رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تتأذى أدمغة أطفالنا من الاستخدام المتزايد لأجهزة التكنولوجيا؟

أرشيفة
أرشيفة

قالت مجلة «فوربس» الأمريكية، إن أكثر أبحاث علم النفس يفيض في السنوات القليلة الماضية بقرارات الاتهام المتعلقة بالتكنولوجيا وتأثيرها الضار على صحتنا العقلية والعاطفية، وتتداخل أبحاث الدماغ ودراسات الصحة العقلية مع الاستنتاج القائل بأن وقت الشاشة- خاصة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي- يضغط على أدمغتنا، وتحديداً محرك الحساب والأداء العقلي.

ويقول الدكتور مارك ريجو، الطبيب النفسي في جامعة ييل ومؤلف كتاب Frontal Fatigue، إن نمط الحياة الحديث يغمر قشرة الفص الجبهي، ويتدخل في قدرتها على التعامل مع الوظائف الحاسمة التي تم تصميمها للسيطرة عليها. 

وكتب الدكتور ريجو في كتابه: «مع الإجهاد المزمن، تفقد الأدمغة قدرتها على إرسال هذه الإشارات، وتستمر الاستجابة للضغط بلا هوادة، حتى لو اختفى الموقف المجهد الأصلي، مثل أي عامل مثقل بمسئوليات لا يكون مستعدا لها، تم تكليف قشرة الفص الجبهي بوظيفة حارس المرض العقلي، على الرغم من أنها لم يتم إنشاؤها للتعامل مع الإجهاد».

وأضاف أن الديناميكية التي لا يستطيع فيها الدماغ التعامل مع الضغوط اليومية للحياة الحديثة لا تساعد على نجاح القرن الحادي والعشرين، وكانت النتيجة زيادة الاضطرابات النفسية بمرور الوقت في البلدان الصناعية.

 وكتب: «لحل مشكلة حياتية كبيرة أو صغيرة، لم تعد تستشير شخصًا أكبر سنًا أو أكثر خبرة أو ممن حددتهم- لقد سألت Google».

وهذا مضاعف للأطفال والمراهقين، وفي الواقع، هناك مجموعة كاملة من المعارف التي تربط استخدام المراهقين للهاتف بالاكتئاب، ووجدوا أن تناقص استخدام الهاتف يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتخفيف الأعراض، وهذا هو السبب في أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بأقل من ساعتين من وقت الشاشة الترفيهي للأطفال يوميًا ولا تشجع الأطفال دون سن الثانية على استخدام أي وسائط شاشة، فكر فيما ينذر به ذلك للأفراد والمجتمع في السنوات القادمة.

وأضاف: «ضع في اعتبارك هذه الأعراض: فقدان القدرة على الانتباه، دفعات صغيرة من فقدان الذاكرة على المدى القصير التي تؤدي إلى مشاكل في العثور على الكلمات ونسيان المكان الذي تضع فيه الأشياء، عدم القدرة على تعدد المهام، وفقدان السيطرة العاطفية». 

وتابع: «إذا بدت هذه المشاكل الشائعة التي يواجهها الجميع، فذلك لأن ثقافتنا بأكملها تقع تحت تأثير التكنولوجيا».