رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يعانى الطيبون؟.. عالم نفس يقدم 12 نصيحة تحقق توازن التفكير

التفكير
التفكير

لماذا يعانى الطيبون؟ ولماذا الحياة ليست عادلة؟ أسئلة كتلك تطاردنا يوميًا، ولا نجد لها إجابة، وهذا ما ركز عليه الكاتب وعالم النفس جوردان بى بيترسون، خلال كتابه «Rules for Life ١٢»، الملىء بالنصائح المهمة لجعل الإنسان يفكر بشكل إيجابى ولا يحيط نفسه بالأفكار السلبية.
فى البداية نصح «بيترسون» القراء قائلًا: «كن كسرطان البحر.. الفائزون فى الحياة أكثر جرأة»، موضحًا: «هناك نظرية تسمى the pecking order، وهى نظرية صاغها عالم الحيوان النرويجى ثورليف شجيلديروب- إيب، الذى كان يدرس طبيعة الدجاج، خلال عشرينيات القرن الماضى، ولاحظ وجود تسلسل هرمى واضح بين الطيور، فحينما يأتى وقت الطعام اتضح أن الدجاج الأقوى والأكثر صحة يأكل أولًا، وينتظر المرضى والخجولون البقايا.. فاحتفظ الدجاج القوى بمزاياه، فى حين ظل الباقون فى ضعف».
وتابع: «ما يحدث للطيور يشبه ما يحدث فى حياة البشر، فالأشخاص الذين يفوزون هم الأكثر جرأة، ونراهم يحققون المكاسب، وهذا يدفعهم إلى مواجهة التحديات الجديدة بثقة»، وأضاف: «فى الواقع، هذه الثقة غالبًا ما تمكنهم من تحقيق المزيد من النجاح، بينما أولئك الذين هم فى قبضة الاكتئاب أو يشعرون بأن الحياة ليست فى صفهم أبدًا، هم أكثر تجنبًا للمخاطرة ويميلون إلى التعامل مع كل موقف كما لو كانوا يعرفون بالفعل أنهم سيفشلون، وتستمر نظرتهم الكئيبة للعالم».
وأكد: «إذا كنت تحاول المضى قدمًا فى حياتك أو كسر مرحلة سامة تمر بها، فإن أفضل نصيحة يمكن أن نقدمها لك هى، أن تفكر مثل سرطان البحر، بوضعه الواثق من نفسه، لتخبر الناس بأنك فائز واستمر فى قول هذه الكلمات حتى تحققها».
ثم نصح الكاتب قائلًا: «حب نفسك كما تحب الآخرين»، موضحًا: «قد تبدو هذه الجملة وكأنها معكوسة، فالمفترض أن نقول (حب الآخرين كما تحب نفسك)، لكن فى كثير من الأحيان نفضل الاهتمام بالآخرين أكثر من اهتمامنا بأنفسنا، لأننا غالبًا ما ندرك عيوبنا ويمكن أن يؤدى هذا الوعى إلى كره الذات، فنشعر وكأننا أقل شأنًا من الباقين، ونصبح مقتنعين بأننا لا نستحق الرعاية الذاتية أو اللطف، لهذا قد نميل إلى تركيز كل طاقتنا الإيجابية على من نحبهم، وخاصة شركاءنا وحيواناتنا الأليفة، ونهمل أن نعطى أنفسنا نفس اللطف، لذا عليك أن تحب نفسك لتحقيق التوازن فى حياتك الخاصة».
والنصيحة الثالثة كانت: «اختر أصدقاءك بحكمة»، وأوضح: «بعض الجمل أو الأفكار التى يقولها أصدقاؤك تتسرب إلى مفرداتك الخاصة دون وعى قبل أن تلاحظها، وليس من المستغرب أنه كلما زاد الوقت الذى تقضيه مع الناس، زاد تأثرك بهم، ولا بد من أن تقلق إذا لاحظت أن عادات أصدقائك وصفاتهم السامة تؤثر عليك، نظرًا لأننا غالبًا ما نختار أصدقاءنا من خلال معايير سطحية مثل الاهتمامات أو روح الدعابة المشتركة». وقال: «علينا أن نتوقف لنفكر فى نوع الشخص الذى سيكون أفضل صديق لنا، لأن الأشخاص السلبيين لهم قدرة مخيفة على جر الأشخاص الناجحين إلى الأسفل».
