رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استراتيجية 2023.. تفاصيل خطة واشنطن وسيول لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية

كوريا الشمالية
كوريا الشمالية

كشفت شبكة "فويس أوف أمريكا" عن مخطط جديد للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية خلال العام 2023، للرد على تهديدات كوريا الشمالية. 

وأشارت الشبكة، في تقرير، إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإجراء تدريبات على الطاولة وتوسيع مجالات أخرى للتعاون الدفاعي مع كوريا الجنوبية، لكنها لا تفكر في إجراء تدريبات نووية مشتركة مع سيول، وفقًا لمسئول رفيع في الإدارة الأمريكية.

جاء الإعلان الأمريكي بعد أن قال رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك، أمس، إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان محادثات تهدف إلى منح سيول دورًا أكبر في تشغيل القوات النووية الأمريكية.

وقال يون لصحيفة "تشوسون إلبو" المحافظة إن المناقشات تركزت على التخطيط المشترك والتدريبات مع القوات النووية الأمريكية- وهي العملية التي تصورها سيكون لها نفس تأثير "المشاركة النووية".

وبحسب التقرير الأمريكي، نفى المكتبان الرئاسيان للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في وقت لاحق أي تناقض بين تعليقات بايدن ويون، مشيرين إلى أنه بما أن كوريا الجنوبية ليست دولة تمتلك أسلحة نووية، فلا يمكنها من الناحية الفنية المشاركة في "التدريبات النووية المشتركة".

حقيقة القدرات النووية لكوريا الجنوبية

وكان قد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الفترة الماضية إنه لم يناقش مع كوريا الجنوبية التدريبات النووية المشتركة. 

وقد حاول مسئول أمريكي كبير توضيح الموقف بالقول إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية "تعملان معًا لتعزيز الردع الموسع، بما في ذلك في نهاية المطاف من خلال التدريبات على الطاولة التي ستستكشف ردنا المشترك على مجموعة من السيناريوهات، بما في ذلك الاستخدام النووي من قبل كوريا الديمقراطية".

وفي سياق متصل، أطلقت كوريا الشمالية خلال عام 2022 الماضي عددًا قياسيًا من الصواريخ الباليستية، وتعهدت يوم الأحد بـ"زيادة إنتاجها بشكل كبير" من الرءوس الحربية النووية.

كما أقيمت مراسم رفع العلم الوطني في ساحة كيم إيل سونج في بيونج يانج، كوريا الشمالية، في الأول من يناير 2023، مضيفًا أن كوريا الشمالية وتصريحاتها الأخيرة تسببت في "قلق متزايد".

وأشار التقرير الأمريكي إلى أن العديد من المحللين يشيرون إلى أنه يعكس التوترات التي تحدث وراء الكواليس بين الحليفين حول أفضل السبل لإشراك كوريا الجنوبية في مواجهة التهديد الكوري الشمالي.

وهو ما دفع خلال الفترة الماضية واشنطن وسيول للدخول في ترتيب على غرار حلف الناتو يتم فيه تدريب الكوريين الجنوبيين على استخدام الأسلحة النووية الأمريكية في الصراع، أما في الوقت الحالي، يبدو أن كوريا الجنوبية قد تكون سعيدة بمزيد من التعاون في مجالات أخرى.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إنه بعد اجتماع نوفمبر بين بايدن ويون في كمبوديا، كلف الزعيمان فرقهما بالتوصل إلى خطة "لاستجابة منسقة فعالة لمجموعة من السيناريوهات، بما في ذلك الاستخدام النووي من قبل كوريا الشمالية"، لافتًا إلى أنهما لا يناقشان التدريبات النووية المشتركة. 

في بيان، دافعت المتحدثة باسم الرئاسة الكورية الجنوبية، كيم أون هاي، عن تصريحات يون، قائلة: إن "كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تناقشان تبادل المعلومات والتخطيط المشترك وخطط التنفيذ المشترك اللاحقة فيما يتعلق بالأصول النووية الأمريكية للرد على التهديد النووي لكوريا الشمالية".

وقال مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية إن البلاد تجري مناقشات مع الولايات المتحدة بشأن التخطيط المشترك وتبادل المعلومات بشأن الأصول النووية الأمريكية، مشيرًا إلى أن المناورة النووية المشتركة" مصطلح لا يمكن استخدامه إلا بين القوى النووية.

وقال يون إن استراتيجية "المظلة النووية" أو "الردع الموسع" لم تعد مطمئنة للجمهور الآن بعد أن طورت كوريا الشمالية أسلحة نووية ومجموعة من الصواريخ لإيصالها.

 

كيف يؤثر التصعيد الكوري على آسيا

وحسب صحيفة اليابان تايمز، فمنذ توليه السلطة في مايو الماضي، سعى يون لوضع كوريا الجنوبية على طريق القوة العسكرية الساحقة ضد كوريا الشمالية التي أطلقت عشرات الصواريخ في تحد لقرارات الأمم المتحدة وتستعد لتجربة نووية أخرى.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بزيادة ترسانته النووية في عام 2023 لقمع الأعمال العدائية الأمريكية والكورية الجنوبية بعد اجتماع الحزب الذي استمر لمدة أسبوع تقريبًا. 

ولم يترك أي مجال تقريبًا للعودة إلى محادثات نزع السلاح المتوقفة منذ فترة طويلة، ودعا بدلًا من ذلك إلى "زيادة هائلة" في أسلحة بيونج يانج.

وأطلقت كوريا الشمالية ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى في اليوم الأخير من العام، ثم أطلقت صاروخًا آخر بعد بضع ساعات من بدء العام الجديد، في عرض متحدي للقوة يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من تصعيد التوترات. 

في الأسبوع الماضي، أرسل نظام كيم خمس طائرات بدون طيار عبر الحدود إلى كوريا الجنوبية، مما أدى إلى تعطيل الرحلات الجوية مؤقتًا في المطارات الرئيسية.