رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عراقيون يشيدون بدعم مصر ورفض السيسى التدخلات الخارجية فى شئون العراق

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في الأردن في البحر الميت بدولة الأردن مؤخراً، بحضور عدد من رؤساء الدول العربية والرئيس الفرنسي ماكرون لمناقشة الأوضاع في العراق وسبل التعاون المشتركة وسط إشادة واسعة من العراقيين لخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر ورفض مصر أي تدخل خارجي في شؤون العراق، لما له من أعباء واضحة على كل العراقيين وعلى المنطقة العربية.

ويقول حسين جابر، صاحب مصنع للأغذية في العراق في البصرة، إنه تابع المؤتمر وكان سعيدا بخطاب الرئيس المصري خاصة في إدانته للإرهاب والتدخلات الخارجية في دولة العراق، وتابع أنه سعيد بأن مصر ستعمل على دعم العراق في حربها على الإرهاب وتأكيدهم أن الهجمات المتكررة على الدول العربية، خاصة سوريا والعراق ينتهكان السيادة العراقية والعربية.

وتابع أنه استمع إلى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في الأردن، حيث أكد في كلمته أهمية الجهود المشتركة لتعزيز قدرة المؤسسات العراقية على الحفاظ على أمن البلاد وسيادتها.

وأكد أنه يؤمن بأن العراق لن يعود قويا إلا بدعم مصر، مشيرا إلى أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تمكنت من انتزاع الإرهاب من جذوره ودحره بقوة وبشكل نهائي، قائلا: "مصر الوحيدة التي تمكنت من قتل داعش وإبادة الإرهابيين نهائيا، بينما لا تزال سوريا والعراق رغم مرور عقد من الزمن إلى الآن لم تقض على الميليشيات والإرهابيين والتدخلات الإيرانية ومسلحيها في سوريا والعراق والتدخلات الأجنبية والتركية في بلادنا، لذا نحن بحاجة لمصر ولخبرتها في هذا الملف الشائك الذي دمر الشرق الأوسط ويهدد المنطقة".

من جهته، قال عقيل الدراكيازلي، مهندس معماري عراقي يعيش في إنجلترا، إنه يتمنى العودة إلى العراق والعيش في أحضان أسرته ووالدته، وقرر الرحيل والهجرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية السيئة التي يعيش فيها العراق منذ عقود.

وأكد الدراكيازلي أنه شعر بالأمل عندما وجد أن مصر- أكبر وأقوى دولة عربية- ستقف بجوار العراق وتدعم بغداد وحكومتها للخروج من الأزمات التي التهمت الأخضر واليابس وحرمت العراقيين من الحياة الآمنة.

وأضاف أنه يتابع الأخبار دائما ويجد في مصر أملا واضحا وتغييرا حقيقيا في حياة الكثيرين ويعرف عن مبادرة "حياة كريمة" التي غيرت بشكل كبير حياة الكثيريين، ويأمل لو أن تدشن مثل هذه المبادرات في البلاد العربية الأخرى التي يعاني شعوبها من أزمات وتحديات مختلفة ومنها سوريا والعراق والأردن واليمن.

وأكمل أنه تابع «قمة بغداد 2» عبر الأخبار واستمع إلى كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يكن له كل الاحترام لما يفعله لبلده مصر، مضيفا أنه قدر اهتمام الرئيس بالقضايا الداخلية العراقية ومتابعته لما يعانية العراقيين بسبب الإرهاب، ويقدر بشدة اهتمام مصر، مضيفا أنه كثيرا ما يتابع وزارة الخارجية المصرية التي تدين وتندد وترفض الهجمات المتكررة التي تشنها إيران وتركيا ضد العراق وسوريا والتي تنتهك سيادة كل دولة، والآن تتربص بالأردن أيضا، ويقدر مطالب مصر بوقف التصعيد لمنع إراقة الدماء وتجنيب المنطقة المزيد من زعزعة الاستقرار.

وقال زكريا جميل، ضابط في الجيش العراقي لـ"الدستور"، إنه يحترم مصر بشدة ويكن لقيادتها كل الاحترام والاعتزاز والفخر الشديد لما تصنعه من مجد حقيقي ودعم جاد في حماية أراضيها وبلادها ومواطنيها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأردف جميل أن المؤتمر الثاني عقد للبناء على مخرجات الجلسة الأولى التي عقدت في أغسطس 2021 وتناقش سبل تعزيز الحوار البناء لحل المشكلات في المنطقة.