وتابع: «كما يعتقد العديد من المديرين والأساتذة أن وضع شخص قليل الإنجاز فى مشروع جماعى لأعضائه أداء عالٍ، سيبنى هذا الشخص ويشجعه على محاكاة أفضل ممارسات من زملائه، لكن أظهرت الدراسات أن التأثير المعاكس قد يكون أقرب للتحقق، وأن الزملاء الناجحين ينخفضون فى الأداء بسبب التأثير السلبى، وهذا هو السبب فى أنه من المهم أن نحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين يبنون بنشاط عادات جيدة فى حياتهم». 
وأكد أن «المقارنة توقف تقدمك»، متسائلًا: «كم مرة تجد نفسك تقارن نجاحك بالنسبة للآخرين؟ سواء كان ذلك بقصد بناء نفسك بعبارات مثل (على الأقل فعلت أفضل مما فعل فلان) أو أن تقول لنفسك (لن أفوز بهذه الجائزة أبدًا).. هذا نمط التفكير سام جدًا، لأن المقارنة قاتلة للتقدم، فمن المهم أن نوضح الفرق بين المقارنة والنقد الذاتي، فهما ليسا نفس الشىء».
وأضاف: «يعتبر النقد الذاتى أمرًا صحيًا إلى حد ما، لأنه يدعوك إلى تقييم عيوبك بشكل واقعى وتحديد المجالات التى يمكنك تحسينها، لكن النقد الذاتى يأخذ منعطفًا قبيحًا عندما يتم تشويهه بعدسة المقارنة، لأنها تجعلنا بدلًا من سؤال أنفسنا عما يمكننا فعله لتحسين أفضل ما لدينا، نقيس أنفسنا بمعايير الآخرين، وهذه النظرة للعالم تلغى لحظات النمو التدريجى التى تشكل رحلاتنا على طول الطريق».
وأكد أهمية «تربية طفل طيب ومسئول»، موضحًا: «الطريقة الصحيحة لتربية أطفالنا هى واحدة من أكبر مآزق الحياة.. أطفالنا يأتون إلى العالم على شكل ألواح فارغة، فتتطلب الأمومة والأبوة الناجحة الصداقة».
وتابع: «يمكن أن تشعر بأن طفلك لا يحبك، وهذا قد يكون مؤلمًا بعض الشىء، وعليك أن تأخذ دقيقة لتفكر قليلًا، فإذا كنت تركز على أن تكون صديقًا للطفل، فهنا لا بد ألا تركز على تطبيق القواعد، ولكن وظيفتك الأساسية هى التأكد من أن أبناءك سعداء فقط، وهذا بدوره سيساعد طفلك على أن يصبح شخصًا راشدًا ومحبوبًا». 
وعن عدم عدالة الحياة بالنسبة للبعض، قال: «سؤال (لماذا تحدث أمور سيئة لأناس طيبين؟) هو أحد الألغاز القديمة فى الحياة، وما زلنا لم نحلها حتى يومنا هذا.. من الأسهل إلقاء اللوم على الآخرين، سواء كان ذلك على نطاق واسع أو شخصى، فهذه ليست الاستجابة الصحيحة لمعاناة العالم ولا الاستسلام لليأس، على الرغم من الأخبار تطلعنا على الكثير من العنف فى العالم، لكن لا ينبغى أن تجعلنا نتخلى عن الأمل، أو نستنتج أن الإنسانية سيئة بطبيعتها».
وأكد: «هناك قاعدة سحرية للعيش بأمان، وهى أن يتحمل الناس المسئولية عن حياتهم وأفعالهم قبل إدانة العالم.. عليك رفض قسوة الحياة حتى عندما تراها بنفسك، والتركيز على الخير فى الإنسانية». ونصح القارئ: «توقف عن الكذب»، وقال: «كلنا نميل إلى الكذب على أنفسنا بطريقة أو بأخرى، فإذا افترضنا أن لدينا بالفعل كل الأدوات المناسبة لتحسين الذات، فإننا نفقد كل الاستعداد للتعلم والنمو، وهذه هى القاعدة المهمة للعيش بشكل أفضل، وهى التوقف عن الكذب.. من المهم صقل وعيك الذاتى وتعلم كيفية مواجهة الحياة، ثم اعمل على إصلاحها.. ويمكن أن تساعدك إعادة تنظيم أهدافك الشخصية على إعادة حياتك إلى مسارها الصحيح وأن تكون صادقًا بشأن ما تقدمه لنفسك وللعالم».