رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى الدمشقي.. اللاتينية: معمودية يوحنا لم تقدر أن تغفر الخطايا

مطران اللاتين
مطران اللاتين

 

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم برئاسة المطران كلاديو لوراتي، بذكرى القدّيس يوحنّا الدمشقيّ.

وهو ولد في دمشق في القسم الثاني من القرن السابع من عائلة مسيحية، درس الفلسفة وصار راهباً في دير مار سابا في جوار بيت لحم وسيم كاهناً. له مؤلفات لاهوتية عديدة. توفي في أواسط القرن الثامن.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها: بالنسبة لكل قارئ، إنّه لأمرٌ أكيد أن يوحنّا لم يُبشّر فقط، إنما نشر معموديّة التّوبة، غير إنّه لم يستطع أن يُعطي معمودية تغفر الخطايا، لأن مغفرة الخطايا تمنح لنا فقط من خلال معموديّة الرّب يسوع المسيح. لذلك فإن لوقا الإنجيلي قال:"َجاءَ [يوحنّا] إِلى ناحِيَةِ الأُردُنِّ كُلِّها، يُنادي بِمَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخطايا". وبما أنه لم يكن باستطاعة يوحنا إعطاء العماد الّذي يغفر الخطايا، أعلن عن مجيء من يستطيع ذلك بعده. وكما كانت كلمات نبؤات يوحنا تشكل تحضيرًا لكلمة الآب المتجسّد كذالك كانت معموديّته سابقةً لعماد الرّب وظلاًّ للحقيقة

عندما سُئِلَ يوحنّا نفسه عمن يكون أجاب :"أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة". لقد سمّاه النّبي آشعيا "صوتًا" لأنه كان يسبق الكلمة. ما كان ينادي به سوف نعلمه بعدئذٍ: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة"، إن من يبشّر بالإيمان المستقيم وبالأعمال الصّالحة لا يفعل غير تحضير قلوب سامعيه للرّب الّذي سيأتي. هكذا فإن النعمة القويّة تستطيع اختراق تلك القلوب ويستطيع نور الحقيقة إضاءتها.

يضيف القدّيس لوقا :"كُلُّ وادٍ يُردَم وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخفَض" ... فما القصد هنا بالوديان غير المتواضعين؟ وما قصده بالجبال غير المتكبرين؟ عند مجيء المخلّص... وحسب قوله "مَن رفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَه رُفِع ". إن من يؤمنون بالوسيط بين الله والنّاس، الرّب يسوع المسيح الّذي صار إنسانًا، يكونون قد حصلوا على ملء النّعمة في حين إن من يرفضون الإيمان فقد "وُضِعوا" بسبب كبريائهم.  كُلُّ وادٍ يُردَم لأن قلوب المتواضعين حين تستقبل الكلمة المقدّسة سوف تمتلئ بالنعم والفضائل كما كُتب:"أَنتَ مُفَجّر العُيونِ في الوِهاد فتَسيلُ بَينَ الجِبال"