وأوضح أن مشاركة الرئيس السيسي في مؤتمر بغداد تعكس دعم مصر لعودة العراق لدوره النشط والمتوازن على المستوى الإقليمي، وحرصه على ضمان أمنه واستقراره.

وقال الضابط بالجيش العراقي، إن الجميع في الوطن العربي ينظرون لمصر كقدوة يحتذى بها ولقيادتها في مواجهتها للتحديات ونجاحها في القضاء على ملفات خطيرة تضرب المنطقة منذ سنوات بلا رحمة أو كلل، مؤكدا أنه لن تتمكن الدول العربية خاصة سوريا والعراق من الوقوف بمفردها أمام الإرهاب والتدخلات الأجنبية سوى بمساعدة مصر.

مؤتمر بغداد قد شهد مشاركة عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات الإقليمية من مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعمان وإيران، كما شارك في المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي بهدف دعم أمن واستقرار العراق ودفع عملية تنميته قدما.

وشدد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر، على أهمية المؤتمر في تقديم كافة سبل الدعم للعراق، كما أعرب عن رغبته الصادقة في الدخول في مرحلة جديدة من الشراكة من خلال تعزيز العمل على المستوى الثنائي وضمن أطر التعاون متعدد الأطراف، مثل آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن.

وقال الرئيس السيسي، إن "انعقاد قمتنا اليوم يأتي لتجديد الالتزام بالمبادئ الراسخة للعلاقات الدولية، المكرسة في روح ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفًا أن تلك المبادئ تشمل أساسًا حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول ووقف فرض سياسة الأمر الواقع وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المتبادلة.

وأوضح الرئيس أن لقاء العراق يمثل فرصة لتبادل وجهات النظر واستكشاف آفاق جديدة للتنسيق والتعاون بين العراق والدول العربية الأخرى، مضيفا أن مثل هذه اللقاءات تدعم المسار نحو الاستقرار، وبالتالي تعزز قدراتنا على مواجهة التحديات المصاحبة لها. الأزمات الدولية.

وأشاد الرئيس بجهود العراق حكومة وشعبا في مواجهة انتشار الإرهاب والفكر المتطرف وآفة الصراعات والحروب طويلة الأمد، وقال الرئيس إن مصر تثمن الإنجازات المهمة التي حققتها الدولة العراقية والتي ساهمت في استعادة دور مؤسسات الدولة والقضاء على المحاولات الإرهابية السوداء وتحقيق الأمن والاستقرار وسيادة الدولة والحفاظ على وحدة نسيجها الوطني، وأكد موقف مصر مع العراق في دعم جهوده وتطلعاته وخياراته، ليبقى العراق على الدوام أحد حصون الأمة العربية.

في يونيو 2021، زار الرئيس السيسي بغداد، ليصبح أول رئيس مصري يفعل ذلك منذ غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين الكويت في عام 1990.

تعاون ثلاثي بين مصر والعراق والأردن

وأوضح الرئيس خلال الكلمة أن مصر والعراق والأردن تشاركوا في إطلاق آلية التعاون الثلاثي كإطار عربي مشترك للتكامل.

وقال: "حدث ذلك في ضوء الروابط التاريخية والأخوية التي تشترك فيها الدول الثلاث وكذلك مصيرها المشترك وأهدافها المشتركة".

وكان قد التقى قادة الدول الثلاث بشكل جماعي أربع مرات على مدار ثلاث سنوات لمناقشة مجموعة متنوعة من المشاريع الاستراتيجية متعددة الأطراف.

وجدد الرئيس على تأكيد عزم مصر على تنفيذ هذه المشاريع المشتركة قيد الدراسة حاليا.

وفي أعلن وزراء خارجية الدول الثلاث في بغداد إطلاق مشروع إنشاء مدينة صناعية على الحدود العراقية الأردنية.

وتخطط مصر لتوفير الكهرباء لكل من العراق والأردن من خلال شبكة ربط دولية بين الدول الثلاث.