد التظاهرات لصالح حرية التعبير، لكننا رأينا ضررًا خطيرًا بالديمقراطية، وتحريضًا ضد ليفين، وقطع طرق"، ملوحًا باستخدام سيارات رش المياه ضد المتظاهرين.

وكذلك، قال تسفيكا فوجل عضو الكنيست الإسرائيلي، إنه يجب اعتقال لابيد، وعدد من قادة المعارضة بتهمة «خيانة إسرائيل»، متابعًا: "هم أخطر الناس ويتحدثون عن الحرب ضدنا، ويعاملوننا كعدو، وهذا خيانة لإسرائيل ومبرر لاعتقالهم".

وأطلق ألموع كوهين نائب وزير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، تصريحات مشابهة لـ«فوجل»، إذ أوضح أنه في حال لم يتوقف لابيد وقيادات المعارضة عن التحريض ضد الحكومة، والرغبة في إراقة الدماء، فسيتم اعتقالهم، بحسب تصريحاته التي نقلتها القناة الـ13 في التليفزيون الإسرائيلي.

ردود متبادلة بين نتنياهو ولابيد

وعاد لابيد للرد مرة أخرى، قائلًا: "هكذا تنهار الحكومة، في يوم واحد يحدث الآتي، بن غفير يهدد باستخدام شاحنات رش المياه ضد متظاهرينا، وفوغل يقول إنه يجب إلقاء القبض علينا أنا ووضعنا في السجن بتهمة الخيانة، وفي بئر السبع حاولوا دهس طلابنا لأنهم يحتجون"، مؤكدًا أن التظاهرات ستستمر.

وفي أول تعليق لنتنياهو، شدد على رفضه لهجوم اليسار، مضيفًا: "في بلد ديمقراطي صحيح أنه لا يتم اعتقال قادة المعارضة، ولكن أيضًا، لا يتم وصف وزراء الحكومة بالنازيين، ولا يتم التحريض للقيام بأعمال عنف وشغب".

الجيش الإسرائيلي يدعو للتهدئة.. وهيرتسوج يطالب بضبط النفس

وتحدث يوآف جالانت وزير الجيش الإسرائيلي، داعيًا إلى وقف الخطاب المتصاعد بين الحكومة والمعارضة، محذرًا من الدخول في منطقة خطيرة.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي: "أدعو الجميع، اليمن واليسار، لتهدئة الوضع، نحن ندخل منطقة خطرة جراء التصريحات، حتى في أوقات الجدل المحتدم، فإن دور القادة هو الحفاظ على وحدة الإسرائيليين".

في السياق ذاته، دعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوج، قيادات الساحة السياسية إلى ضبط النفس، قائلًا إنه يجب إظهار المسئولية في تلك الأوقات الحساسة.

وأشار إلى أنه يتابع ما يجرى على الساحة، خاصة المخاوف من الإصلاحات القضائية، وأن الأمر يشغله بشدة، محذرًا من الانجرار إلى انفجار الرأي العام في تلك الفترة الحساسة.

وقال: "في الأيام القليلة الماضية كنت أعمل، وأجري محادثات مع العديد من الأطراف، وأفعل كل شيء من أجل وجود حوار على أمل الوصول إلى أوسع تفاهم ممكن.. أناشدكم المسئولين والمواطنين في إسرائيل من جميع المستويات، العامة والسياسية، التحلي بضبط النفس والمسئولية".