رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهادات أولياء أمور أطفال حضانة الإسكندرية: «نفسية أولادنا تحطمت»

حضانة
حضانة

صدمة وحزن ومرارة، كلها مشاعر تعيش بها أسر الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب داخل حضانة cradle 2 فى الإسكندرية، على يد مديرتها ومدرسيها، وهى الوقائع التى أحدثت ضجة فى الشارع السكندرى وهزت قلوب المتابعين فى كل مكان، بسبب ارتكابها تجاه صغار لم تتجاوز أعمارهم الـ٣ سنوات، وفى ظل أن مرتكبيها هم القائمون على رعايتهم وسلامتهم.

القضية تفجرت حينما أرسلت إحدى المدرسات المستقيلات من الحضانة تسجيلًا صوتيًا إلى هاتف أحد أولياء أمور الأطفال داخل الحضانة يحوى أصواتًا لأطفال يصرخون من الألم والرعب، إلى جانب أصوات واضحة لصفعات على أجسادهم، وفى الخلفية يظهر صوت مديرة الحضانة وهى تلقن الأطفال، بقسوة وإرهاب، تعليمات وتنبيهات، خلال اعتدائها بوحشية عليهم. بعد تعرض ولى الأمر لهذه الصدمة وتمييزه صوت الطفلة فى التسجيل، وهى تصرخ من التعذيب، والتى تبين أنها نجلته، تواصل مع عدد من آباء الأطفال، والذين بدأوا فى تجميع الخيوط، وتربيط الشواهد التى رأوها على أطفالهم من قبل من كدمات وعلامات ضرب، كان مسئولو الحضانة ينكرونها ويدّعون أن بعضها حدث نتيجة لعب الأطفال مع بعضهم. «الدستور» تواصلت مع أولياء أمور الضحايا، للحديث عن القضية والشواهد التى رأوها على أطفالهم قبل صدمتهم بحقيقة الأمر، وغيرها من التفاصيل المؤلمة.

«محمد تاج»: نجلى حالته سيئة ولا يستطيع دخول الحمام

حكى محمد تاج الدين، ولى أمر، أنه ألحق ابنه بتلك الحضانة التى تقع فى شارع متفرع من شارع السلطان حسين قبل شهر من الآن، وبعد أيام، بدأ يلاحظ أن حالة ابنه النفسية سيئة للغاية، وأنه يستيقظ مفزوعًا فى الليل، وبدأ الأمر يتطور إلى حد عدم قدرته على دخول الحمام كالمعتاد.

وقال: «بدأ ابنى يتغير على مستوى نفسيته، ويعمل حمام على روحه من ساعة ما التحق بالحضانة دى»، مضيفًا: «وقتها الناس نصحتنى أنقل ابنى لحضانة تانية»، مردفًا: «كل دا وأنا مش متخيل إن السبب الحضانة، لحد ما فوجئت بأولياء أمور بيتواصلوا معايا وهما فى النيابة العامة، بيعملوا بلاغ فى الحضانة بعد اكتشاف حفلات تعذيب للأطفال من مديرة الحضانة».

وأشار إلى أن هناك مُدرسة داخل الحضانة رفضت الاستمرار بها بعد اكتشافها تلك الوقائع، وسجلت صراخ الأطفال فى أثناء التعذيب، مردفًا: «الأطفال كلهم اتعذبوا بلا استثناء، وفعلًا بعتت لينا تسجيلات مرعبة للأطفال وهما بيصرخوا من كثرة التعذيب وعمليات الضرب عليهم».

وذكر أن ابنه كان يعود من الحضانة بكدمات فى أماكن متفرقة فى جسده، وحين سأل مسئولى الحضانة عن سببها، كانوا يزعمون أنه سقط أو تعرض للكدمة أثناء اللعب، مكملًا: «واحد من أولياء الأمور ابنه دماغه اتفتحت من ٥ أشهر، واتقال وقتها إن طفل زقه وهما بيلعبوا، وطلعت مديرة الحضانة اللى ضربته».

