رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكا اللاتينية على صفيح ساخن.. تظاهرات البرازيل وحرب مخدرات بالمكسيك وعقوبات على فنزويلا

صورة من أحداث البرازيل
صورة من أحداث البرازيل

تشهد أمريكا اللاتينية أحداث غير مبشرة مع بداية 2023، ففي البرازيل وقعت تظاهرات واقتحامات من قبل اليمين المتطرف طالت الكونجرس والقصر الرئاسي ومؤسسات حكومية، فيما تخوض المكسيك حربا دامية ضد عصابات المخدرات، بينما ترفض الجماعات المتمردة في كولومبيا الاعتراف بشرعية الرئيس.

الاضطرابات تهدد البرازيل 

اقتحم المئات من أنصار اليمين المتطرف معارضي الرئيس البرازيلي اليساري المنتخب حديثا لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عددا من المكاتب الحكومية في العاصمة برازيليا ومقر الكونجرس (البرلمان) والمحكمة العليا مما أعاد للأذهان أحداث اقتحام الكابيتول 2021 على يد أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

وطوقت القوات الأمنية أماكن الاقتحامات ولكن بعضا من مناصري الرئيس البرازيلي السابق المتطرف اليمني بولسونارو تمكنوا من تجاوز الطوق الأمني وبعد اشتباكات بين قوات الأمن والمعارضين تمكنت قوات الامن أخيرا من السيطرة على المباني التي اقتحمها مئات المتظاهرين المناهضين لولا وأوقفت أكثر من مئتَي شخص، بحسب وزير العدل فلافيو دينو.

وقال سيلفا في تغريدة عقب أحداث الاقتحام: «يجري التعرّف على الانقلابيين والمخربين الذين أقدموا على تخريب الممتلكات العامة في برازيليا، وسيُحاسبون.. سنستأنف العمل في قصر بلانالتو.. الديموقراطية دائمًا".

يذكر أن الرئيس البرازيلي السابق  بولسوناو لم يسلم حتى الآن الوشاح الرئاسي إلى خصمه الذي هزمه بفارق بسيط في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي.

المكسيك تواجه حرب ضد تجار المخدرات

تعيش المكسيك في حالة انفلات أمني بسبب حربها ضد العصابات وتجار المخدرات لاسيما بعد اعلان وزير الدفاع المكسيكي أن الجيش قد ألقى القبض على أوفيديو غوزمان، نجل رئيس عصابة سينالوا سيئ السمعة خواكين "إل تشابو" غوزمان في مدينة كولياكان.

وتم اتهام غوزمان من قبل الولايات المتحدة بتهم تهريب المخدرات في عام 2018، ووفقًا للحكومتين، فقد تولى دورًا متزايدًا بين إخوته في ممارسة أعمال والدهم، جنبًا إلى جنب مع رئيس الكارتل منذ فترة طويلة "إل مايو" زامبادا.

ومن جانبه انتقد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور جهود أسلافه العدوانية للقبض على أمراء المخدرات، لكن إدارته استحوذت على شخصية كارتل رفيعة المستوى قبل أيام فقط من استضافة الرئيس الأمريكي جو بايدن .

ونشر سكان كولياكان مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر قوافل مسلحين في شاحنات صغيرة وسيارات دفع رباعي في شوارع المدينة، تضمنت قافلة واحدة على الأقل شاحنة مسطحة مزودة بسلاح ناري مثبت في الخلف، وهو نفس النوع من المركبات التي تسببت في حدوث فوضى وفوضى في اضطرابات عام 2019.

كما تم اغلاق  جميع مداخل المدينة وحدثت أعمال مماثلة في أجزاء أخرى من سينالوا، وحذرت حكومة بلدية كولياكان: «لا تغادروا المنزل سلامة مواطني كولياكان هي الأهم»، و أغلقت المدارس والحكومات المحلية والعديد من الشركات الخاصة.

 

العصابات تسيطر على كولومبيا 

وفي كولومبيا مازالت تنتشر العصابات والجماعات المسلحة مخلفة ورائها أعمال عنف لاتحصى وهو ما دفع الحكومة الكولومبية وجيش التحرير الوطني، آخر جماعة متمردة معترف بها في البلاد الى دعوة  الولايات المتحدة للانضمام إلى عملية السلام.

ومحادثات السلام هي مبادرة من الرئيس الحالي  غوستافو بيترو الذي أصبح في أغسطس أول زعيم يساري في كولومبيا، وتعهد نهجا أقل عدوانية لإنهاء العنف الذي تسببه الجماعات المسلحة، بما فيها العصابات اليسارية وتجار المخدرات.

واتفقت الحكومة مع جيش التحرير على التواصل مع الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية "لمعرفة إذا ما كانت ترغب بالمشاركة في العملية"، وإرسال مبعوث خاص، بحسب بيان صادر عن النرويج، إحدى الجهات الضامنة للمحادثات.

ومن جانبه قال ناطق باسم وزارة الخارجية لوكالة "فرانس برس": "في هذه المرحلة، نستمر في التواصل مع إدارة بيترو لفهم أفضل لخطط السعي لتحقيق سلام شامل مع جيش التحرير الوطني والمنشقين من فارك (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) ومنظمات إجرامية أخرى، وأضاف أن "جيش التحرير الوطني ما زال مصنّفًا منظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأمريكي".

 

العقوبات الأمريكية تحاصر فنزويلا

 مازالت ترفض الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بشرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو رئيسًا لفنزويلا، معتبرة أن الجمعية الوطنية المشكلة عام 2015 هي المصدر الوحيد للسلطة في فنزويلا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، "نهجنا تجاه نيكولاس مادورو لا يتغير.. هو ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا.. نعترف بالجمعية الوطنية المشكلة عام 2015".

وتعيش فنزويلا حالة من الانشقاق بين المعارضة وزعيمها خوان جوايدو الذس شكل حكومة في يناير 2019، بعد رفض المعارضة وواشنطن وحلفائها الاعتراف بفوز نيكولاس مادورو في انتخابات الرئاسة الفنزويلية سنة 2018.

حيث صوت نواب البرلمان السابق المنتخب في 2015 والذي تسيطر عليه المعارضة بغالبية 72 صوتا لصالح حل "الرئاسة" والحكومة المؤقتين اللتين لم تكن لهما سلطة حقيقية لكنهما تسيطران على الأصول الفنزويلية في الخارج.

قال مادورو خلال لقاء صحفي مؤخرا أن "فنزويلا مستعدة، ومستعدة تماما للتحرك باتجاه تطبيع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية والسياسية مع الولايات المتحدة".

وأضاف: "نحن مستعدون للحوار على أرفع مستوى من أجل علاقات يسودها الاحترام، ونعول على الولايات المتحدة أن تفتح صفحة جديدة وتترك هذه السياسة المتطرفة جانبا، وتتبنى سياسات أكثر براغماتية حيال فنزويلا".