رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب شوارع.. تفاصيل ما يحدث فى المكسيك بين الجيش وعصابات المخدرات

المكسيك
المكسيك

لم تكن الشمس قد أشرقت في كولياكان عندما بدأ ديفيد تيليز وعائلته في طريقهم إلى مطار المدينة في رحلة العودة إلى مكسيكو سيتي بعد إجازتهم، لكن بعد فترة وجيزة من انطلاقهم  واجهوا أول حاجز طريق بدائي ، مركبة مهجورة كانت تسد طريقهم.

لجأ تيليز إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما كان يجري، ورأى أن عاصمة ولاية سينالوا، معقل "كارتل المخدرات" الذي يحمل نفس الاسم كانت مليئة بالحواجز وإطلاق النار.

ووفقًا لوكالة «أسوشيتد برس»، لم تمر ساعات قبل أن يؤكد وزير الدفاع المكسيكي أن الجيش قد ألقى القبض على أوفيديو غوزمان، نجل رئيس عصابة سينالوا سيئ السمعة خواكين "إل تشابو" غوزمان ، يوم الخميس في عملية قبل الفجر شمال المدينة.

ودخلت كولياكان في يوم من الرعب على عكس أي شخص مر به سكانها منذ أكتوبر 2019 - آخر مرة حاولت فيها السلطات القبض على الشاب غوزمان.

وانتقد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور جهود أسلافه العدوانية للقبض على أمراء المخدرات، لكن إدارته استحوذت على شخصية كارتل رفيعة المستوى قبل أيام فقط من استضافة الرئيس الأمريكي جو بايدن .

ونشر سكان كولياكان مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر قوافل مسلحين في شاحنات صغيرة وسيارات دفع رباعي في شوارع المدينة، تضمنت قافلة واحدة على الأقل شاحنة مسطحة مزودة بسلاح ناري مثبت في الخلف، وهو نفس النوع من المركبات التي تسببت في حدوث فوضى وفوضى في اضطرابات عام 2019.

وأغلقت جميع مداخل المدينة وحدثت أعمال مماثلة في أجزاء أخرى من سينالوا، وقال القس إستيبان روبلز، المتحدث باسم أبرشية الروم الكاثوليك في كولياكان، إن "هناك جوًا من عدم اليقين والتوتر، مضيفًا لا تزال السيارات المحترقة تسد الكثير من الشوارع".

وحذرت حكومة بلدية كولياكان: «لا تغادروا المنزل سلامة مواطني كولياكان هي الأهم»، و أغلقت المدارس والحكومات المحلية والعديد من الشركات الخاصة.

- وضع متوتر ونهب للمتاجر 

ووصف أوسكار لوزا، ناشط حقوقي في كولياكان، الوضع بأنه متوتر، مع بعض النهب في المتاجر، على الجانب الجنوبي من المدينة، حيث يعيش لوزا، أفاد الناس بأن قوافل المسلحين تتحرك نحو قاعدة عسكرية، لكن لوزا قال إن الشوارع المحيطة بمنزله كانت هادئة بشكل مخيف، وقال: "لا تسمع أي حركة مرور".

وقال خوان كارلوس أيالا، أحد سكان كولياكان وأستاذ بجامعة سينالوا الذي يدرس علم اجتماع تهريب المخدرات، إن أوفيديو غوزمان كان هدفًا واضحًا على الأقل منذ عام 2019.

وتابع : "لقد تقرر مصير أوفيديو، علاوة على ذلك، تم تحديده على أنه أكبر تاجر للفنتانيل وأبرز زعيم لشابوس". وردًا على سؤال حول رد فعل السكان المحليين على الاعتقال، مضيفًا «الناس لديهم آراء مختلفة، لكن أعتقد أن الغالبية معهم كارتل سينالوا».

وقد يكون هذا بسبب الأموال التي يجلبها الكارتل إلى المنطقة ، ولكن أيضًا لأن السكان المحليين يعرفون أنه حتى بعد انسحاب القوات الفيدرالية، سيظل الكارتل موجودًا، وبقدر ما هو سيئ، فقد كفل الكارتل استقرارًا نسبيًا، إن لم يكن السلام.

وتم اتهام غوزمان من قبل الولايات المتحدة بتهم تهريب المخدرات في عام 2018، ووفقًا للحكومتين، فقد تولى دورًا متزايدًا بين إخوته في ممارسة أعمال والدهم، جنبًا إلى جنب مع رئيس الكارتل منذ فترة طويلة إسماعيل "إل مايو" زامبادا.

وأكد وزير الشئون الخارجية مارسيلو إبرارد أن الحكومة تلقت طلبًا في عام 2019 من الولايات المتحدة للقبض على غوزمان لأغراض التسليم. قال إن هذا الطلب يجب تحديثه ومعالجته، لكنه أضاف أن أول قضية مفتوحة في المكسيك تنتظرغوزمان.