رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نص كلمة الكاتبة الروائية فاطمة قنديل الفائزة بجائزة نجيب محفوظ

نص كلمة فاطمة قنديل
نص كلمة فاطمة قنديل الفائزة بجائزة نجيب محغوظ

فازت رواية «أقفاص فارغة» للدكتورة الأديبة فاطمة قنديل بجائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2022 عن دار نشر الجامعة الأمريكية.

وقالت الشاعرة والناقدة والروائية فاطمة قنديل كلمتها في الحفل المقام للاحتفال بجائزة  نجيب محفوظ بمقر الجامعة الامريكية وجاء فيها: "هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أحصل فيها على جائزة! كنت أكتفي في حياتي كلها ببهجة الكتابة، لكنه فيما يبدو أن للجوائز بهجة أتذوقها للمرة الأولى. أشكر الجامعة الأمريكية وهيئة التحكيم المحترمة وأشكر الحضور الكريم على هذه الحفاوة، كما أشكر ناشرتي الأستاذة كرم يوسف صاحبة الكتب خان على دعمها الدائم لكتابي "أقفاص فارغة". 

اسمحوا لي أيضًا أن أتوجه بالشكر إلى أصدقائي المقربين، الذين قرأوا بحماس هذا الكتاب، وهو لم يزل مخطوطًا، ولولا دعمهم وتشجيعهم لما جرؤت أن أدفع به للنشر. والشكر موصول إلى القراء، المحترفين منهم، الذين استقبلوا هذا الكتاب بحفاوة وكتبوا عنه، مما فاق مستوى توقعاتي، وكذلك القراء محبي الأدب، الذين لا تزال تعليقاتهم على المواقع الإلكترونية مصدر إلهام حقيقي لي.

أما "نجيب محفوظ" فإنني ممتنة جدًا على استجابته لي، أخيرًا، لأنني أتذكر جيدا تلك الرسالة التي أرسلتها له في عمر السادسة عشرة، حين كانت البنات في حالة هيام بالنجم حسين فهمي، بطل فيلم "خلي بالك من زوزو"، ما دفعني لأن أرسل برسالة لنجيب محفوظ في جريدة الأهرام، لأفول له: "إذا كان حسين فهمي فتى أحلام البنات، فأنت الوحيد فتى أحلامي"، لم يرد وقتها الأستاذ على المراهقة الصفيرة التي كنتها، ويبدو أنه انتظر كي تثبت له أنها جادة فيما تقول، وأنها كاتبة، فارتضى أخيرًا أن يقترن اسمي باسمه.. شكرًا يا أستاذ وكل سنة وأنت طيب".

من حسن حظي، فيما أظن، إنني من هذا الجيل الذي كان ينعم بانتظار كتاب جديد لنجيب محفوظ،، من حسن حظي إنني تلقيت هذه الكتب طازجة، لتغير مسارات حياتي، كنت أتلقاها كرسائل متلاحقة كتبت لي وحدي، أختلي بها، وأضع الخطوط والهوامش حول مقولاتها الأثيرة، حتى صارت جزءا حميما من روحي. 

وفي روايتي "أقفاص فارغة" التي شرفتموني بالجائزة عنها، أصداء من "بداية ونهاية" من "نفيسة" وكذلك من ازهرة" في ميرامار، أصداء من الحس الملحمي للثلاثية، وأصداء من "أصداء السيرة الذاتية"، وكنت أسمع هذه لأصداء وأنا أكتب، وكانت تؤنسني في وحشة الكتابة. وإذا كان هناك درس من بين الدروس العديدة التيتعلمتها من نجيب محفوظ، يمكن أن أتحدث عنه الآن، فهو أن أرى الإنسان كما هو لا كما ينبغي أن يكون، أن أراه في حيرته وضعفه وتوقه إلى المستحيل.