رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إشارات ورسائل.. لماذا اقتحم "بن غفير" ساحات الأقصى رغم الانتقادات؟

بن غفير في الأقصى
بن غفير في الأقصى

تجول وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير في ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم الثلاثاء، رغم الانتقادات الشديدة، والتقارير التي أفادت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقنعه بالتراجع عن هذه الخطوة المثيرة للجدل. فضلا عن تهديد حركة حماس بحال أقدم بن غفير على دخول الأقصى باعتباره مكانا مقدسا للمسلمين. 

جاءت الزيارة بعد ساعات من ورود تقارير تفيد بأن “بن غفير” وافق على تأجيل الزيارة بعد طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدانة من المعارضة الإسرائيلية، وتهديدات من حركة حماس.

قال “بن غفير” من الأقصى: "حكومتنا لن تستسلم لتهديدات حماس. إن ساحة الحرم القدسي هو المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل، نحن نحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين لكن اليهود أيضا سيزورون المكان. ويجب التعامل مع من يهددون بيد من حديد".

وهذه هي الزيارة الأولى التي يجريها بن غفير إلى الحرم بصفته وزيرا للأمن القومي، وسبب إجرائها اليوم الثلاثاء لأنه يوافق العاشر  “تيفيت”،  وهو يوم صيام يهودي حدادا على الأحداث التي أدت إلى تدمير الهيكل.

إشارة قوة

جاء قرار دخول “بن غفير" ساحات المسجد الأقصى بعد إجراء تقييمًا للوضع مع مفوض الشرطة وقائد لواء القدس ورئيس الشاباك ، إذ قرروا جميعًا أنه لا يوجد عائق أمام بن غفير في الصعود إلى الحرم الابراهيم، وكانت وجهة النظر التي تم طرحها إن إلغاءها سيبدو كإشارة على ضعف الحكومة الجديدة وخضوعها للتهديدات من قبل حركة حماس.

في حديث مع نتنياهو، قال بن غفير "لا يجب أن نتراجع أمام حماس" - وأعلن أنه ينوي الزيارة "في الأسابيع المقبلة".  وفي الوقت نفسه، أكد الليكود أنه "بعد التشاور مع المسؤولين الأمنيين، لم يطلب رئيس الوزراء نتنياهو من بن غفير عدم إجراء الزيارة للحرم القدسي".

إدانات وتهديدات

من جانبها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية خطوة بن غفير واعتبرتها استفزازا غير مسبوق. وقالت السلطة الفلسطينية في بيان “نتنياهو يتحمل المسؤولية عن هذا الهجوم على الأقصى”، وكثيرا ما تتحول الاستفزازات والعنف في الموقع إلى صراعات واسعة النطاق.

ردا على ذلك، حذرت حماس إسرائيل من أن زيارة بن غفير إلى الحرم القدسي سوف “تفجر الوضع” وتوعدت بالمقاومة.

وذكرت صحيفة “هآرتس" أمس الإثنين أن دبلوماسيين من عدة دول عربية لم تذكر اسمها تواصلوا مع تل أبيب للتعبير عن قلقهم بشأن زيارة بن غفير المخططة، قائلين إن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في القدس والضفة الغربية والمنطقة الأوسع.

كما انتقدت المعارضة الإسرائيلية إعلان بن غفير عن زيارته المخططة، حيث حذر زعيم المعارضة يائير لبيد من أن مثل هذه الزيارة “ستكلف أرواحًا” وحث نتنياهو على منع الزيارة.

وقال عضو الكنيست عن حزب العمل جلعاد كاريف إن قرار بن غفير أظهر أنه يعطي الأولوية لـ”الترويج لنظرة قومية متطرفة” بدلاً من سلامة المواطنين الإسرائيليين وعمل الشرطة.

وليس واضحاً حتى هذه اللحظة كيف سترد حركة حماس على الزيارة المثيرة للجدل، إذ إنه من المتوقع أن تشهد الساعات القريبة إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل.