رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منهم البابا شنودة.. رجال دين نظموا الشعر وعشقوا الفنون

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

في القرن الرابع بعد انتهاء عصر اضطهاد المسيحيين، أسس آباء الكنيسة نظامًا للطقوس الدينية المؤلفة من الأناشيد، لترنيمها فى المناسبات المختلفة طوال السنة، وتأثروا بالشعر الغنائي في العهد القديم أو المزامير، ثم أخذت كل كنيسة تضع موسيقى وأناشيد خاصة بها، وهذب البابا "غريغوري الأول" الموسيقى اللاتينية الكنسية، فأنتج الترانيم الغريغورية، وهى ألحان فى الكتاب المقدس للموسيقى الكنسية اللاتينية، وتعتبر فنًا موسيقيًا غنائيًا جادًا.

"لا يزال الشعر عاطلاً حتى تزينه الحكمة، و لا تزال الحكمة شاردة حتى يؤويها بيت من الشعر".. هكذا وصف أمير الشعراء أحمد شوقى نظم الشعر وحكمته، أما بهاء طاهر قال عن الشعر والشعراء "إن صح أن الشعراء هم ضمير الأمة، فما مصير الأمة التى تنسى شعراءها؟"؛ وغيرها من المقولات التى خلدت نظم الشعر والشعراء فى وجدان الشعوب وكشفت عن أهميته في تكوين الشخصيات العظيمة مثل رجال الدين ودورهم الكبير في حياة الأمم خاصة ممن عشقوا الفنون وليس نظم الشعر وحده؛ ومن هؤلاء البابا شنودة الثالث؛ وغيرهم من رجال الدين الذين تعلموا البحر والقوافي ونظم الشعر المختلفة وعشقوا العزف والموسيقى:


البابا شنودة الثالث.. من كتابة الشعر قبل الرهبنة الى القصائد الروحانية

الكنيسة المصرية: البابا شنودة بخير | سكاي نيوز عربية


قبل رهبنة قداسة البابا شنودة الثالث (3 أغسطس 1923 - 17 مارس 2012)، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، كان يكتب شعرًا (أو كما يقول هو "ما كنت أسميه شعرًا") لبعض الوقت، إلى أن تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة في الشعر، وهو كتاب "أهدى سبيل إلى عِلميّ الخليل" لمحمود مصطفى، وبدأ يتعلم البحر والقوافي ونظم الشعر المختلفة..  فكان يكتب بعض الأشعار وهو طالبًا حول بعض مواد الدراسة، أو في احتفالات مختلفة.

عندما بدأ البابا رقم 117 رهبنته بدأ في كتابة القصائد الروحية والأشعار الدينية التي تلمس مواضيع مسيحية وروحية عدة.. وتم تلحين بعضها، وأصبحت ترانيم شهيرة لجمال كلماتها، و معانيها، وأيضًا ألحانها؛ ومنها: "قصيدة ذلك الثوب (أو قصيدة هوذا الثوب خذيه)، قصيدة غريب (أو قصيدة غريبًا عشت في الدنيا) حيث كتبت معظم هذه الأبيات من سنة 1946 ولم تكتمل بعد، وقصيدة أبواب الجحيم، وقصيدة أبطال".


الشاعر القس جوزيف إيليا يكتب الشعر العمودي

الشاعر جوزيف إيليا… صوت سوري يصدح في المغترب – S A N A


"لا أتذكّرني إلّا عاشقًا لجميع أنواع الأدب ولا سيّما الشِّعر وقد دفعني عشقي هذا إلى قراءة آلاف الكتب منذ سنٍّ مبكّرةٍ وقلّما وجدني أحدٌ إلّا والكتاب في يديّ وقد كان لهذا الشّغف في القراءة الدور الأعظم في تأسيس بنائي الّلغوي والمعرفيّ وصقل موهبتي التي ابتدأت في البروز والظّهور مبكّرًا فأصبحت أكتب وأقرأ شعري في قاعة المركز الثّقافيّ وأنا فتًى صغيرٌ وقد استقبلني الجمهور بحرارة ممّا شجّعني لمواصلة التّجربة في أكثر من مكانٍ فعُرِفتُ شاعرًا ومحاضرًا ومهتمًّا بالأدب والفكر وقضاياهما، وهكذا خطوت خطواتي الأولى في هذا الطّريق ولمّا أزل سائرًا فيه ولا أظنّني سأتوقّف معتبرًا نفسي في بدايته"؛ بهذه الكلمات أجاب الشاعر القس السورى جوزيف إيليا عن تساؤل وجه له الصحفى عبد الرحمن محمد في لقاء صحفي.

الشاعر القس جوزيف إيليا يكتب الشِّعر العموديَّ ذو الشّطرين بجميع أوزانه المعروفة فلم يترك بحرًا من بحور الشِّعر إلّا ونظم عليه حتّى تلك البحور الّتي تُعتبر بحكم الميّتة لقلّة النظم عليها من قبل الشّعراء حديثًا وقديمًا، وبسؤاله عن كيف وفق بين كونه رجل دين وأديب؛ قال :" إنّ جميع الأديان الّتي عرفتها البشريّة لم تخلُ نصوصها من الزّركشات والرّوح الشّعريّة؛ ولك أن تعرف أنّ كثيرًا من الأنبياء كانوا أيضًا شعراء كسيّدنا “داوود” وسيّدنا “سليمان” وسيّدنا “إرميا” وغيرهم".


الأب بطرس دانيال رجل الفنون في الكنيسة الكاثوليكية 

الأب بطرس دانيال: موقف كوميدى وراء دخولى فى حياة الرهبنة | الوفد


الأب بطرس دانيال،أحد الرهبان الفرنسيسكان فى مصر، الذي يجمع بين ملابسه الرهبانية ومحبته الكبيرة للفنون، كالموسيقى والسينما، تلك المواهب التى ترجمها إلى أدوار اجتماعية مكنته من الإشراف على المركز الكاثوليكي للسينما، الذى يقيم مهرجانًا سنويًا شهيرًا.

رئيس المركز الكاثوليكى للسينما، منذ طفولته، برز اهتمامه بالرسم والموسيقى، بجانب القراءة والاطلاع، وفي المرحلة الإعدادية، اكتشف في نفسه الموهبة، فأصبح أحد العازفين في مدرسته، حيث بدأ العزف بـ"الإكسيليفون"، قبل أن يتمرس أكثر في الأمر ويتجه إلى عزف في الكنيسة، التي تعلم فيها العزف على البيانو، وكانت الموسيقى داخل الكنيسة هي أول طريقه إلى الرهبنة.