رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا بعد إعلان الهدنة الروسية فى الأراضى الأوكرانية؟

أوكرانيا
أوكرانيا

يفترض أن يبدأ، الجمعة، سريان وقف إطلاق نار أمرت به روسيا في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، هو أول هدنة واسعة النطاق منذ بدء غزو هذا البلد، في خطوة اعتبرتها كييف وحلفاؤها محاولة من موسكو لكسب الوقت.

إثر نداء من بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل، فضلا عن اقتراح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، من جيشه "بدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا، اعتباراً من الساعة 12,00 في السادس من يناير هذه السنة حتى الساعة 24,00 في السابع من يناير".

ودعا بوتين القوات الأوكرانية إلى التقيّد بهذه الهدنة كي تتيح لأتباع الطائفة الأرثوذكسية، كبرى الديانات في كل من أوكرانيا وروسيا على السواء، "حضور قداسات ليلة الميلاد ويوم ولادة المسيح".

وندّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بقرار بوتين، إذ رأى فيه "حجّة هدفها وقف تقدّم جنودنا في دونباس وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا.. ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى".

في المقابل، رحب الرئيس الأوكراني بتعهد أمريكي وألماني بتسليم كييف مدرعات لسلاح المشاة من طراز "برادلي" من الجانب الأميركي و"ماردر" من الجانب الألماني، معتبرا أنه "قرار جدّ مهمّ".

وتعهدت برلين كذلك بتسليم كييف بطارية صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي على غرار ما سبق لواشنطن أن فعلت.

وسيكون وقف إطلاق النار هذا أول هدنة ذات طابع عام منذ بدء الحرب، إذ لم تبرم في السابق سوى اتفاقات محلية مثلا لإجلاء المدنيين من مصنع أزوفستال في ماريوبول (جنوب شرق أوكرانيا) في أبريل.

وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك، في تغريدة على تويتر: "ينبغي لروسيا أن تغادر الأراضي المحتلة، فعندها فقط تقام (هدنة موقتة)، نفاقُكم لا يسري علينا".

وفي واشنطن قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ بوتين يسعى من خلال هذه الهدنة إلى "متنفّس".

واستهزأ بايدن بنظيره الروسي قائلاً إنّ بوتين "كان مستعدّا لقصف مستشفيات وروضات وكنائس.. في الخامس والعشرين من ديسمبر وليلة رأس السنة".

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إن وقف إطلاق النار هذا "لن يخدم آفاق السلام"، مطالبا بانسحاب نهائي للقوات الروسية.

واعتبرت الخارجية الألمانية من جهتها أن وقف إطلاق النار الروسي لن يجلب "لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد دعا بوتين خلال اتصال هاتفي إلى "وقف إطلاق نار أحادي الجانب" في أوكرانيا بهدف دعم "الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف".

وردّ بوتين بأنّ روسيا منفتحة على "حوار جاد" مع أوكرانيا شرط أن تقبل السلطات الأوكرانية "الوقائع الجديدة على الأرض" عقب الهجوم الروسي في فبراير الماضي.

وأعلنت روسيا في سبتمبر عن ضمّ أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئيا أو بالكامل، على غرار ما فعلت مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها في مارس 2014.

ويصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على انسحاب كامل للقوات الروسية من بلده بما يشمل القرم قبل أي حوار مع موسكو. وفي حال لم يحصل ذلك، تعهد زيلينسكي باستعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة بالقوة.

وندّد بوتين مرة أخرى خلال محادثاته مع أردوغان بـ"الدور المدمّر للدول الغربية" في النزاع، من خلال مدّ كييف بالأسلحة التي تشكل عنصرا أساسيا في حربها ضد موسكو.

واتهم الرئيس الروسي الدول الغربية "بتقديم أسلحة ومعدات عسكرية لنظام كييف وتزويده بمعلومات وأهداف عملياتية".

وأتى إعلان الهدنة من جانب روسيا بعد أقل من أسبوع على ضربة نفّذها الجيش الأوكراني ليلة رأس السنة أدت إلى مقتل 89 عسكريا روسيا على الأقل في ماكيفكا في شرق أوكرانيا.

وفي خطوة نادرة، اعترف الجيش الروسي بحدوث القصف الدامي الذي أثار انتقادات في روسيا للقيادة العسكرية.

وتواصلت المعارك على الجبهة، الخميس، مع مقتل أمرأة ونجلها البالغ 12 عاما في قصف روسي لمدينة بيريسلاف قرب خيرسون في جنوب البلاد، على ما قال المدير المساعد للإدارة الرئاسية كيريلو تيموشنكو.

وقتل شخصان أيضا وجرح ثلاثة آخرون في ضربة استهدفت بلدة في منطقة زابوريجيا في الجنوب أيضا على ما أفاد الحاكم أولسكندر ستاروخ.

وروى سكان في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، لوكالة «فرانس برس»، أن صاروخا روسيا أصاب مبنى قبيل فجر الخميس ما أدى إلى إصابة رجل وامرأة.