رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المدينة» تودع مُتحدثها الأفضل.. رحيل مفيد فوزى بعد مسيرة إعلامية حافلة بالموهبة والتميز

مفيد فوزى
مفيد فوزى

رحل الإعلامى الكبير مفيد فوزى عن عالمنا، عن عمر ناهز ٨٩ عامًا، بعد صراع مع المرض، أمضى الفقيد خلاله قرابة الشهر فى أحد المستشفيات الخاصة.

وأقيم قُداس جنازة الإعلامى مفيد فوزى داخل كنيسة «المرعشلى» بحى الزمالك، وسط حالة من الحزن الشديد، على أن يُقام العزاء فى قاعة الكنيسة.

ونعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الإعلامى الكبير مفيد فوزى، صاحب المسيرة الإعلامية الحافلة.

ولُقب مفيد فوزى بـ«المُحاوِر»، وكان له سمت خاص فى تقديمه البرامج التليفزيونية، وأصبح من أشهر مقدمى البرامج والمحاورين، وواحدًا من علامات التليفزيون المصرى.

بدايته كانت مع والدته حين شجعته على تطوير موهبته الصحفية منذ الصغر، وبالرغم من أنه تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة، إلا أنه اتجه إلى الصحافة وعمل بها، وبرز اسمه كصحفى لامع خلال وقت قصير.

وأجرى مفيد فوزى حوارات مع أهم الشخصيات السياسية والأدبية والفنية على مستوى العالم العربى، خلال مسيرته المهنية فى عالم الصحافة والتليفزيون، ويعد أول من قدم فكرة «تلفزة الصحافة» أو «تصحيف التليفزيون»، الذى سار على دربه فيما بعد العديد من برامج الصحافة التليفزيونية على شاشة التليفزيون المصرى.

وتتلمذ مفيد فوزى على يد أحمد بهاء الدين، فى بداية مشواره الصحفى بمجلة «صباح الخير»، وعمل فى عدد من المؤسسات الصحفية المهمة، مثل مجلة «الإذاعة والتليفزيون»، و«أخبار اليوم»، و«روزاليوسف»، و«صباح الخير»، و«المصرى اليوم»، و«العالم اليوم»، كما أنه تولى رئاسة تحرير «روزاليوسف» لمدة ٨ سنوات.

لم يكن مفيد فوزى متخصصًا، بمعنى أنه يجرى حوارات فنية أو ثقافية أو سياسية، وإنما كان نموذجًا للصحفى الحقيقى المدرك أبعاد العالم الذى يعيش فيه، فبخلاف حواراته المتميزة مع الرؤساء والوزراء والسياسيين، أجرى العديد من الحوارات الفنية والثقافية المهمة جدًا خلال مسيرته، ومنها حوار مع زكى طليمات، وحوار مع الشاعر الكبير محمود درويش، وغيرهما.

وقبل أى حوار وكأى صحفى مجتهد، كان مفيد فوزى يقرأ كثيرًا عن ضيفه، يقرأ حتى يفهمه تمامًا ومن هنا يُصبح للحوار معنى آخر، حين يكشف الضيف عن أحداث وسياقات أخرى فى حياته.

فعل ذلك فى حواره مع محمود درويش، حين يقول مفيد فوزى فى مقدمته: «فهمت بعض العادات المزاجية عن محمود درويش، إنه يفضل الليل كثيرًا فى الحوار، لأنه يثير فيه التأمل والتحليق، لا محاذير عنده ولا محظورات فى الحديث».

وبالطبع واجه مفيد فوزى الكثير من الاتهامات، مثل الغرور والتكبر، إلى جانب عدة أوصاف أخرى نعته بها حاقدون على قدرته وأسلوبه والكاريزما الخاصة التى كان يتمتع بها، فضلًا عن قدرته على إدارة دفة الحوار والإبحار به إلى بر آمن، فأحرجته سناء جميل، لكنه تغاضى وأكمل بضحكة خفيفة، وكان يثير الشجن داخل ضيفه وينقر على نقاط حساسة للغاية، ومنها بكاء فؤاد المهندس معه بعد أن تحدث عن والدته وأخته «صفية».

أصدر مفيد فوزى العديد من الكتب، كان أهمها كتاب «حليم»، الذى صدر عن مؤسسة «روزاليوسف» فى عدد من الطبعات، وكان واحدًا من أهم الكتب والمراجع لسيرة «العندليب الأسمر».

وكانت علاقة «مفيد» و«حليم» وثيقة، وأكد الإعلامى الكبير أنه شهد على عقد زواج المطرب من سعاد حسنى، فى تصريحات تليفزيونية، وبرغم موجات الاستنكار فى كل مرة يخرج فيها بقوله هذا، كان مُصرًا عليه ويؤكده فى كل مرة، وأن «حليم» أخبرها بأنه مريض، فكان ردها أنها تحبه وستعيش تحت قدميه.