رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتب المتعة عند العرب

عُرف عن الرجال العرب قبل الإسلام وبعده، أنهم استمتعوا بحرية جنسية واسعة، سواء داخل الزواج عن طريق تعدُّد الزوجات وحرية الطلاق، أو خارج الزواج عن طريق إباحة العلاقات الجنسية مع الجواري والإماء أو ما ملكَت اليمين.

كما يعتبر الجنس عند العرب من أكثر المواضيع التي كتب عنها المؤرخون والعلماء بحرية مطلقة، حيث لم تكن هناك ما يمنعهم من التعبير عن عواطفهم بحرية كاملة، حيثُ كان يتم تداول الحكايات الجنسية بسرد شفوي مصحوبًا بروح الدعابة، حتى أن أغلب الشعراء في العصرين العباسي والأموي، كانت تُروى عن ألسنتهم قصص جنسية كانت تتقبلها العامة بروح الطرافة.

ولا يجب ألا ننسى أن المعلقات السبع التي تباهى بها الشعراء العرب، والتي قيل إنهم كانوا يعلقونها على جدران الكعبة، كلها تبدأ بوصف المحبوبة وتجردها من ملابسها، وهناك قصيدة للنابغة الزبياني تصف معشوقته متجردة من ملابسها، والقصيدة تحمل اسم المتجردة.

وهناك معلقة أخرى هي معلقة امرؤ القيس بها ابيات صريحة تشرح العملية الجنسية الكاملة مع أم ذو التمائم. 
ولم تكن هذه هي صفة العرب وحدهم دون سائر الرجال في المُجتمعات الأخرى؛ فقد أعطى الرجال أنفسهم هذه الحرية الجنسية منذ بدء النظام الأبوي ونشوء الأسرة الأبوية؛ فهي حرية ترتبط بالنظام الأبوي أكثر مما تَرتبط بجغرافيا البلد أو بموقعه من الشرق أو من الغرب أو بجنسية القوم وما إذا كانوا من العرب أو العجم، ويعتبر كتاب الكاماسوترا، أكبر وأقدم كتاب جنسي في التاريخ وأحد أهم اربعة كتب في الجنس كتاب فلسفة الجنس عند الهنود.
كتب بعض الفقهاء العرب كتب الفقه والعقيدة الى جانب كتب الجنس أو ما بعرف بفنون الباه. 
ومن أمثلة الكتب التي كتبها هؤلاء، كتاب الباه للنحلي، وكتاب العرس والعرائس للجاحظ، وكتاب القيان لأبن حاجب النعمان، وكتاب الإيضاح في أسرار النكاح، وكتاب جامع اللذة لابن السمسمانى، وكتاب برجان وجناحب، وكتاب المناكحه والمفاتحة في أصناف الجماع وآلاته لعز الدين المسيحي.  وكتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر لمؤلفه أبو عبد محمد الصفراوي.
أما جلال الدين السيوطي، فضلاً عن كونه فقيهاً ومحدثاً ومتكلماً ومفسراً ولغوياً ونحوياً وأديباً وشاعراً ومؤرخاً وفيلسوفاً، فإنه قد ألف أيضاً وكتب في الجنس كتب عدة، حتى ليمكن عده أكبر مؤلف إسلامي كتب في هذا الموضوع بكل تفصيلاته وحكاياته وأوضاعه وأدوائه ونوادره وغير ذلك، بل يمكن القول بالفعل أنه فقيه الجنس والحب.,الف خمسة كتب عن الجنس هي : " شقائق الأترج في رقائق الغنج, ونزهة العمر في التفضيل بين البيض والسمر, و كتاب الوشاح في فوائد النكاح, ورشف الزلال من السحر الحلال, وله كتاب لا يمكنني ذكر اسمه لفجاجة عنوانه. 
لم يمنعهم حياؤهم أن ترتبط أسماؤهم بالحديث عن الجنس.. فهو بالنسبة لهم نعمة منحها الله لعباده وليس عليهم إلا أن يشكروه عليها نزولا على حديث الرسول الأعظم r: إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده.. وتجاوبا مع الآية الكريمة التي تقول.. “وأما بنعمة ربك فحدث” لم يروا تناقضا بين اجتهاداتهم الرائعة في الفقه وحكاياتهم الكثيرة عن الجنس.. لم يرتدوا قناعا يتكلمون من خلاله مع الناس فإذا خلوا إلى أنفسهم أتوا ما لا يتوقعه أحد منهم.. ولعلهم في ذلك كانوا يأخذون من الرسول r وسلوكهم قدوة لهم ومثال أمامهم.
وعن أسباب هذا يقول الفقيه احمد بن سليم الشهير بابن كمال باشا، مؤلف كتاب " رجوع الشيخ الى صباه في القوة على الباه": إنه لم يقصد بكتابه هذا إعانة المتمتع الذي يرتكب المعاصي بل قصْدت إعانة من قَصُرتْ شهوته عن بلوغ نيته في الحلال الذي هو سبب لعمارة الدنيا.
وقال : إنني لما رأيت الشهوات كلها منوطة بأسماء الباه وداعيه إلى الجماع ورأيت أهل الأقدار وأرباب الأموال ورؤساء أهل كل بلد في عصرنا هذا وما تقدمه من عصور أزمان هممهم مصروفه إلى معاشرة النسوان وأحوالهم متفرقة في بيوت القيان، ولم أر أحداً منهم يخلو من عشق المغنية واستهتار بجاريه وغرام بفاحشة عملت أن معرفتهم بما انصرفت إليه شهواتهم وتتبعته نفوسهم مما يجعل نفعه وتعظم فائدته, فدعاني ذلك إلى تأليف هذا الكتاب ولم أر أن أجعل كتابي هذا مقصوراً على أدوية الباه فقط وقد جمعته من الكتب المصنفة في الباه وغيره ,ولم أقصد بتأليفه كثرة الفساد ولا طلب الإثم ولا إعانة المتمتع الذى يرتكب المعاصي ويستحل ما حرم الله تعالى, بل قصدت به إعانة من قصرت شهوته عن بلوغ أمنيته في الحلال الذى هو سبب لعمارة الكون بكثرة النسل لقوله عليه الصلاة والسلام (تناكحوا تناسلوا فإني أباهى بكم الأمم يوم القيامة).
اما عن الشذوذ في العرب، فخير دليل على ذلك ما كتب كبار الماجنين العرب ومنهم الشاعر أبو نواس أشهر من كتب في فنون نكاح الصبية والغلمان، وديوان بن سناء الملك.
واليوم عندما نتحدث عن المثلية الجنسية، وهو ما يعرف عند العرب باللواط. وتعود معظم الأخبار والأشعار التي تتحدث عن المثلية إلى العصرين العبّاسي والأندلسي. هذا لا يعني أنها ممارسة نشأت في هاتين الحضارتين، فقد عرفت قبل ظهور الإسلام واشتهر به بعض الخلفاء الأمويين.