رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين الحرب والمصالح.. هل ينجح «ماكرون» فى تعميق التقارب الأوروبى الأمريكى؟

ماكرون
ماكرون

قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إن بوتين ارتكب خطأ لكن لا يزال ممكنا العودة إلى المفاوضات، وتابع: "سأتحدث مع بوتين خلال الأيام المقبلة".

وأكد ماكرون وفقًا لتصريحات نقلتها "فرانس برس": نريد سلامًا عادلًا ومستدامًا في أوكرانيا.

ماكرون في الولايات المتحدة 

تمثل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للولايات المتحدة لعقد قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، فرصة للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، مع ظهور تيار في الإدارة الأمريكية يؤيد وجهة النظر الفرنسية بدلًا من سياسة الهجوم الدائم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحاولة حصره في الزاوية، حسبما يرى محللون وخبراء تحدثوا لـ"الدستور".

وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، مهم جدًا ويعني تحركًا فرنسيًا للمساعي الدبلوماسية بشأن الحرب في أوكرانيا، والاعتراض على بعض السياسات الأمريكية تجاه روسيا في هذا التوقيت.

ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول أمس الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة تستغرق يومين، كما يلتقي، اليوم الخميس، بالرئيس الأمريكي جو بايدن في بداية زيارة دولة تسلط الضوء على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك مخاوف من اندلاع حرب تجارية عبر المحيط الأطلسي.

غضب الفرنسيين

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الزيارة مهمة وتؤكد أن فرنسا موجودة في كل التفاصيل، من الحرب في أوكرانيا إلى العلاقات الأمريكية الصينية المتوترة، بعد نحو 4 سنوات من الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي إلى واشنطن عام 2018.

وأوضح أنه كانت هناك خلافات كبيرة بين باريس وواشنطن، بعدما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا عن تحالف دفاعي باسم "أوكاش" أغضب الفرنسيين، لأنه نسف عقدهم الضخم الذي كان من المفترض أن تزود فيه فرنسا أستراليا بغواصات، مؤكدًا أن من مصلحة الأمريكيين أن يحافظوا على صلات طيبة مع الجانب الفرنسي.

وأشار فهمي إلى أنه رغم الحديث عن اصطفاف ودعم كاملين فيما يخص الملف الأوكراني، فإن هناك خلافات بشأن الأزمة، والفرنسيون سوف يبدأون هذا عبر اتباع استراتيجية التوافق أو التوازن من خلال دعوة فرنسا لتنظيم مؤتمر في باريس في ديسمبر المقبل لدعم كييف.

ومضى قائلًا: واشنطن تقترب من الموقف الفرنسي؛ خصوصًا مع وجود تيار في الإدارة الأمريكية يقوده الجنرال مارك هيميلي، يدعو إلى فرصة للتفاوض بين الروس والأوكران، وهنا يبرز الدور الفرنسي الذي يتبنى وجهة النظر ذاتها من المسألة.

وتابع أستاذ العلوم السياسية: الرغبة في مواجهة الخلافات الكبيرة بين البلدين هي عنوان هذه القمة، وسيكون هناك الكثير من النقاشات الطويلة في هذا الإطار، سواء بالنسبة للإجراءات التي اتخذت، كما أن الرئيس الفرنسي يريد الحصول على استثناءات لبعض القطاعات الأوروبية الحيوية، لكن في النهاية هو يتكلم باسم فرنسا.

واستطرد: أعتقد أن قانون "خفض التضخم" سوف يشغل حيزًا كبيرًا من المباحثات بين الرئيسين، لأن هناك مخاوف أوروبية من هذا الملف، خصوصًا ما يتعلق بالمنافسة مع الشركات الأوروبية في قطاعات مهمة مثل صناعة السيارات والبطاريات والطاقة النظيفة وغيرها.

واختتم تصريحاته: "اللقاء مهم ويعكس دلالات مهمة، أولاها حرص أوروبا من خلال فرنسا على التوصل لتسوية للأزمة الأوكرانية بصورة أو بأخرى، والرئيس ماكرون رشح الأمريكان بعدم وضع الرئيس الروسي في مساحة معينة، والقمة ستنجح لأن هناك مصالح استراتيجية تعاملية مع الأمريكان".

3 ملفات مهمة على طاولة المباحثات 

من ناحيته، قال المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحمل العديد من الملفات في لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، أبرزها 3 ملفات مهمة، اقتصادي وسياسي وعسكري.

وأضاف المحلل السياسي المقيم في فرنسا، أن الملف السياسي هو الأكثر تحشيدًا، وهو ارتداد الحرب الأوكرانية على المسار الأمريكي الأوروبي، لأن فرنسا تحمل لواء أوروبا في النهاية. 

وفي نفس الوقت الجميع يعرف أن ماكرون هو أكثر ديناميكية في هذه الدبلوماسية، وهو الذي حاول مرارًا وتكرارًا أن يضع نهاية لهذه الحرب.

وأشار الجليدي إلى أن ماكرون يريد أن يصنع دبلوماسية ذكية، ينزع من خلالها جلباب الدبلوماسية المتغطرسة، وكذلك يحاول أن يجد مكانًا لفرنسا في اللعبة، ولكن قانون الحرب غير كل هذه المعادلة، وجعل من أوروبا أكبر ضحية وأكبر دافع للأموال، وأكبر دافع للأسلحة، وأكبر دافع للسوق الأمريكية، ويذهب إلى واشنطن وهو في أزمة سياسية خانقة في الداخل الفرنسي، وكذلك أزمة تشتت وتفكك أوروبي كبيرة.