رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس اعتقال 3 فتيات إحداهما 6 سنوات فى الأراضى المحتلة

لحظة الافراج عن الفتاتين
لحظة الافراج عن الفتاتين

قبل أيام استشهد الشقيقان الشقيقان جواد وظافر الريماوي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي فى رام الله، وعلى خلفية استشهاد الريماوي، قررت حراء ماهر صوص من القدس المحتلة والطالبة بكلية الهندسة الإلكترونية في جامعة بيرزيت وزميلة الشهيد جواد بقراءة الفاتحة له داخل المسجد الأقصى وتوزيع التمر صدقة على روحه الطاهرة.

كانت حراء بصحبة شقيقتها محار ذات الـ16 عامًا، ونجلة شقيقتها الكبرى الطفلة ألمًا البالغة من العمر 6 سنوات.

كان لـ"الدستور" لقاء ما والد الفتيات عقب الإفراج عنهم، وكشف لنا تفاصيل الاعتقال وما قامت به قوات الاحتلال بحق أبنائه وحفيدته.

قال ماهر صوص كانت الأحداث متتالية عقب استشهاد شابين أحدهم زميل حراء، وكانت تجمعهم علاقة زمالة وصداقة واجتماعات طلابية داخل الجامعة، مؤكدا أنه كان شابًا على خلق ومتفوق. 

وأضاف صوص في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، تأثرت حراء كما تأثر باقي الشعب الفلسطيني، وكان أقل واجب تقوم به نجلتي هو توزيع تمر على روحه في المسجد الأقصى كنوع من المحبة والترابط ونوع من الحزن الشديد عليه.

وأشار صوص إلى أن فكرتها بدأت بقراءة الفاتحة على روحه من خلال حفيدته ألمًا، لافتًا إلى أنه كان موجود بساحة الأقصى عدة نشاطات يوم الجمعة، ووضع بعض الشباب صور الشهداء على كرتونة التمر وحملت الطفلة الصغيرة صورة الشهيد وبدأت بقراءة الفاتحة بصوتها البريء.

وأضاف صوص أن كاميرا الاحتلال وثقت الحدث وبعد صلاة الجمعة رصدت قوات الاحتلال موقع البنات، وهم يتناولون وجبة الغداء تحت شجرة، داهمتهم شرطة الاحتلال فتياته وحفيدته.

ولفت “صوص” إلى أن مراحل الاعتقال تمر بثلاث خطوات الأولى يأتي المسؤول عنهم في القدس ويتم اقتياد المعتقل بقاعة بجانب المسجد الأقصى ثم ترحيلهم إلى مركز المسكوبية وهم مركزين واحد للتحقيق والآخر للاعتقال داخل سور القدس في الجهة الغربية للمدينة المقدسة.

وتابع صوص، عند اقتياد بناته إلى المرحلة الثانية من الاعتقال وجد المجند الإسرائيلي الطفلة الصغيرة ورفض دخولها المعتقل كونه مخالف للقانون، مستدركًا حراء تواصلت مع صديقتها لأخذ الطفلة لحين وصولنا.

وأضاف “صوص”: عقب ساعة من المعاناة وصلنا للحفيدة وانتظرنا حراء وشقيقتها عقب دخولهما العزل.

وحول عملية التحقيق مع الفتيات، قال صوص كان تحقيق عنصري ساذج وردد المحقق العنصري عدة أسئلة مفاداها من يوزع الصور ومن يوزع التمر، ولماذا تفعلون ذلك، فهل أصبح الترحم وتوزيع الصدقات على أرواح الشهداء تهمة جديدة توجهها قوات الاحتلال العنصرية لأبناء شعبنا.

ولفت “صوص” إلى أن ما حدث لم يكن تحقيق ولكنه محاولة لوي ذراع وفرض هيمنة وسيطرة على عقول الشباب.

وتابع: عقب ساعات طويلة من الانتظار، التقيت نجلتي وهى تعانى من الآلام شديدة بالبطن بسبب رفض الاحتلال دخولها إلى دورات المياه إلا بشرط ان يظل الباب مفتوحا، فرفضت الفتاة بالفعل ما طلبه جنود الاحتلال الغاشم وخاصة أنه مخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، فكيف لفتاة أن تدخل دورة مياه وتبقى الباب مفتوحا".

وأكد صوص أن فتياته تعرضت لعنف لفظي ونفسي، على الرغم من أن نجلته الكبرى حراء طلبت من جندي الاحتلال أن يحترم القوانين الدولية والأعراف التي نصها القانون الدولي عقب محاولته الفاشلة فى استخدام العنف ضدها.

سنوزع التمر وسنترحم على الشهداء والعالم كلنا معنا ويتضامن معنا

وتابع صوص "سنوزع التمر وسنترحم على من يستشهد، ومعنا الملايين حول العالم يتضامنون معنا، ورأينا ملايين الجماهير في مونديال كأس العالم ينادون بالحرية لفلسطين، الاحتلال لن يحرمنا أن نعبر على مشاعرنا بحبة تمر أو برفع العلم الفلسطيني".

وأشار صوص إلى أن الاحتلال أصدر أمر بإبعادهم عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع وسحب هواتفهم وبحثها وتفتيشها.

وحول رد فعل حفيدته الصغيرة لما حدث معها، قال صوص "اتصلت حراء وأخبرتني أنه تم اعتقالهم ومعهم ألمًا، ونصحتها بعدم الخوف والثبات قائلًا لها نحن معك والكل معك، ثم تحدثت لي حفيدتي وقالت لي ببراءة الأطفال "يا جدو تعا واضرب هؤلاء المجرمين".

وتابع صوص: “طمأنت حفيدتي بأنني سأصل لها بعد قليل، وبالفعل كانت هي أول من خرج”، مستدركًا: "أطفالنا يرضعوا حب الوطن وحب القدس من سنوات عمرهم الأولى، فنحن لا نطالب إلا بإزالة الاحتلال، نحن نحيا ونموت من أجل تحرير وطننا والعيش بكرامة العيش بحياة امنة، ونتمنى لهم أيضًا أن يعيشوا حياة آمنة لكن خارج أراضينا".