رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون فلسطينيون: الانتفاضة ليست ذكرى فحسب بل نضال مستمر وكفاح لن يتوقف

انتفاضة الحجارة
انتفاضة الحجارة

يشكل التاسع من ديسمبر من كل عام ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو كما يطلق عليها "انتفاضة الحجارة" التى انطلقت فى 9 ديسمبر عام 1986، وشارك بها كافة أطياف الشعب الفلسطينى من نساء ورجال وأطفال وشيوخ.

وفى ذكرى الانتفاضة، كان للدستور لقاء مع خبراء وسياسيين فلسطينيين؛ للتعرف على أهمية تلك الذكرى لدى الفلسطينيين.

قال الكاتب والصحفي الفلسطيني عضو نقابة الصحفيين ثائر نوفل أبوعطيوي، تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون للانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجارة"، التي انطلقت شرارتها في التاسع من ديسمبر من العام 1987، ضمن حالة نضالية فلسطينية للمضي قدمًا نحو حلم الدولة والاستقلال، التي أسس معالمها الشهيد ياسر عرفات، وكما تأتي ذكرى انتفاضة الحجارة للتذكير الوطني في أهم وأبرز قادتها الشهيد القائد خليل الوزير "أبوجهاد" الذي يعتبر أول الرصاص لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في العام 1965، ومهندس الانتفاضة الأولى، وهذا نظرًا لقيادته النضالية بحنكة وطنية لانتفاضة الحجارة وقيادتها القيادة الوطنية الموحدة التي ضمن في حينه كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني المنطوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف أبوعطيوى فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الانتفاضة الأولى تعتبر التجربة النضالية ضد الاحتلال الاسرائيلي، والتي كان سلاحها الحجر الفلسطيني بيد الأطفال والشباب، الذي هزم بقوة إرادته اسطورة الجيش الذي لا يقهر، حيث كان للحجر الصدى الكبير والتأثير الفاعل في مواجهة المحتل والانتصار عليه عبر كافة الجولات الميدانية بالمظاهرات والفعاليات الشعبية، لأن الحجر صنع في الانتفاضة الأولى المعجزات والتحديات التي أبهرت العالم أجمع عبر مقاومة جماهيرية عارمة بالحجر، التي استطاعت بصمودها لمدة 6 سنوات صناعة المزيد من الانتصارات، التي حققت الانجازات في أول حلم وأمل يجتمعان معًا للوصول للحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية، عبر المشروع الوطني المستقل، في رفع أول علم فلسطيني على أول بقعة محررة جعلت السلطة الوطنية الفلسطينية وليدة بناء لأول مخاض وطني فعلي يتطلع له الفلسطينيين بالتوصل لفكرة حل الدولتين عبر مؤتمر مدريد ومفاوضات أوسلو في العام 1993.

ولفت أبوعطيوى إلى أن أبرز وأهم المحطات الوطنية للانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة أنها شكلت منعطفًا نضاليًا وسياسيًا لشعبنا الفلسطيني عبر مقاومة الإسرائيلي بالحجر الذي هزم نفسية الاحتلال وآلياته وعتاده وسلاحه، وتوجت انتفاضة الحجارة برفع أسهم القضية الفلسطينية وعدالتها في كافة المحافل الدولية، لتعطي للفلسطينيين القوة في التقدم والمسير نحو تحقيق حلم الدولة والعودة وتقرير المصير والاستقلال.

واختتم أبوعطيوى تصريحاته قائلا: "لهذا ستبقى الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة بمثابة حجر الارتكاز والأساس الوطني لمعنى الانتصار الإنساني للحرية والانعتاق من الاحتلال".

تمارا حداد: الانتفاضة ما زالت مستمرة هي ليست ذكرى فحسب بل نضال مستمر وكفاح دائم لن يتوقف

من جانبها، قالت الدكتورة تمارا حداد كاتبة وباحثة سياسية، تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون للانتفاضة الأولى في هذا العام في وقت يسعى الكيان الصهيوني إلى تثبيت رؤيته اليمينية المتطرفة وتقليص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من إدارته إلى إنهائه وإنهاء القضية الفلسطينية من خلال الامتيازات الاقتصادية البسيطة دون إقرار الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ودون نيل الاستقلال على أرضه التاريخية.

وأضافت حداد فى تصريحات لـ"الدستور"، أن ذكرى الانتفاضة التي لم تتوقف يوما من الأيام طالما الاحتلال متواجد فكل يوم هو يوم انتفاضة، فكل يوم يوجد شهيد أو أكثر وكل يوم يدخل الاحتلال ليعتقل الشباب والأطفال والرجال والنساء لتركيع الشعب الفلسطيني.

وتابعت حداد: "كل يوم هو انتفاضة طالما المحتل يسرق الأرض وينتهك العرض ويحرم الشعب الفلسطيني من استثمار واستغلال موارده الطبيعية، كل يوم هو انتفاضة التي لن تتوقف طالما ماكينة المحتل مستمرة بالقمع والظلم والاعتداءات المستمرة على القدس وحصار قطاع غزة ناهيك عن تهويد الضفة الغربية". 

وأكدت، أن الانتفاضة ما زالت مستمرة هي ليست ذكرى فحسب بل نضال مستمر وكفاح دائم لن يتوقف، ومحطات نضال الشعب الفلسطيني متوالية حتى تبقى القضية الفلسطينية على الأجندة المحلية والإقليمية والعالمية. 

وأوضحت حداد أن الانتفاضة هي شكل من أشكال المواجهة تعمل على تعزيز الحقوق الفلسطينية وتوجيه البوصلة الوطنية نحو تحرير الأرض.

وتابعت: "في كل عام في التاسع من ديسمبر يستذكر الشعب الفلسطيني ذكرى انتفاضة الحجارة لكنها ممتدة من خلال صمود الشباب وإرادتهم المستمرة نحو الخلاص من جبروت وعنصرية الاحتلال".

واختتمت تصريحاتها قائلة، "انتفاضات متوالية وتطويرها بحاجة لمقومات أولها الدعم الجماهيري وزيادة الالتفاف حول الدفاع عن الأرض الفلسطينية واستخدام كافة الأساليب النضالية التي تحقق أهداف الشعب الفلسطيني في حقه في تقرير مصيره".