رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وهم المليار الذهبى.. تحدى الثروة السكانية

المليار الذهبى.. ليس مجرد نظرية مؤامرة، بل هو حقيقة مخزية. وخطة «التعقيم».. التى صاغها "هنرى كيسنجر"، ثعلب السياسة الأمريكية العجوز عام 1974، حينما كان يعمل مستشارًا للأمن القومى. وظلت المذكرة فى الظلام لمدة خمسة عشر عامًا، إلى أن أجبرت المحكمة سنة 1989 السلطات الأمريكية على نشرها.. لها ملامح ودلالات ووجود. 

بدأت خطة التعقيم منذ ذلك الحين.. ولم تتوقف، بل بلغت قمة قساواتها فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق بارك أوباما. وتمثل تلك الخطة.. وجهًا آخر لثقافة الإبادة.. التى طالت الآلاف من الأمريكيين أنفسهم فى العقود الستة الأولى من القرن العشرين من الإنجاب قصرًا بسبب فقرهم أو أصولهم العرقية. وكان الهدف العاجل هو تعقيم مليون فقيرة مستضعفة حسب المعايير الأمريكية، وذلك بقطع النسل والحرمان من الزواج والحجر فى المصحات العقلية، وأوجدوا فى سبيل ذلك المبررات العرقية والاقتصادية والاجتماعية للتغطية على جريمتهم الدموية والعرقية.

ذكر هيربيت غانى "عالم الاجتماع الأمريكى" فى كتابه (الحرب على الفقر) أن وراء تلك الإجراءات مسئولين تنفيذيين حكوميين.. مبررين كل تلك الإجراءات الاستباقية بقتل الأجنة فى الأرحمة، ووأد أولادهم قبل أن يضطروا لإعدامهم بعد ذلك. وهى جميعها دلائل تثبت صحة نظرية "المليار الذهبى»، ورغبة فئة من النافذين عالميًا فى التخلص من مليارات البشر. وهو ما شكك فيه العديد، ولم يصدقوا انتشار وباء كورونا غير الطبيعى.. كما لم يصدقوا العديد من الوثائق التى يتم تسريبها بين الحين والآخر. وهو ما يعود بنا إلى فكرة "الحكومة العالمية" التى تدير الكرة الأرضية من خلف الكواليس..

 نقرأ فى كتاب (الضباب الأحمر فوق أمريكا) الذى كتبه وليم غاى كار "نائب وزير الدفاع الكندى أثناء الحرب العالمية الثانية ما يؤكد أن هناك فى الغرب من يؤمن بنظرية المؤامرة، وليس فى الشرق فقط.. حيث يؤكد الكتاب أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر طليعة العالم الجديد، وتحمل من الأسرار المستقبلية أكثر بكثير مما هو ظاهر ومعلن. ولذا ارتكز الأمريكيون فى رؤيتهم على التقاطع بين الشرق والغرب حول أفكار النخبة العالمية وتوصياتها.. والتى يأتى فى مقدمتها أن التخلص من شعوب الدول النامية هو السبيل للحفاظ على حياة الأغنياء حتى لا تتعرض حياتهم للخطر.

نجد أنه من بين أخطر من دعموا مثل تلك الأفكار هو "روبرت مالتوس" رجل الاقتصاد الإنجليزى الشهير فى أواخر القرن التاسع عشر. وهو الذى لفت النظر إلى أن سكان العالم يزيدون بمتوالية هندسيه اثنين وأربعة وثمانية وستة عشر.. فى حين أن موارد العالم تتراجع بمتوالية عددية اثنين وأربعة وثمانية. وبالتالى، فإن موارد الكوكب لن تكفى الجميع، ولكى يحافظ الأغنياء على حياتهم ومواردهم بنفس النمط والمعدل والوفرة والثراء.. يحب أن يتم التحكم فى أعداد سكان العالم.

ورغم كشف خطة أمريكا لتعقيم نساء ورجال الدول النامية من سنوات طويلة إلا أنهم استخدموا العديد من الأساليب الأخرى للتعقيم السرى تحت حملات موجهة مثل حملات التطعيم للحد من انتشار الأمراض والأوبئة.

نقطة ومن أول الصبر..

من خطط لنظرية «المليار الذهبى».. تعامل مع الثروة السكانية باعتبارها نقمة لدول العالم الأول. ولكن مع تجربة الصين والهند.. فإن الثروة السكانية يمكن توجيهها لتكون ثروة قومية وقوة عالمية فى النظام الدولى الجديد.