دليلك الشامل للحياة بكامل طاقتك وحيويتك

كى تصبح شخصًا يتمتع بصحة جيدة ويعمل بكامل طاقته، قدم كارل روجرز، عالم النفس الأمريكى، وصفته السحرية لك، من خلال مجموعة من كتبه، وأهمها كتاب «On Becoming a Person»، أو «كى تصبح شخصًا»، مانحًا عدة نصائح لكل إنسان كى يحيا بكامل طاقته وحيويته.

وأولى هذه النصائح لخصها «روجرز» فى ضرورة الانفتاح على التجربة، قائلًا: «عليك أن تحتضن الحياة، وأن تكون فضوليًا.. اسمع للتعلم وتجرب أشياء جديدة، كن مهتمًا بحكايات وتجارب الناس، واهتم بنفسك، وثق فى حكمة الحياة، كما عليك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، والتحرك مع تدفق الحياة السريعة، اقبل واحتضن كل تجربة تراها فى طريقك، وتعلم من كل شىء ومن الجميع».

ما نصح كل إنسان بأن يكون حاضرًا طول الوقت، أى أن يعيش اللحظة الحالية، مستشهدًا بفكرة عالم النفس الشهير إيكهارت تول وتنبيهاته عن كون القلق والتوتر وجميع أشكال الخوف ناتجة عن الخوف المفرط من المستقبل، بينما يكون الشعور بالذنب والندم والاستياء والظلم والحزن والمرارة وجميع أشكال عدم التسامح ناتجة عن الكثير من الألم فى الماضى. وأكد «روجرز» أهمية الثقة فى نفسك، قائلًا: «إن اتباع حدسنا يكون ناجمًا عن الثقة فى أنفسنا من الداخل، فى قلبنا وحدسنا وطبيعتنا الحقيقية وليس من خلال الذات الظاهرية التى يتعرف عليها الكثيرون، لقد نسينا طبيعتنا الحقيقية وهويتنا، ولا عجب أن هناك الكثير من القلق والألم والمعاناة فى العالم، ولكن فى اللحظة التى ندرك فيها من نحن ومن أين أتينا سنصبح متسامحين ومحبين ولطفاء مع أنفسنا ومع الناس من حولنا وطبيعتنا».

وأشار إلى أهمية حرية الاختيار، قائلًا: «علينا أن نهتم بحرية اختيار الحياة التى نريد أن نعيشها، والأشياء التى نريد القيام بها، والأشخاص الذين نريد قضاء وقتنا معهم، والعمل الذى نريد القيام به، وحرية الاستماع إلى قلوبنا، وحرية تحقيق أحلامنا، وبغض النظر عن مدى حريتنا فى الحياة فإننا فى الداخل نحن عبيد تفكيرنا السلبى والملوث.. عبيد ماضينا وبعض المعتقدات السلبية، والأمر متروك لنا فقط فيما إذا كنا نريد تغيير حياتنا أم لا، سواء كنا نريد أن نكون عبيدًا أو أن نكون أحرارًا كالريح».

وأوضح أن الإنسان فى اللحظة التى يدرك فيها أنه حر ومسئول عن حياته فإنه سيفعل كل ما يستطيع من أجل إحداث تغيير فيها وإنشاء شىء يدوم لفترة طويلة بعد رحيله.

وأضاف: «يعرف الشخص الذى يعمل بكامل طاقته أنه موجود هنا على هذا الكوكب ليصنع شيئًا أكبر من نفسه، وعلى الرغم من أن هذه الأشياء تبدو مستحيلة بالنسبة للكثيرين منا، إلا أنهم سيفعلون كل ما فى وسعهم لجعل ذلك ممكنًا، تصبح أحلامهم حقيقية، تساعد العالم وأنفسهم».

وتابع: «بغض النظر عن وظيفتك، وعما إذا كنت الرئيس التنفيذى لشركة متعددة الجنسيات أو غيره، فإنه يمكنك إحداث فرق، ويمكننا جميعًا أن نكون قادرين على تحقيق ذلك من خلال القيام بما نحبه حقًا، لأنه عندما نفعل ما نحب سنكون الأفضل فى وظائفنا وسيتبعنا النجاح».