رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العصور المنسية.. كيف انهارت الحضارات فجأة في العصر البرونزي باستثناء مصر؟

الأقصر
الأقصر

سلطت مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، الضوء على حضارات العصر البرونزي، حيث يتوقف التعليم الأوروبي عند الإغريق، ولكن كيف كان شكل العالم قبل هذه الحضارة، فقبل ألف عام من ظهور أفلاطون أو ليونيداس، كان البحر الأبيض المتوسط ​​القديم نظامًا بيئيًا حضريًا صاخبًا يتكون من ثقافات ومجتمعات مختلفة، وكانت هناك تحالفات معقدة لا تختلف عن توازن القوى في أوروبا في القرن الـ 19، وحدثت تفاعلات ثقافية تذكرنا بعولمة القرن الحادي والعشرين، لقد كان عصرًا قديمًا قبل وقته بكثير، وكان لمصر الكلمة العليا في هذا الوقت.

- خريطة القوى في ذلك الوقت 

وتابعت المجلة أنه في الجنوب، سيطرت المملكة المصرية الجديدة على نهر النيل، وفي ذلك الوقت، حوالي عام 1500 قبل الميلاد، كانت موجودة بالفعل منذ 2000 عام، وفي بلاد ما بين النهرين وكنعان، تنافست دول المدن الصغيرة على النفوذ، بينما كانت الإمبراطورية الآشورية تشكل تهديدًا دائمًا في الخلفية، وفي البر الرئيسي لليونان، ازدهرت الحضارة الميسينية ببراعتها البحرية وميلها للتجارة، وإلى الشرق في الأناضول كان هناك الحيثيون، مجموعة مبكرة من الهندو- أوروبيين كانت تخشى على قدراتهم القتالية والتوسع السريع للأراضي.

وأضافت "إنشنت أورجنيز"،  أنه في الخمسين سنة ما بين 1200-1150 قبل الميلاد، عانت كل هذه الحضارات من تدهور غامض، وحدث انخفاض مفاجئ وسريع في النشاط، حيث توقفت المدن عن التجارة مع بعضها البعض، ودُمرت العديد من السجلات الأدبية، وتم التخلي عن المراكز الحضرية، وكان هناك تدفقا هائلا للسكان، في يوم من الأيام تم إحراق المدن الهائلة وتحويلها إلى أنقاض، وسويت العواصم بالأرض، لقد كان تدميرًا كارثيًا لأبعاد لم يسبق له مثيل حتى انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، وتبع ذلك عصر مظلم لأكثر من 400 عام، فيما عدا مصر التي نجحت في استعادة مملكتها بسرعة غريبة.

وأشارت إلى أن الأمر لا يزال، لغزا عميقا، حيث كافح علماء العصور القديمة لفهم طبيعة وسبب هذا الحدث، فقد كانت الأطلال الفخمة تدل على وجود حضارات قوية، لكن عدم وجود أدلة حالت دون أي أطروحة مقنعة تفسر الانهيار بشكل كافٍ، ألقت التطورات الأخيرة في التكنولوجيا الأثرية واكتشاف المصادر النصية الأولية الضوء على هذه القضية ، لكن الروايات يمكن أن تكون مختلفة بشكل كبير.

وأضافت المجلة أن بعض الغزوات العسكرية البربرية دمرت كبرى هذه الحضارات، كما حدث في معركة شعوب البحر الذين نهبوا المدن في جميع أنحاء المدن الساحلية، ولكن مع تولي رمسيس الثاني الحكم، نجح في إيقافهم، وفي عصر رمسيس الثالث كان الغزو الأخير والأكثر توثيقًا، وصد موجتين من الهجمات واسعة النطاق في دلتا النيل.