رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عنانى: طيور وشعراء فى حياة «عميد المترجمين»

د. محمد عنانى
د. محمد عنانى

فى اللقاء الأول، قرأ محمد عنانى على الفتى أشعارًا لصلاح عبدالصبور والمتنبي، وقدمه إلى حديقة شكسبير بأزهارها اليانعة وعطر عبقريتها الفذة، وقدمه أيضًا إلى شاعر أحبه الفتى بعد ذلك من قلبه هو الشاعر الإنجليزى الرومانسى "وليام وردزورث".

ويذكر الفتى ذات يوم خريفى جميل افترش هو وصديقه حديقة الجامعة تحت شجرة وارفة الظلال وأخذا يقرآن معًا "أغنية الخلود" العظيمة للشاعر "وردزورث" وبهرتهما معًا أبياتها.. بهذه الكلمات كشف الدكتور سمير سرحان (5 ديسمبر 1941- 1 يوليو 2006)  عن وجوه عميد المترجمين الذى رحل عنا اليوم الدكتور محمد عنانى (4 يناير 1939- 3 يناير 2023) فى مقال عنونه بـ"محمد عناني.. رحلة حياة معًا"؛ وذلك فى مجلة "إبداع" فى 1 يوليو 1999.

سمير سرحان - المعرفة
دكتور سمير سرحان

"سرحان" استهل المقال باللقاء الأول الذى جمعه وعنانى عام 1960 على درج كلية الآداب جامعة القاهرة، وهو لقاء سرعان ما انتهى، وسمير سرحان عرف من الوهلة الأولى أن محمد عنانى يهوى الشعر والطيور، وهو ما ورثه حبهما من والده المترجم والشاعر محمد عناني الذى غرس فى ابنه حب الفنون والآداب والطيور والموسيقى جميعًا، ويقول سرحان عن تفاصيل العلاقة بين محمد عناني الابن والأب: "كان الابن شديد الإعجاب بوالده يقلده أحيانًا ضاحكًا من محاولاته فى كتابة الشعر التعليمي الساذج الذى يحذر فيه عنانى"الأب" من قيود الزواج ونفقاته، أو قصيدته العصماء فى وصف فوائد الملوخية بالأرانب، أو فى تعدد مزايا البطاطس سيد خضروات هذا العالم".

ومحمد عناني له عدد كبير من الأعمال الصادرة عن المركز القومي للترجمة نذكر منها: "شكسبير: ابتكار الشخصية الإنسانية"، "موسوعة الهارمانيوطيقا"، "غواية اللا معقول"، "عقبات ثقافية"، "بناء الثقافات"، "نصوص من الشعر القصصي الرومانسي الإنجليزي"، "اللغة والسلطة"، "الخطاب والتغير الاجتماعي" و"المفكرون الأساسيون من النظرية الأدبية إلى بعد الماركسية".

حصل الراحل على عدد كبير من الجوائز نذكر منها "جائزة الدولة في الآداب"، "جائزة التفوق في الآداب"، "جائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة" و"جائزة الملك عبدالله الدولية في الترجمة".

يقام عزاء شيخ المترجمين الدكتور محمد عناني، الذى رحل عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر ناهز الـ84 عامًا، بعد صراع مع المرض، حيث شيع المثقفون والكتاب جثمانه بعد صلاة الجنازة عليه فى مسجد مصطفى محمود في المهندسين، ودفنه بمقابر الأسرة، بمقابر الغفير، يوم الجمعة 6 يناير في مسجد عمر مكرم عقب صلاة المغرب.