وقال إنه كان يدفع ٣١٥٠ جنيهًا شهريًا فى تلك الحضانة، قبل أن يكتشف أن الأطفال يتعرضون للتعذيب، ومن بينهم ابنه الصغير، الذى ساءت حالته النفسية منذ الالتحاق بها.

«سارة»: ابنتى كانت تنفى ضربها من شدة خوفها من المديرة

أما سارة مصطفى، والدة الطفلة كاميليا، التى ظهر صوتها فى التسجيل الصوتى المسرب، فقالت إن ابنتها كان يتم ضربها بوحشية من مديرة الحضانة.

وأضافت أنها بحثت كثيرًا عن حضانات جيدة قبل التقديم لابنتها فى هذه الحضانة، حيث خدعت بالدعاية حولها، متابعة: «عندما اكتشفنا الأمر، كنت أنا أول من اتخذ الإجراءات اللازمة وتقديم بلاغ فى قسم الشرطة والنيابة العامة وخط نجدة الطفل، من أجل فضح تلك الحضانة»، مكملة: «بنتى كانت بتنفى اللى بيحصل لما أسألها بسبب شدة الخوف من المديرة والمدرسين هناك، وأغلبهم اشتركوا فى حفلات التعذيب».

«مى»: كانوا يحرمونهم من الطعام ويسيئون معاملتهم

روت «مى. ن»، ولية أمر، تجربتها التى وصفتها بالسيئة داخل الحضانة، حيث مكث ابنها فيها لمدة ٧ أشهر، منذ كان عمره عامًا ونصف العام، حيث اختارتها بسبب قربها من منزلها.

وقالت إنها حين قابلت مديرة الحضانة أخبرتها بأن عقاب الأطفال لديهم هو الوقوف فى آخر الفصل فقط، وأنه لا يوجد لديهم ضرب، وأنهم ينفذون محاولات لكى يعتمد الطفل على نفسه فى مسألة الحمام دون «بامبرز»، وهى أمور وجدتها مفيدة للأطفال فى بداية حياتهم.

وأضافت: «بدأ ابنى يتغير فى أول أسبوع، ويعود بنحو نصف طعامه أو ثلاثة أرباعه، وعرفت أن هناك مواعيد للطعام، والذى لا يأكل فى ذلك الموعد، لا يأكل طوال اليوم»، مكملة: «كل يوم كان بيرجع عامل حمام على روحه، محدش بيهتم يسأل الأطفال».

وذكرت أنها بدأت تلاحظ سلوكيات مختلفة على ابنها، منها العدوانية والعصبية وكثرة البكاء، مردفة: «لما كنا بنقوله إحنا هنعاقبك كنوع من التهديد بس، كان بيعيط وينهار من الكلمة دى، ولما سألناه إنت بتضّرب هناك قال (آه) بصوت خافت جدًا».

«فاطمة»: من يصرخ كان يُضرب ثانية ويُعاقب بالتجويع من المدرسين

قالت «فاطمة. أ»، ولية أمر، إنها لاحظت آثار ضرب كثيرة على جسد أولادها، وسعت أكثر من مرة لمعرفة السبب من مسئولى الحضانة.

وأضافت: «ولادى كانوا بيرجعوا فيهم جروح، ولما كنت اسأل يتقالى إن دا لعب أطفال مع بعضهم، ومديرة الحضانة كان باين عليها إنها شخصية عنيفة للغاية، كل ما أكلمها ألاقيها تتكلم بعصبية وتفهم الكلام غلط وتجز على أسنانها».

وذكرت أن أحد أبنائها كان يتم منعه من تناول الطعام كنوع من العقاب، ويظل ساعات طويلة يتضور جوعًا دون رحمة من المدرسين، متسائلة: «يعنى إيه أطفال صغيرة تتعاقب إنها متاكلش طول اليوم؟».

وبينت أن بعض الأطفال كان يبكى فى صمت ويرتعش، مضيفة: «اللى كان بيصرخ هناك، كان بيتضرب تانى، فكانوا بيعيطوا فى صمت خوفًا من ضرب مديرة الحضانة ليهم مرة تانية».